الفرص لبناء أمة!!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الاربعاء ، ٠٤ مايو ٢٠٢٢ الساعة ١٢:١١ صباحاً

 

دول أفريقيا وجنوب شرق  آسيا ودول السوفيت السابقة والأتراك وأوروبا الشرقية وغيرهم كان حالهم ليس أفضل من حال وامكانيات العرب من حيث المال والفرصة لاسيما لو نظرنا إلى مصر والعراق وقتها والسودان و لبنان وسوريا والخليج.  أيضا مصادر النفط والاستقطاب الغربي كان يجب أن يكونوا طفرة لتغيير العرب واكتساب المعرفة وتوطينها.

  العراقي كان يذهب إلى تركيا في حقبة السبعينات والى بداية التسيعنيات، وكأنه أمير  في فنادق تركيا واليوم تجده غلبان مسكين اهلكه الوضع هو من ينظف في الفنادق أو يمارس أعمال بسيطة او سائق تاكسي، وينطبق الحال على ابناء ليبيا وغيرهم من العرب.

ولو نظرنا في المانيا فقد  كانت ميونيخ تعج بكبار التجار العرب، والذين امتلكوا خطوط طيران، وشركات وقتها، وكان العربي العادي طالب أو عامل أو مقيم  حاله المادي  أفضل من الهندي والفتنامي والأوروبي من أوربا الشرقية، والروسي والصيني بعشرات المرات في الغرب إلى منتصف ١٩٩١ واليوم لو نظرنا مثلا لباريس او ميونيخ فسوف نجد اصحاب العقارات هم من الصين او اوروبا الشرقية والعرب تنعكس على وجوهم احزان أمة.

ايضا اوروبا كانت تعج بعشرات الالف الطلاب من العرب والباحثين واليوم في قاعة المحاضرة عندي نجد العرب مقارنة بمن هم من الصين والهند والباكستان اقل من ٥ أشخاص من ٧٨ شخص وهم من امة ٤٠٠ مليون نسمة.  ايضا لم يكن هناك لجوء من المنطقة، فمن لم يجد هدفه في اليمن الجنوبي، هرب الشمال او مصر او العراق او سوريا او الجزائر بمعنى ليس هناك ضرورة للجوء في اوروبا من اي نظام عربي، اما الان فالوطن العربي صار ضيق علينا وصار حالنا  اكثر امة تقدم لجوء في الغرب .

 

 الأتراك كانوا أيضا حالهم بسيط مجرد عمال في كل العالم، ولم يذهب أحد ليعمل عندهم  كون الامر لايجدي مقارنة بالعراق وماله والخليج وليبيا، اما اليوم فالكل يطمح يجد فرصة فيها للعمل او الدراسة او المعيشة او السياحة.

اليوم العراق او ليبيا بشكل خاص والعرب  بشكل عام حالهم محزن، فصور من هنا وهناك تطلع امامي، السودان واليمن والعراق وسوريا وليبيا تعاني من كوارث اقتصادية، وسوء البنية التحتية، وفوق ذلك تعاني العراق أمراض الطائفية والفساد، واليمن في صراع عبثي جعل البلد تعيش حالة جهل وهدم وتخلف وليبيا، ونقفز من معترك إلى حفرة أعمق دون رؤية مثل التطبيع مع إسرائيل، التخندق مع أمريكا ضد الصين او روسيا، ومحاربة الاسلام، والتمرد على كل شيء امامنا وغير ذلك، دون ثمن مهم يبقى. 

 

 تركيا تعلمت تستفيد من التناقضات والصراعات عند الغير والاستقطاب مقارنة بنا العرب، وصارت لها اهداف تصنع منها امة لها تأثير اليوم وتتفاعل، والسبب وجود قيادة واضحة تمتلك رؤية وتستفيد من صرعات الغير.

بلد بهم امتلكت بنية تحتية ومؤسسات دولة  تشبه أوروبا الغربية، وتتحرك إلى الأمام خطوة خطوة. بها مؤسسات دولة تعمل كعقارب الساعة، ويمتلكون رؤية حديثة بغلاف حضاري جميل. اقصد بجميل أن يظلوا كذلك فلا هم نزعوا أنفسهم من تاريخهم بشكل مضحك مثلنا، ولا تنكروا لدينهم كبعض مفكرين العرب برغم أنهم قوميات مختلفة. 

 

الإعلام ساعد ايضا في بناء فكرة امة تركية برغم الصراع مع الاكراد بداية التسيعنيات.

وعني اعيش مع أتراك وأكراد منها، وادخل بيوتهم هنا، والكل من النجاح متصالح ومكيف على حال تركيا المستقرة، ما عدا بعض العرب يتمني تسقط تركيا ومصر والسنغال وغيرها ليعم الفشل اينما نظرنا بمعنى حتى افكار بعضنا فيها أمراض تكره النجاح للغير.

على ثقة أن تركيا امة تجيد الحركة، وفهم المشهد وسوف يكون له مكان مناسب ومهم بين الأمم.

وحتى احلامهم واعلامهم متجانس ومتوافق مع انفتاحهم. جامعات تتوسع تستفيد من أزمات المنطقة، وتخلق فرص ومسار دولي لها، تستقطب البشر وتجنس وتنفتح وتتفاعل مع محيطها وحتى مسلسلاتهم تحاول رفع الهمم وتصحيح روح الأمة وترابط أبنائها، وتخلق فيهم قيم و فضيلة، ونحن العرب كل شيء عكس لدرجة نشغل انفسنا بقشور الامور ونستنفر لماذا فنان او شيخ او مهذوف غلط او صرح او مثل.

 

 نعيش كعرب دون رؤية، ولا هدف مرة نشرق ومرة نغرب، ومرة نعيش فكر محصور بدائي، ونريد العالم ينظرون لنا، اي حتى الدين نهدمه اليوم بممارستنا المنفرة والطائشة، وكان يجب ان نرتقي به ويجعلنا محور اقلها واقوة اقلها في عالمنا الاسلامي، بالقيم والفضيلة والانفتاح. حتى جامعة الدول العربية او أمانة الخليج العربي لم يستطيع احدهم أن تستمر بشكل فاعل و لو في محاور بسيطة مجتمعية مثل التعليم او الصحة او الفكر والثقافة. 

 

اخيرا المملكة العربية كانت تستطيع تنقذ الكثير من الفرص وأن تسحب كل العرب لمشروع جامع تنموي بانفتاحها، لكن تركت ملايين الكفاءات والحرف والصناعة من سوريا و بالذات حلب ترحل إلى تركيا، والغرب، وكان يمكنها بناء مدن لهم في المملكة وعمل نهضة حقيقة كون البشر طاقات تحتاج فقط لمنظومة وبيئة لتبدع.

لا ادري اين المشكلة أن يكون سكان المملكة حتى ١٠٠ مليون نسمة من العرب الكفاءات لاسيما وعندها ارض وقدرة ودولة ومال ونظام سياسي مستقر. أقلها يمكن تبني المشروع العربي بارضها لوحدها، فهي قارة وتنطلق كالثقب الأسود بسحب الكل لدوران حولها.

كانت عليها تكامل اليمن معها كخزان بشري قريب لها من حيث التركيبة والتاريخ والنسيج . 

 

تركيا اليوم تجنس وتنفتح، والعرب يرسلون إليها من معه مال وحتى من الخليج.

الغرب أيضا يريد جيل عمل شباب واطفال، ونحن ننفر الكل وندفعهم للرحيل.  

 

واخيرا الثروة اليوم هم البشر فقط واقول فقط، لذا يجب ان نتجه لمصالحة مع ذاتنا نتعافى بعدها وننطلق مع البشر للتعليم والتنمية والانفتاح، ولما ينفعنا ويبقى لنا كرامتنا كمجتمع أمة بين الامم.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي