نحن لانختلف كثير عن كيفن كارتر !!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الاربعاء ، ٠٤ مايو ٢٠٢٢ الساعة ٠٣:٤١ مساءً

ارسل لي احد الاصدقاء يقول "التقط كيفن كارتر هذه الصورة لنسر ينتظر بفارغ الصبر أن تستسلم الفتاة السودانية الصغيرة للموت بسسب الجوع .

 

و قد فاز لاحقًا بجائزة بوليتسر (1984) عن هذه الصورة ، لكنه لم يعش بعدها أشهرا قليلة فقد انغمس في اكتئاب حاد أدى إلى وفاته .

كان يستمتع بإنجازه من مجلة إلى أخرى ، من تلفزيون إلى تلفزيون ، في جميع أنحاء العالم .

بدأ اكتئابه مباشرة بعد أحد البرامج التلفزيونية حيث يُسمح للمشاهدين بالاتصال المباشر .

اتصل أحدهم و سأله ، "و ماذا عن الصغيرة ؟ ماذا حدث لها ؟ " أجاب : لم أنتظر لأكتشف ما الذي سيحدث بعد ذلك . كان لدي رحلة للحاق بها مباشرة" .

رد الشخص على الهاتف ، "أنا أخبرك ، كان هناك نسرين في ذلك اليوم ، و كان لدى أحدهما كاميرا ."

أصبحت لكلمات هذا الغريب صدى دائما في ذهنه أدى به إلى الاكتئاب ثم إلى الانتحار في النهاية .

كان كيفن كارتر على قيد الحياة الآن لو أنه التقط الفتاة الصغيرة و أعادها إلى مركز الحصص الغذائية التابع للأمم المتحدة الذي كانت تحاول الوصول إليه .

كان من الممكن أن يكون عملاً مزدوجًا بالنسبة إليه، أليس كذلك ؟

أي أهداف نرغب في تحقيقها" دعونا نعبّر عن إنسانيتنا أولاً قبل أن نستفيد من الموقف" 

هذا يشبه حالنا نشاهد المجتمع اليمني يعاني ونرفض نفتح الممر في تعز وهو بيدنا او المطار او ندفع المرتبات وهي متوفرة او نوحد العملة والنظام البنكي او نطلق الأسرى او نوقف التصعيد العسكري  او نذهب لسلام حقيقي بشروط اعادة البناء والاعمار والتعافي نبني اليمن بقواسم مشتركة.  لن نصحى الا بعد ان ياخذ النسر الفريسة ثم نبدأ مرحلة الإكتئاب اننا اضعنا فرص ووطن ووقت.

 

و في الاخير ليس من حقنا ان نتهم الاخرين انهم اوغاد كونهم لم يمنعونا من تدمير بلدنا, كون وقتها لن يكون هناك اوغاد الا نحن امام العالم, و لعقود قادمة لاسيما و الحل بايدنا و الاخرين وقتها لن يكن لهم اثر و لا مرتكز.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي