تعز بين السلبيات والإيجابيات 

محمد مقبل الحميري
الجمعة ، ٢٥ مارس ٢٠٢٢ الساعة ٠٧:١٧ مساءً

تعز رغم الحوادث التي تحصل فيها هنا او هناك تبقى المدينة التي يشعر المواطن فيها ان نَفَس الدولة موجود بها وانه يستطيع ان يرفع صوته ويدافع عن حقوقه دون خوف أو ارهاب ممنهج كما هو حاصل في المحافظات التي تسيطر عليها المليشيات الانقلابية.

تعز فيها رجال دولة امثال مدير الجوازات الذي اوجد نظام لاستخراج الجوازات بسلاسة وشفافية دون ابتزاز لاحد ، وفيها مدير امن مهني رغم ما تعانيه تعز من وجود جهات متهبشة امكانياتها أكبر من امكانات الأمن ومع ذلك يدير الامور بنجاح الى حد كبير مقارنة بالامكانات المتاحة وفيها مدير بحث انسان  ، فيها جيش صامدون في الخنادق وفِي المواقع يجودون بأنفسهم دفاعا عن الجمهورية والشرف والكرامة وهم يعانون شدة البرد وشدة الجوع ولهم قرابة عام بدون رواتب ومع ذلك صامدون لا تلين لهم قناة ، هناك مسئولون في السلطة المحلية صامدون وهم كثر واذكر على سبيل المثال وكيل اول المحافظة الدكتور عبدالقوي المخلافي الذي تجده في كل الاوقات مكتبه مفتوح وتلفونه لا يغلق ويتجاوب مع الجميع ويتفاعل مع كل القضايا  رغم الصعوبات والوكيل عارف جامل من اوائل من وقف بشموخ أمام المليشيات الحوثية ولازال صامداً ويتصدر للقضايا الصعبة بروح المسئولية ، ومن ذكرتهم لا أعني  انهم الوحيدون فهناك الكثير امثالهم ولكني ذكرت ذلك على سبيل المثال لا الحصر ، وقد لا يكون الاداء على الوجه المثالي الذي نريده ونطمح اليه ولكن مقارنة بما لديهم من امكانات محدودة.

جمعني لقاء يوم امس مع بعض اخواننا الكرام من ابناء محافظة إب فقالوا والله اننا زرنا تعز ووجدنا نَفَس الدولة فيها وشعرنا بالامان بعكس محافظتنا إب التي يشعر المواطن فيها بالخوف والارهاب وهناك ممارسات يشيب لها الولدان ولا يستطيع احد أن ينتقد أو يتظلم حتى الأنِيْن بصمت.، وتحدث احدهم انه ذهب لاستخراج جواز سفر من تعز وعدما تقدم لذلك وجد سهولة في الاجراءات واقسم انه صدر جوازه ثالث يوم دون ان يبتزه احد او يدفع ريالاً واحداً خارج القانون ولا حظ ذلك على جميع الذين يتقدمون لاستخراج جوازات ويأتون الى تعز من محافظات عدة حتى انه قال تقولون ان أبنا إب حافظوا على محافظتهم بعدم مقاومة الانقلاب الحوثي وابناء تعز دمروا مدينتهم بسبب مقاومتهم وانا اقول لكم (خراب تعز ولا سلامة إب لما رأيته من ذلٍ وهوان تمارسه هذه المليشيات على المواطن في إب) ، كان هذا اللقاء هو الملهم لي لأكتب هذه السطور انصافاً لتعز ومن فيها.

ونقول ذلك حتى لا نستمر بجلد الذات وننساق وراء من لهم اهداف أخرى يظهرون التباكي على تعز ويخفون الحقد خدمة لمشاريع مشبوهة ،  فيتوجب علينا الإشادة بالايجابيات ، مع ضرورة النقد البناء للسلبيات ، أمثال المظاهر المسلحة والمتهبشين المفصعين الذين يقلقون الأمن ويسيئون للرجال الصامدين في مواقع الشرف ، والجبايات التي تحدث في بعض النقاط خارج اطار القانون ، ربما يعزي البعض ذلك لتأخر المرتبات على الجيش الوطني وهذا يتطلب منا جميعا ان نطالب بسرعة صرف المرتبات وتوفير الامكانات للجيش والأمن ومن ثم محاسبة المخالفين للقانون ، أما الخدمات من كهرباء وماء وصرف صحي وخراب طرق وحصار مطبق مستمر منذ اكثر من ست سنوات فتكاد تعز تكون خارج منظومة الدولة ، وكأن الامر اصبح طبيعي وجزء من طبيعة تعز ، هذا الامر مرفوض ويجب على مسئولي الدولة جميعا اعادة حساباتهم تجاه هذه المحافظة وخاصة المسئولين من ابنائها.

تعز تكاد تكون المحافظة الاولى التي تعشق النظام وتهوى استقامة مؤسسات الدولة فلا تظلموها أو تتحاملوا عليها واي دعم لها لتقف على قدميها هو دعم للوطن كله لانها القلب الذي اذا صلح صلح الوطن كله.

ونقول لمن يستغلون مواقعهم في هذه المحافظة وهم كُثُر  أيضاً توبوا قبل ان تندموا فأبناء تعز يراقبوكم واذا استمريتهم في فسادكم فلن يسامحوكم وستندموا والمواطن لن يسامح وهو اقوى من أي مسؤول ، والتاريخ لا يرحم.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي