سع خبز الطاوة بسرعة!!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الخميس ، ٢٨ ابريل ٢٠٢٢ الساعة ٠٦:٢٣ مساءً

 

الاتراك صنعوا بالمسلسلات مثل قيامة أرطغرل او المؤسس عثمان اعمال فنية خالدة انتشرت في اغلب دول العالم، وبمجرد ان تتابع حلقة تجد نفسك منسجم معهم. مسلسلات تركت اثر رائع داخل المجتمع التركي والمسلم، وعملت على اعادة بعث روح الامة التركية. في المقابل نحن العرب لم نركز على صناعة مسلسل بنفس الحجم برغم كمية المال، وحتى المسلسلات السورية صارت مسلسلات حارات القبة حارات علان.

في بداية رمضان قلت اشوف كم حلقة من مسلسل تاريخي اسمه فتح الاندلس، والذي لم يرتقي الى مسلسل صقر قريش او ربيع قرطبة، ولم اكمل حلقة واحدة، لانه هلكني بالطرح الممل، وايضا اهتزاز الكاميرا حق التصوير او الحوارات او الموسيقى الخلفية او الشخصيات، التي قد كبرت في السن. ام المسلسلات اليمنية فلم اشاهد اين منها لانها مسلسلات يتم صناعتها في اخر كم اسبوع سع خبز الطاوة بسرعة.

انا لو كنت مؤسسة فنية عربية لصنعت مسلسل عن الهجرات العربية بعد انهدام السد او تكوين سلطنة عمان من الازد اليمنية بقيادة مالك بن فهم، وكيف هزموا فارس وانتزعوا ارض عمان منهم، وكيف شخص يمني واحد اسمه سليمة بن مالك صار ملك في كرمان -فارس دون جيش او حتى عن الملك شمر يهرعش او التبابعة او الدولة الرسولية، وحتى وان دخل بذلك الفنتازية، او حتى عن اسرة ريفية فقيرة احرقت ايامها وعمرها لكي تعلم اطفالها القيم والحب والعلم والعمل فصاروا اعلام ودكاترة واطباء ومثل هولاء بيئتنا اليمنية غنية، او مسؤول يتم محاربته هو واسرته لانه يرفض الرشوة والسرقة ويبحث عن الدولة في سلوكه وينتصر لذلك.

المسلسلات يجب ان تعمل اعادة برمجة للمجتمع، وتصنع ثقة بذاته، وقيم وترابط كلما كانت ذات جودة عالية تترك اثر عند الصغير والكبير حتى وان كانت فيها نوع من الإضافات الفنية الغير تاريخية او حقيقية، الا عندنا العرب سرعة وصربعة وسلق من شأن نلحق رمضان فتكون النتيجة عكسية. وعلى قولة صديق دكتور الماني قبل سنوات طويلة عندما تم عرض فيلم نوح عليه السلام الأمريكي، قال كان عندي قليل ايمان وشك ان هناك رب، لكن بعد الفيلم طير الايمان لانه اظهر ان الرب مش عارف ايش يشتي، ويتناقش الرب مع نوح ويقول له خليني افكر، وهذا حال مسلسلاتنا العربية واليمنية.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي