أصحاب الأخلاق الحميدة

موسى المليكي
الاثنين ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٢ الساعة ١١:٢٦ مساءً

 

بعض البشر ميزه الله بسمات وصفات الطهر والنقاء والصفاء وجعله مفتاحا للخير مغلاقا للشر فتجده كالبلسم على الجراح يضمده ويداويه .

فتجده يسعى لقضاء حوائج الناس دون تذمر ولا تنمر ولا يجرح خواطر ومشاعر الناس بألفاظ نابية ويفتح الله على يديه أبوابا للخير كثيرة وذلك توفيقا م الله له.  

وعلى النقيض من ذلك فالبعض الآخر تجده يعطي وينفق بمن وأذى و يكسر قلوب المحتاجين ويفتش في النوايا التي لا يعلمها إلا الله لهؤلاء ولا يعتبر بكل آيات القرآن الكريم ولا الأحاديث النبوية الشريفة التي تحثه على فعل الخير دون جرح مشاعر الناس ويشمت بهذا المريض ويعير ذلك المحتاج .

مع أننا نرى الأمم التي حولنا اليوم  تتفنن في إتقان العمل الإنساني الذي فشل فيه الكثير من المسلمين ذلك لأنهم اعتمدوا على ضوابط محددة لذلك العمل دون جرح مشاعر الناس كما يمارس في مجتمعاتنا.

بينما لا تزال الأعمال الخيرية والإنسانية لدى المسلمين تخضع لمواصفات ما أنزل الله بها من سلطان وهي تدور حول الشك والريبة والغيبة والنميمة والحسد والغل والحقد والكراهية للمريض والمحتاج والفقير والجريح والطالب وعابر السبيل .

فالمحتاج والمريض والجريح وهو يبحث عن اللقمة والعلاج والدواء تجد بعض الألسن تحد شفرتها لذبحه والنيل منه وطعنه بكلام من هنا وهناك فوق ما يعانيه دون اعتبار لروابط وأواصر الإسلام والقرابة والاخوة بل نعمل على تمزيقها وتشتيت تلك الأواصر لدوافع الهوى ورغبات النفس وفتح مداخل للشيطان ليفسد تلك الأعمال النبيلة.        

فالجريح والمريض يبحث عن عافية فقدها مهما تظاهر أمامك أنه بخير لكنه يعاني الأمرين ويتمنى أن الله يرزقه عافية فقط ولذا فالصحة تاج على رؤس الأصحاء لا يعرف مقدارها إلا المرضى وعليك ألا تشمت بأخيك في مرضه أو ذنبه أو حاجته فقد يعافيه الله ويبتليك .

فالمرض والبحث عن العلاج له في كل الأحوال ليس فسحة للمريض ولا للجريح ولا للمعاق مطلقا بل أن الله أمر الناس بالتداوي وما أنزل الله الداء إلا وأنزل له الدواء وعلى المسلم إما أن يكون عونا لهؤلاء أو يلتزم قول النبي صلى الله عليه وسلم (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت).

الحجر الصحفي في زمن الحوثي