حق القافلة أحد المعيقات لحدوث سلام في اليمن؟

د. علي العسلي
السبت ، ٠٧ مايو ٢٠٢٢ الساعة ١٢:٤٩ صباحاً

 

الشيخ صالح هبرة مؤخراً ضاق ذرعا من تصرفات جماعته، فصرخ بصرخة أكبر وأعظم من صُراخهم الكاذب والمضلل.. اشار (هبرة) بمقال (الحرب الربحية)؛ ونحن نقول شَهِد شاهِد من أهلهم.. لقد صرخ ((هبرة)) صرخة حق؛ وهو الذي يرفض حرب الحوثي وجرائمه، ويتعفف عن سلبهم ونهبهم، وينبذ تفننهم في فرض الجبايات والإتاوات على الناس!؛

فمما قاله أن الشعارات التي يرفعها الحوثي لا تعدو كونها شعارات مخادعة لتزييف وعي الشعب.. وقال: أن الحوثة استهدفوا المواطن وصادروا جميع حقوقه.. صادروا حرياته..  قطعوا مرتباته - تقطعوا للمساعدات التي تقدم له.. اخذوا اتاوات على سوّاقي الناقلات، وعلى العربيات والمصانع والكسارات ومقاطع الحجار والجبال ووديان النيس.. لم يقتنعوا بالخمس فقاسموا اصحاب المصانع والاسواق التجارية والشعبية..  تاجروا في قوت المواطن ولقمة عيشه، وجعلوا استيرادها حكرا على اتباعهم ليتحكموا في تسعيرة بيعها.. رفعوا الجمارك والضرائب اضعافا مضاعفة.. استغلوا مؤسسات الدولة العامة وحولوها مشاريع تجارية تدّر عليهم أمولاً؛ كالكهرباء والمياه والمواصلات والمستشفيات واخرجوها عن خدمتها العامة.. استغلوا الغاز المنزلي والبترول واحتكروا استيراده، واداروا السوق السوداء، لتكشف سواد قلوبهم وضمائرهم؛ 

 .. واختتم (هبرة) باستنتاج عميق على القيادة السياسية ان تحلله وتعمل بمعادلة معاكسة له!؛ حيث قال: (هبرة): "بالله عليكم هل تنتظرون من قادة هذ حالهم ان يقبلوا بوقف حرب مقابل ان يخسروا هذا كله ؟! يقول هبرة.. أقطع على اصحابنا انهم لن يقبلوا وهم يجدون من يقاتل دفاعا عن مصالحهم هذه؛ لو يستمر الحرب مئة عام لأنهم لم يخسروا شيء من استمرار الحرب يقدمون المساكين عند القتال وقودا للحروب ويتقدموهم عند العطاء واخذ الغنيمة" 

اضيف شيء بسيط لم يقله (هبرة)؛ إضافة الى كل ما قاله، فهناك شيء اسمه "حق القافلة"، بمقتضاه يبتز الحوثة والأكثر متحوثين، أصحاب المستشفيات والعيادات والصيدليات والمحلات بطلب وشحت حق القافلة؛ فإذا لم يمتثلوا يسحبون المتواجدين للأقسام وقد تغلق منافعهم لأيام. أقول إن من أحد معيقات السلام هو هذا الدفع بسخاء بالرضا أو بالقوة!؛ كذلك حتى لم يسلم من قبلهم الاسرى او المختطفين فهم يساومون اهاليهم بدفع مبالغ خيالية للإفراج عنهم، اما التبادل فقد رفضوا استقبال أسرى كانوا معهم يقاتلون لأنهم ليس من سلالتهم فاستقبلوا من السعودية تسعة فقط من مائة وسبعة عشر اطلقتهم  المملكة، مما اضطر القيادة السياسية الشرعية، وهي قطعا مسؤولة عن كل اليمنين ان تستقبلهم هي في العاصمة عدن؛ أطلقوا بمبادرة من قبل السلطات السعودية كبادرة حسن نية مع أن  الحوثين  لا يعرفون حسن النية و قيمتها ولا يقدرونها!

والخلاصة مادام هناك قبائل تحشد لهم مقاتلين، ومادام هناك من يدفع لهم بالباطل ما يفرضون، ومادام لم يطالب الموظفين برواتبهم منهم؛ فلن تنتهي الحرب ولن يحدث السلام.. وفي ظني أن السلام سيحصل في كل، أو أي من الحالات الآتية: _

- شيوع ثقافة المقاومة والامتناع من قبل الناس عن الدفع لهم، وحتى الوصول للعصيان المدني الشامل، ولقد ظهر مؤخراً بوادر الرفض للابتزاز في بعض احياء العاصمة، يمكن البناء عليه؛ إذ حصل أن مواطنين شجعان في حي الحصبة قاموا بضرب الاطقم المبتزة للجبايات، وقد تم تصوير الموقف ونشر.. هذا قد ينمو وإن ببطء حتى يصبح ظاهرة، وسيحد من نمو وتراكم ثروات تلك العصابة، ولكن هذه الطريقة تأثيرها يحتاج لوقت ليس بالقصير!؛ أو

- شراء قادتهم من قبل دول التحالف وهذا ما يتوقع وبدأ الحديث عن حدوثه مؤخرا!؛ أو

- أن نرى مجلس القيادة الرئاسي بعد توحيد وهيكلة كل القوى المسلحة وجعلها تتقدم جميعها وفي وقت واحد في جميع الجبهات ويكون الهدف الغائي الوصول للعاصمة صنعاء وطرد الحوثين واعادتهم لكهوفهم، ومصادرة ما نهبوه من المواطنين وإعادته لأصحابه!

الطريقة الثانية والثالثة ممكنة التحقق!، وممكن العمل بهما معا.. عند حصول هذا الفعل ربما قد يحدث السلام وتنتهي ثقافة وعقيدة هذه الفئة السلالية الهدامة؛ ويبنى الوطن الذي يتيح العيش والفرص لكل أبنائه دونما اقصاء او تهميش، ومن دونما حدوث مظالم!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي