الى مؤتمر المشاورات اليمنية!!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الثلاثاء ، ٢٩ مارس ٢٠٢٢ الساعة ١١:٣٢ صباحاً

 

اخوتي الاعزاء اخواتي الفاضلات في مؤتمر الرياض ادراكا منا جميعا ابناء اليمن بأن الملايين من ضحايا الحرب الراهنة فقدوا ممتلكاتهم و أرزاقهم، وعانوا من ويلات الحرب، والتهجير، والسجن، والاضطهاد، والافقار والظلم حتى أصبحت اليمن تواجه أسوء مشكلة إنسانية في العالم، دون أن يكون لهم في هذه الحرب ناقة ولا جمل، علينا اليوم ان نستحضر ان الانتصارات في الحروب الداخلية تفضي دائما إلى حروب مؤجلة، وإلى ارتهان وتحالف مع قوى خارجية تجعل الوطن كله واقع في دوامة عدم الاستقرار لعقود قادمة، وأن الحل ليس في وقف الحرب فقط إلى حين، وإنما في تشييد مشروع سلام عادل ومستدام قائم على التعايش، والقبول المتبادل، يؤدي الى حفظ كرامة الانسان اليمني، ويجعل اليمن فاعل حقيقي في استقرار المنطقة.

اليوم ننظر ان الحلول الواقعية المؤهلة لإخراج اي بلد من الحروب المركبة هي تلك التي تجعل المنتصر ينتصر على انتصاره، وتشجع المنكسر على نسيان انكساره وتجبر الضرر وتقلل حدته، وهذا لا يتحقق إلا بحلول تنتصر اولا للوطن. وهذا لن يتحقق لنا في اليمن الا من قناعة اصلاح مؤسسات الدولة اولا لتقوم بواجبها، وتصحيح المسار السياسي، وبناء الثقة بين الكيانات والاحزاب اليمنية، وفتح الباب لاغلاق الحرب، وثم الاتجاه للمصالحة والتعافي الشامل لنجد اليمن.

اليوم نتابع تقلبات الوضع العالمي والازمات الاقتصادية وموجات النزوح، ولذا علينا ان نستشعر بالخطر من استمرار هذه الحرب، والتي تظهر المؤشرات ان هناك بوادر امل ضئيلة لكن يجب ان نتمسك بذلك لنستمر، فقبل ايام كان هناك مبادرة عن هدنة من سلطة صنعاء، وهذا اشارة جيدة بشكلها العام، واطلاق سراح المعتقلين، وهذا اجراء لبناء الثقة ولقاء المبعوث الاممي قبل ايام بوفد سلطة صنعاء، واليوم تبدأ مشاورات في الرياض، ويبقى ان يتبع ذلك مؤتمر حوار حقيقي لجميع الاطراف اليمنية لايجب ان نغلق اي منفذ لاحد.

اخوتي الاعزاء اخواتي الفاضلات، الحرب تسببت بغرق المجتمع اليمني أكثر في الفقر، والكوارث الاقتصادية، ولهذا يجب ان يقف المجتمع اليمني مع تكاتف القوى الوطنية لمعالجة ذلك، وحتى لو لم يصل موجات اللجوء منها إلى أوروبا حتى الآن، فإن المجتمع الاقليمي والدولي سيكون له بالتأكيد عواقب على هذا الصراع، اذا لم نعمل سوياَ كفريق واحد. وهنا اثمن مبادرة الامانة العامة للخليج لهذه المشاورات وهم اذ يفتحون الباب لنا فعلينا ان نصلح حالنا ولا نتردد في طرح مصلحة بلدنا بما يتوافق مع قناعتنا وثوابتنا.

إذا استمرت الحرب لسنوات، فستكلف المجتمع الاقليمي والدولي ما بين 4 الى 5مليارات دولار سنويًا للحصول على المساعدة الإنسانية، واذا استمرت 5 او اربع سنوات فالحديث عن خسارة تتجاوز 20 مليار دولار للمجتمع الدولي مع بقاء المعاناة والمشاكل دون حل. هنا بقليل من الجهد اولا في ايجاد رؤية واضحة في مشاورات الرياض لمسار اصلاح الدولة، وتخفيف حدة الكارثة الانسانية وصرف الرواتب ومنع انهيار العملة، واجراءات بناء الثقة يمكننا الاتجاه للسلام، ووضع اليمن على طريق الاستقرار.

إخوتي الاعزاء أخواتي الفاضلات من مختلف القوى السياسية في اليمن يجب أن تنسى الماضي فهي حسابات قديمة، وإذا عدنا إلى المسببات سوف لا ننتهي، و يجب أن نقبل بالواقع الذي ينظمه الدستور الحالي في هذه المرحلة، وأن نتحرك من خلال ضوابط الدولة الموجودة، وركائز مبدأ الحوار ومسارات التوافق الوطني، الذي يجمع القواسم المشتركة في رؤيته وعمله. وعلى الاخوة في دول مجلس التعاون الخليجي دعم هذا التوجه كون نريد اليمن هنا ان تمسك بالمبادرة لبناء ذاتها، واطلاق عجلات التنمية للدوران فتتكامل كمحصلة مع محيطها العربي كمكون اصيل وثابت. وهنا نستحضر قوله تعالى ( لاَّ خَیْرَ فِي كَثِیرٍ مِّن نَّجْوَاھُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَیْنَ النَّاسِ وَمَن یَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ للهِّ فَسَوْفَ نُؤْتِیھِ أَجْراً عَظِیماً)

وبالتوفيق للجميع.

 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي