غياب فخامة الرئيس ستكون استراحة محارب

علي هيثم الميسري
الجمعة ، ٠٨ ابريل ٢٠٢٢ الساعة ٠١:١٦ صباحاً

 

     فخامة الرئيس الوالد عبدربه منصور هادي حفظك الله أود أن أعبر لك كمحب عن مدى إمتناني وجل تقديري بكلمات متواضعة : كنت شجاعاً كما عهدناك حينما نقلت سلطاتك للمجلس الرئاسي ، كما كنت شجاعاً حينما تسلمت السلطة من سلفك علي عبدالله صالح فكنت خير خلف لأسوأ سلف ، وكنت شجاعاً صنديداً حينما إنقلبت عليك مليشيات الحوثي وسلفك الطالح وحاصروك في مقر سكنك ، وكنت شجاعاً حينما جابهتهم ببطولة وضحيت بحياتك وخسرت مجموعة من أفراد أسرتك الكريمة وإحتسبت لله بعد أن تخلى عنك الكثير ، وكنت شجاعاً حينما خرجت من صنعاء وكنت شجاعاً حينما خرجت من عدن وواجهت الموت في المرتين وسلمك الله وحفظك بحفظه .

     فخامة الرئيس المشير عبدربه منصور هادي عندما وصلت للرياض بعد رحلة المخاطر قدت العملية السياسية بدهاء السياسي المخضرم ، وقدت العملية العسكرية بحنكة القائد العسكري المتمرس في الوقت الذين كانوا من حولك من الذين إئتمنهم طعنوك في ظهرك وخانوك ، واجهت منفرداً كل الضغوطات بصلابة الرجل الوطني الشجاع ومورست ضدك الكثير من المؤامرات ليثنوك عن مبادئك وتوقع لهم مطالبهم ومطامعهم ومطامحهم ، فلم تفرط في شبر من أرض الوطن الغالي ولم تتنازل عن مبادئك وبالتالي لم تتنازل عن سيادة الدولة وإن كان هناك إختراق فلم يـَكـُن إلا من الذين خانوك وخانوا الوطن .

    فخامة الرئيس الوالد عبدربه منصور هادي نحن كمواطنين عاديين نأسف كثيراً عن مشاهدتنا لك وأنت تعاني من كل الضغوط والإصرار من القوى الظلامية ليبتزوك في معيشة شعبك ، وأنت تعلم يا فخامة الرئيس لا نملك حيلة لنقف معك ولكنك أبهرتنا برباطة جأشك ووقوفك أمامهم كصرح لا تهزه ريح أو أعاصير أو أي مؤثرات خارجية ، وقدت سفينة الوطن بإقتدار وبحنكة الأدميرال المتمرس في مواجهة الأمواج والزوابع وهذا ما أزعجهم فقد راهنوا على فشلك .

     فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي كل مؤامراتهم كنت تعلم بها ولكنك آثرت الصمت لحساسية المرحلة وكان هناك الكثير من محبيك قتلهم صمتك وهم لا يعلمون بألمك وصبرك لأجلهم ، وكلما مر الوقت دون أن تقدم أية تنازلات زادت الضغوط عليك حتى وصل بهم المآل لأن يدعون بأنك حجر عثرة أمام الوصول لحل الأزمة اليمنية وأن تأسيس مجلس رئاسي هو الحل الوحيد لحل الأزمة وأنت تعلم بأنها ذريعة لإزاحتك فوافقت على مضض ولم تـَقـُل كما قال سلفك السيء أنا ومن بعدي الطوفان .

     وأخيراً يا فخامة الرئيس سنترقب معاً ما الذي سيصنعه المجلس الرئاسي المتهالك من صنع معجزة ترفع المعاناة عن الشعب اليمني وتحل الأزمة ، أعذرني يا فخامة الرئيس بأن وصفت المجلس الرئاسي بالمتهالك فإني أرى جُلَّ مافيه إمعات منصاعين لقوى إقليمية أو تابعين لأحزابهم إلا من رمزين وطنيين أرى فيهم رجال الدولة وهما رئيس المجلس الرئاسي الدكتور رشاد العليمي وسلطان مأرب الشيخ سلطان العرادة ، وأسمح لي أقول أن المجلس الرئاسي لا يمتلك الشرعية بل أنت الشرعية بكلها ونقل صلاحياتك لا يعني أنهم يمتلكون شرعية كشرعيتك ، وعندي أمل بأن غيابك لن يطول وعودتك حتمية فمصيرهم الفشل لأن السفينة التي بها ثمانية ربابين حتماً ستغرق فأنت الربان البارع الذي سيصل بسفينة الوطن إلى بر الأمان وسنعتبر غيابك غفوة لترتاح بها أو إن صح التعبير إستراحة محارب .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي