مشاورات يمنية تمت تحت قبة مجلس التعاون الخليجي .. ماذا يعني ذلك ؟

د. علي العسلي
الخميس ، ٠٥ مايو ٢٠٢٢ الساعة ٠٩:٢٠ صباحاً

 

تجمّع تقريبا ضعف أعضاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل في العاصمة الرياض.. التقوا تحت قبّة الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي؟! وفي اعتقادي أن ذلك لم يكن اعتباطا أو ترفاً، وليس فقط لما تمّ من إجراءات أو تغييرات؟!؛

فالإجراءات والتغييرات تمّت قبل انتهاء المشاورات اليمنية-اليمنية، وفي الوقت الذي كان لا يزال المدعوّن يتوافدون إلى العاصمة الرياض واستمروا حتى اليوم الأخير من جدول المشاورات؛ والأغلبية ممن حضروا إلى الرياض بقوا في الفنادق ولم يشاركوا في قاعات المشاورات إلا عبر ممثلي مكوناتهم المختارين والمحدودين العدد!؛

غير أنه ربما كان لذلك الحشد الكبير أثر ما على نفسية الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي في اتخاذ قرار نقل السلطة ؛حيث انه كان قد التقى الأخ الرئيس ببعض المتشاورين، ووعدهم بالعمل بتوصياتهم ،فكانت استجابته الفورية لما كان يدور في أروقة مؤتمر التشاور وتجاوز سقوفهم بكثير؛ حيث كانوا يتناقشون فقط حول ضرورة توسيع المشاركة، فتفاجأ الجميع بذلكم الإعلان الرئاسي والذي أعتقد انه يرقى لمرتبة الإعلان الدستوري، أو هو فعلاً بمثابة إعلان دستوري!؛ وهذا الإعلان الدستوري الهام في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ شعبنا إن أهم ما فيه هو الحفاظ على وحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامته الإقليمية ووحدة أراضيه؛ وكذلك إحياء مبدأ المسؤولية الجماعية، والسعي لتحقيق أعلى درجة من التوافق!؛ وأيضا انهاء الانقسام في القوات المسلحة ومعالجة أسبابه، مع التأكيد على وضع عقيدة وطنية لمنتسبي الجيش والأجهزة الأمنية.. وأهم ما في الموضوع في هذا الإعلان وما تلاه هو ان الوحدة اليمنية باقية؛ وأن الجنوب اليمني لم يعد المجلس الانتقالي الممثل الحصري، أو المحتكر له، بل هناك أعضاء قيادة آخرين لابد من السماع لرأيهم وأخذ مواقفهم في الاعتبار!؛ 

إذاً تــــــــــــــدّل المشاورات اليمنية-اليمنية تحت قبة مجلس التعاون الخليجي على أن اليمن ارضاً وانساناً أصبح في الدائرة الأولى لاهتمام جميع دول مجلس التعاون الخليجي، بل وأولى الأولويات، وفي ظني واعتقادي أن ذلكم النفر الكريم الذي دُعي للرياض هو بمثابة التهيئة والتحضير للاحتفال الأكبر يوم أن يعلن مجلس التعاون الخليجي ضم اليمن كامل العضوية الى منظومة دول مجلس التعاون الخليجي وبوجود كامل أعضاء مؤتمر المشاورات اليمنية-اليمنية الذين التئموا مؤخرا في الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي بالعاصمة السعودية الرياض !؛

إن التسريع في انضمام اليمن لمجلس التعاون الخليجي سينهي الحرب الحاصلة باليمن، وسحمي اليمن من إيران وسيحد من طموحها الاستعماري التوسعي، وسيحمي اليمن من التمزق والحروب الاهلية، وسيطمئن أبناء الشمال والجنوب والقوى الحية في اليمن على التساوي بالحقوق الواجبات والحصول على السلطة والثروة بشكل عادل، فالله الله بالسرعة لتحديد هذا اليوم العظيم في الرياض بحضور كافة المشاركين بالمشاورات اليمنية-اليمنية!؛

 من اللقاء الموسع اليمني الأخير باتت الأمانة العامة المعبرة عن دول مجلس التعاون الخليجي معنية بدرجة أساس على تأهيل اليمن وبالسرعة الممكنة ليكون اليمن في مصفوفة مجلس التعاون الخليجي؛ وأصبح الجميع يرى ويدرك ان قادة دول مجلس التعاون الخليجي لديهم الإرادة والعزيمة على جعل اليمن في منظومتهم، كيف لا واليمن جزء أصيل من نسيج الجزيرة والخليج!

لقد قام الأخ رئيس مجلس القيادة الرئاسي ونوابه مؤخرا بزيارتين ناجحتين أظن انهما قد اتفقا على موعد لإعلان ضم اليمن ككامل العضوية الى مجلس التعاون الخليجي، عرف ذلك من مضمون  تصريحات الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي، حيث أبدى ارتياحه لنجاح الزيارة ووعد اليمنين ببشارات ستحصل في الأيام القادمة ؛وبمتابعة لبعض تغريدات مسؤولين مهمين في دول مجلس التعاون الخليجي أو قريبين من صنع القرار يتبين من أن اليمن صار قريبا من اعلان اندماجه في دول مجلس التعاون الخليجي حيث ان احد التغريدات تقول : "قريبا سيتنقل اليمنين بالهوية الوطنية في كافة دول مجلس التعاون الخليجي"، و تغريدة أخرى من أنه سيعلن رسميا في القريب العاجل  ان اليمن سيصبح كامل العضوية في مجلس التعاون الخليجي!؛ وعليه:-

أدعو رئيس مجلس القيادة الرئاسي ونوابه الاهتمام أولا بالمغتربين اليمنين والسعي لإعفائهم من الرسوم واستثنائهم من الإجراءات الأخرى التي تعيق أعمالهم ونشاطهم هذا أولاً؛ أما ثانياً؛ فأدعوا الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي الإعداد والعمل على تقريب يوم اعلان اليمن كعضو كامل العضوية في مجلس التعاون الخليجي بحضور كل المدعوين في المشاورات اليمنية-اليمنيةّ التي جرت مؤخراً!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي