الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي تحتضن مؤتمر الرياض الثاني للمشاورات اليمنية اليمنية؟!

د. علي العسلي
الجمعة ، ١٨ مارس ٢٠٢٢ الساعة ٠٦:٣٣ مساءً

على الرغم من  الشقاوة والمعاناة والحروب التي حلّت على اليمنيين بسبب الحرب الحوثية على اليمنيين بعد فشل انقلابهم ، وعلي الرغم كذلك من إحداثهم الأذى الشديد على اليمنيين قتلاً وتشريداً وتجويعاً وفي التلغيم، وإحداث الأذى المستمر لبعض دول مجلس التعاون الخليجي وخاصة الجارة الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية إلا أن دول المجلس رغم كل ذلك، دائما ما تبادر وتقدم المبادرات تلو المبادرات وتحتضن المؤتمرات العديدة من أجل اليمن ،فمن مؤتمر الرياض الأول الى اتفاق الرياض إلى هذا المؤتمر الثاني المزمع بدأ فعاليته في التاسع والعشرين من مارس الحالي والذي سيمتد حتى السابع من ابريل المقبل ..سيكون المؤتمر التشاوري بين كل الأطراف اليمنية التي ستلبي دعوة مجلس التعاون الخليجي ،والأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي ستحتضن المشاورات دون التأثير عليها، لا من قريب أو من بعيد؛ وما سيقرره اليمنيون من مشاورتهم سيُتبنى من قبل مجلس التعاون الخليجي (مخرجات التشاور كمرجعية رابعة ) ، شريطة ألا تخرج تلك المخرجات عن المرجعيات الثلاث والتي بمرور السنين أصبحت دعامة وركيزة أساسية لإخراج اليمن مما حلّ فيه!؛

اليمنيون رغم حظهم العاثر أن جري في بلادهم انقلاب لم يكتمل تحول الى حزب ضروس، الشرعية والتحالف يحاربون الحوثي لإنهاء الانقلاب، والضغط عليه لكي يعود الى رشده ويقبل بالحوار ويقبل بالآخر، وأمامه فرصة الآن لن يجدها بعد التاسع والعشرين من هذا الشهر؛ وقد لا تتكرر عليه مثلها!؛ أقول رغم النحس على اليمنين وما جرى لهم طيلة السبع السنوات الماضية؛ إلا أن الفرص تأتي بين الفينة والأخرى لليمنين، فإذا لم يستفيدوا منها في المرة الأولى، على الأقل يستفيدوا منها في المرة الثانية؛ فإن لم يستفيد ولم يحضر الحوثي على سبيل المثال، ويعاند ويكابر بعدم الحضور او يشترط أماكن أخرى؛ فاليمنيون وحدهم، هم من سيستمرون بدفع أثمان باهظة من شبابهم وشعبهم وبناهم التحتية!؛   أيها اليمنيون يومنا هذا أعلنت الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي عن استضافة مشاورات يمنية - يمنية لبحث مستقبل الأزمة بمشاركة كل الأطراف المعنية وذلك من 29 مارس الى 7 ابريل المقبل بهدف وقف إطلاق النار والدخول في عملية حوار سياسي شاملة لوقف الحرب. واوضحت الامانة العامة في بيان لها ان المشاورات ستكون تحت مظلة المجلس وفي مقر الأمانة بالرياض؛ ونوهت إلى أن المشاورات ستعقد بمن يقبل الدعوة من كل الأطراف التي ستوجه لهم الدعوات!؛ وبيّنت الأمانة أن محاور المشاورات اليمنية -اليمنية ستشمل: المحور العسكري والأمني؛ ومحور العملية السياسية؛ ومحور تعزيز مؤسسات الدولة والحوكمة ومكافحة الفساد؛ وكذلك المحور الانساني والاستقرار الاقتصادي؛ ومحور التعافي الاجتماعي!؛  اختم بالنصيحة..  أرجو أن المشاركين خبراء ومتخصصين بالمحاور المعروضة، وارجو عدم اقصاء النقابات ومؤسسات المجتمع المدني الحامل الحقيقي لأي حل قادم!؛

كما أرجو من الأحزاب والمكونات أن يلبوا الدعوة؛ كما ارجوهم عدم تكرار المشاركين السابقين!؛  كما أتمنى على الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي إن كانت هي من ستحدد الأسماء ألا تدعوا من اجتمعوا في مؤتمر الرياض الأول؛ لتجرب غيرهم في مؤتمر الرياض الثاني، أو على الأقل بتطعيمهم بأعضاء جدد وبنسبة أكبر!؛ كما أرجو من كل المشاركين أن يتحلوا بالمسؤولية الوطنية والعمل على إخراج اليمن من عنق الزجاجة!؛ .. أتمنى للمشاورات المزمعة النجاح والتوفيق وأنها: تنهي الحرب والانقلاب معا، وتتوصل لحل سياسي شامل يخرج اليمن من المعاناة الكبيرة التي نعيشها جميعنا؛ فالمؤتمر فرصة، فرصة للمتطرفين قبل المعتدلين؛ كيف لا؟!؛ فهو بمثابة منصة لحفظ ماء وجه الجميع؛ واليمن أيها السادة بحاجة إلى التوجه المخلص لبناء الدولة اليمنية الاتحادية الجديدة! شعبانيه مباركة وجُمُعة مباركة مقدما..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي