كلنا تحت الاختبار-ان التجار يـبـعثون يوم القيامة فجارا !!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الأحد ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٢ الساعة ٠٦:٢٠ مساءً

 

في شهر رمضان نقراء قوله تعالى " كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون" لكن لانفكر به هنا. فالامة يمكن فهمها جماعة كبيرة او صغيرة اجتمعت على عمل من الأعمال في اي مجال يمس حياة البشر يومنا هذا. فكل عمل لمجموعة يقع تحت ميزان التصنيف "خير او شر" قد يصعب علينا حتى التميز بينهما، وقد يزين الشيطان اعمالنا الشر فننظر اليها انها خير، لكن النتيجة هو انه وقع الاختبار دون حتى ان نشعر اما جنة او نكب في جهنم بموجبها.

كل اعمالنا بقصد التجارة والسياسة والفهلوة والاستغلال لضعف واحتياجات الاخر امور يومية نقوم بها بشكل دائم، نمارسها بشكل كلمة او عمل او سلوك وحتى عدم صرف المرتبات لاهداف سياسية والتبريرات لذلك وحصار المدن وتحويل حياة الناس الى معاناة مستمرة، كل ذلك يوجب علينا ان نقف ونحاسب انفسنا عليها قبل ان نحاسب من ربنا.

وحتى الكلمة لكاتب و مؤثر تجعلنا ايضا تحت الاختبار، واعطي هنا مثال في مواقع التواصل مثل الفيس بوك، فهناك ناس منا تساهم بزرع الكراهية، او الحكم الجائر وتزكية فلان وهو فاسد او ظالم، او التمزيق للمجتمع والتصنيف، او التمسخر او الغيبة والنميمة وغير ذلك، وهذه امور لانشعر بخطرها، لكن النتيجة هو انه وقع الاختبار دون حتى ان نشعر اما جنة او نكب في جهنم بموجبها. هي عبارة عن كلمات لكن اثرها قاتل وهادم في المجتمع. وهنا نكن ساهمنا بهدم حياتنا الاخرى بدون شك برغم ادركنا لقوله تعالى " فينبئهم بما كانوا يعملون " ويخبرهم بأعمالهم التي كانوا يعملون بها في الدنيا، ثم يجازيهم بها، إن كان خيرا فخيرا فلهم الجنة، وإن كان شرا فشرا اي جهنم.

لنتذكر قول معاذ رضى الله عنه قال: يا نبي الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ وكان رد رسولنا عليه وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد السنتهم. فكيف الحال بمن يسرق لقمة الفقير او يستغل احتياجه ليكدس مال هو فائض عن احتياجه بحكم انه تاجر ذكي، وننسى قوله صلى الله عليه وسلم " ان التجار يـبـعثون يوم القيامة فجارا إلا من اتقى الله وبر وصدق". فكيف لو كان رسول الله بيننا ويشاهد كمية الظلم والقتل بيننا، لا لشيء، وانما نريد نكن زعماء وقادة نحن، وجماعتنا نسيطر ونحكم بالصميل؟

واخيرا احد الاصدقاء قال لي ان الناس تبيع اثاث بيوتها من الفقر، واخر قال ان دكاترة الجامعة يموتون من القهر، فلماذا لاتدفع المرتبات لهم وهناك السيولة موجودة. فالله لايحتاج صيام ولا صلاة احد، وليس لذلك اهمية وهو ظالم او مساهم بظلم او تبرير، وانما الاجدر يرفع اذاه، وظلمه على غيره، وقطع الراتب ظلم وقهر في مجتمع الكل يستغل احتياجات من هو اضعف منه.

فكلنا تحت الاختبار، ولنعرف ماذا سوف نحصد، ونسأل الله ان لا نكن من قال فيهم "الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا" بمعنى بطل عملهم واجتهادهم، واخفقوا في الاختبار كنتيجة!.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي