القــرار 2216 بمــوجبه وضــعت «المملكة» المجتمــــع الدولــي أمـــام مســؤوليتــــه!

د. علي العسلي
الاثنين ، ٢١ مارس ٢٠٢٢ الساعة ٠٨:٤٤ مساءً

 يتصرف مجلس الامن الدولي بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة (يوضح الفصل السابع من ميثاق منظمة الأمم المتحدة ما يجب أن تتخذه المنظمة من أعمال، حال تهديد السلم والإخلال به ووقوع عدوان على المدنيين في دولة من الدول...) هل الحوثي باستهداف الاعيان والمنشآت النفطية والاقتصادية للمملكة العربية السعودية، وهي التي تمول جزءً كبيراً من احتياجات العالم؛ أليس ما تقوم به إيران والحوثي ما يهدد السلم والامن الدوليين؟!

إن الحوثيين على الدوام هم منتهكون لجميع القرارات الدولية ذات الصلة بالشأن اليمني، ومنتهكون بصفة خاصة لجميع فقرات القرار 2216!؛ إن الفقـــــرة الـرابعــة عشـر من القـــرار الأممـــي 2216 منتهكة من قبل ايران؛ حيث تــقـــول الفقرة :" يقرر ((مجلس الأمن طبعا)) أن على جميع الدول الأعضاء أن تتخذ فورا التدابير اللازمة لمنع القيام، بشكل مباشر أو غير مباشر، بالتوريد أو البيع أو النقل إلى (سمت الفقرة القادة) ...، والكيانات والأفراد الذين حددتهم اللجنة المنشأة عملا بالفقرة 19 من القرار 2140 (2014) ...

 

وكل من يتصرف بالنيابة عنهم أو بتوجيه منهم في اليمن، انطلاقا من أراضيها أو عبرها أو بواسطة مواطنيها، أو باستخدام سفن أو طائرات تحمل علمها، للأسلحة والأعتدة ذات الصلة بجميع أنواعها، بما يشمل الأسلحة والذخائر، والمركبات والمعدات العسكرية، والمعدات شبه العسكرية وقطع غيار ما سلف ذكره، وكذلك المساعدة التقنية أو التدريب أو المساعدة المالية أو خلافها، فيما يتصل بالأنشطة العسكرية أو توفير أي أسلحة وأعتدة ذات صلة أو صيانتها أو استخدامها، بما في ذلك توفير أفراد المرتزقة المسلحين سواء كان مصدرهم أراضيها أم لا." ...إيران وحزب الله يقومون بكل ما ورد في الفقرة والاستهداف الأخير على المملكة العربية السعودية تشير إلى أن اسلحة نوعية قد وصلت الحوثيين مصدرها إيران؛ والعالم يتفرج ولا يمنع وصول تلك الاسلحة إلى الحوثيين!

ومعلوم أن تدخل المملكة في اليمن مشار له في الفقرة الخامسة عشر من القرار آنف الذكر، حيث تقول الفقرة: "يهيب (طبعا مجلس الامن) بجميع الدول، ولا سيما الدول المجاورة لليمن، إلى أن تتولى، بما يتفق وسلطاتها وتشريعاتها الوطنية ويتسق مع القانون الدولي...؛القيام في أراضيها، بما يشمل موانئها ومطاراتها، بتفتيش جميع البضائع المتجهة إلى اليمن والقادمة منه، متى كان لدى الدولة المعنية معلومات للاعتقاد أن البضائع تتضمن أصنافا يُحظر توريدها أو بيعها أو نقلها بموجب الفقرة 14 من هذا القرار، بغرض كفالة التنفيذ الصارم لتلك الأحكام." ووفقاً لما سبق؛ فقد أعلنت المملكة العربية السعودية، اليوم الإثنين، أنها لن تتحمل مسؤولية تجاه أي نقص في إمدادات البترول للأسواق العالمية في ظل الهجمات التي تتعرض لها منشآتها النفطية من قبل مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران. وقال المصدر في وزارة الخارجية "تؤكد المملكة أهمية أن يعي المجتمع الدولي خطورة استمرار إيران في استمرارها بتزويد مليشيات الحوثي الإرهابية بتقنيات الصواريخ البالستية والطائرات المتطورة دون طيار، التي تستهدف بها مواقع إنتاج البترول والغاز ومشتقاتهما في المملكة".. إن امدادات الطاقة في خطر وعلى المجتمع الدولي الاضطلاع بمسؤوليته في المحافظة على إمدادات الطاقة ووقوفه بحزم ضد المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران وردعهما، إذ يشكلان تهديداً مباشراً لأمن الإمدادات البترولية في هذه الظروف بالغة الحساسية التي تشهدها أسواق الطاقة العالمية!

وفي ظل هذا الظرف العالمي الساخن، يأتي التصعيد الخطير من قبل الحوثي وايران تجاه المملكة العربية السعودية، الغرض منه تقليل امدادات الطاقة الى العالم ؛ تراه الإدارة الأمريكية بأم عينيها!؛ ومع ذلك  تتماهى مع ايران الدولة وايران الإرهاب المتمثل بالحرس الثوري حيث بات من المؤكد أن أمريكا سترفع الحرس الثوري من قائمة الإرهاب؛ وعليه فإن انذار أو تهديد المملكة بعدم قدرتها على الوفاء بالالتزامات بتوريد الطاقة بسبب الهجوم المستمر للمنشآت من قبل الحوثين له ما يبرره؛ وتتحمل المسؤولية الكاملة (قائدة العالم) الولايات المتحدة الامريكية في حال حصل نقص للإمدادات، وتتحمل مسؤولية ردع الحوثي في التصعيد الحاصل، بل وردع ايران الإرهابية  ( للحرس الثوري)،والذي تعتزم الإدارة الامريكية رفعه من قائمة الإرهاب كما رفعت الحوثين قبلهم ؛كل الذي تعمله الإدارة يخل بالأمن والسلم العالميين؛ وعليها أن تراجع سياستها في المنطقة، وتعي مصالحها، وعليها كذلك  أن تدرك ان العودة للاتفاق النووي ليس على حساب مصالحها الاستراتيجية في المنطقة. إن تراخي الإدارة الأمريكية، ومرونتها؛ مردّه تعهد قبيل الانتخابات الامريكية بإعادة العمل بالاتفاق النووي وقد يكون ذلك على حساب مصلحة امريكا!

إن المملكة العربية السعودية معها كل الحق في تحميل المجتمع الدولي مسؤوليته في حفظ الأمن والسلم الدوليين. والمملكة في هذا الوقت الذي تمطر بالصواريخ والطائرات المسيرة من قبل الحوثيين، هي منهمكة في التحضير لعقد اللقاء التشاوري بين اليمنين ، والذي سيفضي لإنهاء الحرب في اليمن؛ من المشاورات اليمنية-اليمنية  التي ستُجرى في الرياض نهاية الشهر الحالي؛ فقد دعت الأمانة الامة لمجلس التعاون الخليجي من مقرها الدائم في الرياض كل المكونات اليمنية بما في ذلك المكون الإرهابي الحوثي، حيث وجهت لهم الدعوة وتعهدت بحفظ أمنهم اثناء المشاورات، إلا انهم يباغتون المملكة بهذه الصواريخ والطائرات وبالكثافة التي تابعتموها ليدل دلالة قاطعة على ان الحوثين ومن ورائهم لا يسعون للسلام؛ وعلى العلم وقف كل عملياتهم الإرهابية داخل اليمن وخارجه!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي