العليمي.. صمام الشرعية ورجل المرحلة

محمد المقرمي
السبت ، ٠٩ ابريل ٢٠٢٢ الساعة ٠٩:٤٢ مساءً

 

لا يحتاج فخامة الرئيس د. رشاد العليمي إلى مدح ولا يحب ذلك.. ولن أكون مبالغًا لو قلت: لولا جهود العليمي لما حظيت الشرعية بمساندة واعتراف دولي دون أن ينتظر كلمة شكر من أحد فيما يراه واجبًا وطنيًا.. وما دفعني إلى الكتابة هو التوضيح لمن تساءل بحسن نية من كبار المثقفين عن دور العليمي خلال السنوات السبع.. ولبعض المنتقدين الذين اتهموه بأنه لم يقدم شيئًا لمدينته تعز.. أما الساسة والعسكريين الكبار فيعرفون من هو العليمي رجل الظل ويؤمنون قطعًا بأن لولا جهود العليمي الدبلوماسية وعمله الدؤوب في صمت بعيد عن الأضواء هو وقيادات ميدانية من أعضاء المجلس الرئاسي لما بقيت الشرعية إلى اليوم..

كنت أوّل من انتقد العليمي في العام ٢٠١٥م قبل معرفته في موضوع متعلق بتعز قبل معرفة جهوده وتجاوز ذلك دون حتى عتاب، وحين عرفته عن قرب وشهدت مواقفه الوطنية العظيمة ورفضه القطعي للظهور الإعلامي أو حتى الحديث عن دوره الريادي.. عرفت من هو رشاد العليمي وكتبت مقالاً عنه في حينها مع مساعي بعض الجهات لترشيحه لمنصب نائب الرئيس قبل تعيين النائب السابق وكان هو الأجدر لكن علمت حينها أنه يرفض المناصب.. وما كان قبوله اليوم إلا لظروف المرحلة لمهمة وطنية تكمن في إنقاذ البلد بعد أن وصلت القيادة السابقة إلى طرق مسدودة وعجزت عن انتشال اليمن من وضعها الكارثي الذي أفرزته الحرب إلى دولة الاستقرار والأمن والنهضة بعد تحقيق السلام..

يعرف المجتمع الدولي من هو العليمي وكانت هناك رغبة دولية لتوليه الحكم بعد صالح وكذلك تعرف دول التحالف من هو العليمي وقد كان حلقة الوصل بين الجميع يذيب كل الخلافات بينهم وبين الشرعية بحنكته وحكمته ولا أريد أن أذكر هنا بعض الأخطاء التي اتُخذت من الشرعية في غيابه الطارئ لأيام فسببت صراعات في مناطق الشرعية لم تنتهِ آثارها إلى اليوم .. بل وكانت من أكبر نقاط الخلاف بين الشرعية والتحالف.. ولا داعي لذكرها فقد رحل هادي وأحسنَ الختام بإسناد الأمر إلى أهله.

أما عن دوره في تعز وبقية المحافظات على المستوى المحلي فاسألوا كل المحافظين بلا استثناء كيف أسهم العليمي معهم في إعادة بناء المؤسسات الأمنية والمدنية لتتعافى مما خلفته الحرب ولتواجه الانقلاب بحكمة وقوة..

وعن تعز تحديدًا فيعلم الله لولا جهوده والمخلصين معه لكان الوضع كارثيًا ضعف ما تشهده اليوم ولو كانوا أخذ بنصحه لما كان هذا الوضع .. لكنه اليوم صاحب قرار وسيفعل لتعود تعز لمكانتها الريادية وسيشهد الجميع ذلك .. وعن الحصار فقد قدم مقترحًا في أول اجتماع مع قيادات تعز ضمن لقاءاته مع قيادات من كل المحافظات في العام ٢٠١٥م ينهي الحصار والحرب فيها بأقل التضحيات وافق عليه كل قيادات تعز في الرياض قبل تعيين المحافظ.. وما إن بدأنا التنسيق مع الداخل حتى تم الاعتراض من بعض قيادات فبراير لما قدموه من تضحيات وظنهم إمكانية الحسم بأقل الخسائر.. إذ كانت لهم وجهة نظرهم.. ولو عاد بهم الزمن لنفذوه، واستمر في دعم المؤسسات وإنهاء الخلافات بين فصائل المقاومة كما يفعل مع بقية المحافظات المحررة..

كما كان له الدور الأبرز في تفكيك تحالف الحوثي وصالح واستقطاب قيادات المؤتمر إلى صفوف الشرعية وواجه ما واجه متجاوزًا كل شيء.. حينها أفرد له صالح خطابًا قاسيًا لمواقفه حتى أيقن صالح مؤخرًا أن العليمي محقًا فثار بعدها بعامين على الحوثي.

العليمي هو من أسس التحالف السياسي المساند للشرعية ويقف على مسافة واحدة من الجميع لذلك تجمع كل المكونات السياسية عليه وبأنه رجل المرحلة وعلينا أن نكون مساندين له وللمجلس الرئاسي الذي اختير بعناية لإحلال السلام ومجلس دفاع وقوة إن تعثرت كل مساعي السلام.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي