رسالة للمملكة- ازمات اقتصادية عالمية تطرق الابواب!!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
السبت ، ١٩ مارس ٢٠٢٢ الساعة ٠١:٢١ مساءً

صندوق الزكاة يستطيع يصلح الدول والامة العربية كلها، لو كان هناك ارادة وايمان ورقابة، بدل من الانفاق العبثي دون تخطيط، ودون وجود اثر دائم داخل المجتمع، وكان يمكن ان يتشكل صندوق سيادي زكوي بيد المملكة او حتى الخليج مثلا وله مقر في مكة لاصلاح المنطقة العربية وتغيرها.

  وما دفعني لكي انظر لذلك، أن هناك مثلا ١٢٤ الف مليونير في المملكة والامارات يمتلكون ١ ترليون و٤٢٠ مليار دولار. هذه مبالغ وجب عليها الزكاة وهي ليست قليلة.

ولتوضيح ذلك لو ناخذ قلم رصاص وورقة، وقلنا لو دفع زكاة منهم بنصابها، وتحت رقابة وعمل مؤسسي، فاننا نحصل هنا على  ٣٥ مليار و ٥٠٠ مليون دولار،  وهذا فقط اقل تقدير في بند الاموال، وفي دولتين تم حصر الاغنياء فيهما ولم اتحدث عن بقية الخليج.

ولو وسعنا الدائرة اكثر وجمعنا اثرياء المنطقة في صندوق الزكاة كونه صندوق للمسلمين او للعرب،  فان الثروة كتقدير تصل الى ٤ ترليون ونصف تقريبا،  بمعنى ١٠٧ مليار دولار و٥٠٠ مليون وجبت عليهم كزكاة كل عام تقريبا، وتحت كلمة كل عام نضع خط، كون ذلك ثروة متجددة سنويا يتم توجه ذلك للقضاء على انتشار الفقر والحاجة باساليب جديدة وهو بوابة انتشال المجتمع ليحمل ذاته ويصنع كرامته.

والان فكروا ان نقول نصف هذا المبلغ وليس كله قدرنا الحصول عليه بموجب القانون والدافع الديني، وان نصفهم لن يدفعوا الزكاة، بمعني نجمع ٥٤ مليار دولار سنويا وليس ١٠٧ مليار، والتي  يتم انفاقها على مصاريف الزكاة كالمعتاد بشكل عبثي لايستمر ولايحل مشاكل الا كحبات الاسبرين دون معالجة اسس المشاكل والتي تتوسع كل يوم اكثر، ونقول ننظر لهدف المصاريف، وبذلك لانخرج عن الاطر الدينية، ونحمل الامة، ونطبق بذلك الرعاية الاجتماعية بأدوات العصر الحديثة، فاننا سوف نقوم بانتشال كل سنة ٥ دول فقيرة بمعدل ٦ مليار دولار للتنمية المجتمعية او البنية التحتية ونقوم بموجب ذلك بصلاح منظومة الاسرة، والتعليم والخدمات والإسكان للفقراء كمساهمة او قروض ميسرة لمشاريع صغيرة، ونصنع مهارات لدى الفقراء تحفظ كرامتهم، وتخفيف كوارث الفقر كونها عائق للاستقرار والتنمية وبيئة خصبة لانتشار التطرف والارهاب والجريمة وهنا نكن خدمنا انفسنا والاجيال القادمة. 

الى هنا نكن انتشلنا ٥ دول على ان يتم تنفيذ المشاريع من صندوق الزكاة، وبشكل يبتعد عن طبقة الفساد في هياكل الدول. الصندوق يمكن تصوره كجهاز تنفيذي لاصلاح المجتمعات العربية وحتى المسلمة والجوار. 

سوف يظل معنا ٢٤ مليار دولار يتم انفاقها على بناء ٤٤ جامعة تقنية بمعدل ١٠٠ مليون دولار لكل جامعة بمعدل جامعتين لكل بلد عربي او مسلم وكل جامعة تستوعب ليس اقل من ١١ الف طالب ، وهذا فقط ٤ مليار ونصف، و ١٠٠ مليون دولار قيمة تشغلية لكل جامعة لمدة جيل تخرج بمعنى ٥ الى ٦ سنوات، وصار الانفاق هنا ٤ مليار ونصف. هذه الجامعات تتبع صندوق الزكاة الذي يجمع الامة  ويقدم خدمة لاصلاح المجتمعات.  يبقى من ٢٤ مليار ١٥ مليار دولار تنفق في بناء نفس العدد من المستشفيات الجامعية ذات الجودة مرتبطة بالجامعات ونعطي لذلك مع الميزانية التشغلية ٤ مليار ونصف او حتى ٥ مليار دولار، وبذلك قضينا على الأمراض المنتشرة وصنعنا مجتمع صحيح متعافي وادخرنا اموال السفر للخارج للعلاج.

تظل معنا ١٠ مليار دولار نعمل مراكز تعليم فني ومهني بعدد ٤٤ مركز فني و ٤٤ مركز مهني لكل منهم ٥٠ مليون دولار ونكن هنا انفقنا ايضا ٦ مليار ونصف دولار مع القيمة التشغيلية ل ٦ سنوات بمعدل ٥ مليون دولار تشغيل لكل مركز في السنة. وهنا نكن اسسنا ٨٨ مركز فني ومهني لإنتاج عمالة ماهرة عربية ومسلمة تخدم التنمية في كل الوطن العربي وحولنا كل منطقة الى خلايا انتاج مثل مدن الريف الصيني.

تظل معنا ٣ مليار ونصف ننفق منها في مشاريع تنمية "ستارت اب" للمبدعين والمثابرين من الشباب والشابات لتفجير طاقتهم بما يحمل المجتمع. لذلك نحتاج فقط مليارين دولار سنويا داخل وطننا العربي، ونقسم ذلك على مناطق مختلفة، وبخطط تخطيطية مدروسة بحيث نصنع قواعد صناعية لتجميع الشباب العربي المبدع. نعطي لكل مشروع تقني تنموي دعم من ٥٠ او حتى  ١٠٠ الف دولار الى نصف مليون دولار حسب اهمية فكرة المشروع المحكم، نحمل هنا ليس اقل من ٥٠٠٠ شركة صاعدة للشباب ونصنع معجزة بافكار تتوسع. لو نجح فقط  نصف العدد مثلا ان يستمروا ويحملوا موظفين وعاطلين بعد ٣ سنوات نكن هنا احدثنا اختراق . ويظل معنا  مليار دولار ونصف نبتعث للغرب ٢٠ الف عربي من ابناء الفقراء والغلابة لنغير تركيبة المجتمع ونقلص الفجوة بين طبقة الاغنياء والفقراء  ونزيل العوائق في المجتمع ونصنع تغيير حقيقي داخل كل أسرة، في تخصصات احدث العلوم والتقنية لمدة ٦ سنوات ولن يكلف ذلك مليار ونصف دولار. 

وهذا فقط صندوق الزكاة من الاغنياء في المنطقة وما يمكن ان يحدثه في عام واحد فقط من تغيير الامة التي نقول اننا فيها اخوة. ولكم ان تتخيلوا اننا حسبنا فقط ٥٠ في المائة من التحصيل وماجمعنا في سنة من الزكاة. نحن هنا نكن فكرنا خارج الصندوق وخارج المألوف كما نقول في الغالب، وهذا مايحدث اثر ونكن انقذنا الامة وكرامتها وكسبنا الأجر في الاخيرة،  واعطينا صورة حسنة للاسلام وللعرب، وحمينا ملايين البشر من الاحباط، والضياع، ومشاريع الدمار والجهل والارهاب، التي تزدهر في البيئة الفقيرة، وربطنا الامة ببعضها تحت قيادة المملكة، وكاملنها من بوابة المصالح المشتركة والانتماء والتنمية، ونهجنا تعليم الغلابة، وفجرنا طاقتنا الشابة في حداث تنمية، وحولنا المنطقة الى ورش تأهيل وعمل مثل الصين وبقية الشعوب المنتجة، نحافظ على الامة وكرامة البشر، وهذا هو مايريده الشرع منا بمفهوم الشامل، وبعد ٥ سنوات تكن الامة لها فكر ومنهج وطموح، كون هناك مايجعلها لاتهرب من المنطقة ولا ترتهن الى احد. وهنا نكن اثبتنا للعالم اننا بشر نرتقي ونتعلم، ونتكامل معهم في اصلاح الكوكب.

واخيرا نتذكر ان الافكار هي مصنع الرؤية، ولو نظرنا الى الاغنياء فاننا نجدهم لايستفيدون من كل اموالهم لا في الدنيا ولا الاخرة، كون بعد فترة تتحول تلك الاموال فقط الى ارقام في الحسابات فقط، وعندما يشبع الشخص لايهم كمية الطعام الذي يتكدس على الطاولة. الزكاة بمفهوم ديني تنظر ان هناك فقراء واحتياج وامة تعاني واجيال في عواصف الصراعات، وفقدان الامل وتطهير الذات، ولذا صندوق زكاة طريق لانتشال المجتمعات وتطهير النفوس،  ونتذكر قوله تعالى  ﴿ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة﴾، وهذا يعني ان هذا المال الذي جمعوه الاغنياء سيكون طوقًا من نار يوضع في أعناقهم يوم القيامة، اذا لم يخرج منه ما كتبه الله لينفق في حمل البشر لبعضهم بعض، فكيف ولدينا شعوب تعاني من الجوع والحروب وانعدام الامل.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي