حميد التماري || الحوثي ومسلسل الموت المحتوم لأطفال اليمن وجيلها الصاعد

كتب
الجمعة ، ١١ مارس ٢٠٢٢ الساعة ٠٣:٠٥ مساءً

 

منذ إجتياح الحوثي للمدن اليمنية إبان الإنقلاب المشؤوم على الدولة والنظام والقانون في عام ٢٠١٤م سعت المليشيات الحوثية الإرهابية الى إتباع نظرية الترغيب والترهيب لكل أبناء الشعب، أولاً باستخدام جانب العاطفة وملامسة احتياجات المواطنين عبر إطلاق الشعارات المزيفة و إستغلال الإحتياج النفسي والمادي للشعب باسم الفساد والجرعات واعادة الحقوق المسلوبة والمسمى الذي تم اطلاقه في مناطق سيطرتهم بدعوى العدوان على اليمن والحصار المفروض حتى نتج عن كل ذلك استعطاف جانب من أبناء الشعب اليمني الغير مؤهل فكرياً ومعنوياً، مما أدى لالتفاف بعض الناس حولهم حتى احكم سيطرته على عقولهم بشكل مخيف، وبعد تمكنه من إحكام السيطرة على تلك المناطق بشكل مرعب ومخيف وتأمينها بقبضة أمنية شديدة التعقيد وعتيقة الإخلاص .

 ألتجات الحركة لاستخدام النصف الاخر من مبداء الترغيب والترهيب، وبدأت في استخدام الواقع الأمني المفروض على مناطق سيطرتها المليشاوية وقبظتها المحكمة وبقوة سلاح الدولة اليمنية المنهوب، للنيل من خصومها والمناهضين لفكرها الدخيل على المجتمع اليمني، باستخدام سلاح الرعب والتخويف عبر تفجير بيوت المواطنين ودور عبادتهم واختطافهم الى غياهيب السجون وبداريم التعذيب القاتل واخفائهم في المعتقلات السرية واستخدام البعض منهم كدروع بشريه في الامكان التي حولتها المليشيات الى ثكنات عسكرية كانت اهداف مشروعة للاستهداف المباشر من قبل الشرعية وتحالف دعمها .

كما سعت الحركة الإرهابية الى أستقطاب أبناء القبائل اليمنية والزج بهم في محارق الموت بعد اجبارهم للانضمام الفوري الى مايسمى الدورات الثقافية التي يتم فيها تسطيح عقول الشباب وغسل ادمغتهم حرفياً عبر إعطائهم دروس طائفية بإسم الدين ومضلومية الأسر الهاشمية وآل البيت وأحقيتهم بالحكم وأن الله اعطاهم هذا الحق والعودة بهم الى تاريخ صراعات يزيد والحسين، وأيضاً إجبارهم على تناول أنواع كثيرة من الحبوب المهلوسة المدمنة، واستخدام الاسحار والشخابيط التي تجعلهم كدمى آليه تحركم المليشيات كيفما ارادت واينما توجهت .

 بعد نفوق الكثير من حشود الحركة الحوثية الانقلابية الارهابية خلال السنوات الثلاث الأولى من الحرب  بعدما منيت بهزائهم كبيرة ونقص كبير في مقاتلينها، حولت الجماعة أنظارها الى إستقطاب الأطفال عبر نشر مشرفينها على مدارس الإساسية والثانوية واستخدام التعبئة الفكرية الطائفية المنحرفة للتأثير الفكري على الأطفال واستغلال فترات الإجازات الصيفية لاقامة مراكز صيفية تعبوية طائفية، يتم تدريس الفكر الحوثي السلالي الاثناعشري فيها وتثبيته في عقول طلاب المدارس، لملئ الفراغ الكبير في صفوف مقاتيلنها الفانيين .

أدت كل هذه الدورات المكثفة الى إلتحاق الكثير من الأطفال الى صفوف القتال في محارق الموت المتواجدة في كل خطوط الاشتباكات والجبهات المشتعلة مع تلك المليشيات بدون حتى رضى اهاليهم وذويهم مما ادى الى نفوق الكثير منهم بحسب احصائات منظمة، عبر أستخدامهم كأمواج بشرية مهولة تغير على مواقع الجيش الحكومي لغرض توسعة مناطق سيطرة الحركة والنفوذ الإيراني في اليمن دون أدنى مسؤولية أو ضمير إنساني .

 وقد ذكرت تقارير دولية مدى التحشيد الحوثي المستمر لأطفال اليمنيين بالارقام والاحصائات المعترف بها خلاص سنوات الحرب الاربع الاخيرة حيث وصل عدد الاطفال الذين جندهم الحوثي الى مايقارب (50 الف طفل ) منذ عام 2014م الى نهاية عام 2021م، الغالب منهم قتلى ومفقودين في سهول وهضاب وصحاري الجبهات المحتدمة بين الشرعية والجماعة الحوثية، متوسط أعمارهم بين (ال10 سنوات الى 17 سنة)، وماخفي أعظم، ولا زال التحشيد مستمر حتى اللحظة بوتيرة عالية .

تهدف الجماعة الحوثية الى إنشاء جيل ملوث فكرياً وعقائدياً يكن العداء لكل من يخالف المشروع الحوثي الطائفي الإيراني الإثناعشري حتى لو كان من أقرب الأقربين وما أحداث القتل المستمر والمنتشر في مناطق سيطرة الحوثي لاقارب المقاتلين واهاليهم لكل من ينتقد أو يناهض الفكر السلالي حتى ولو بكلمة عنا ببعيد، والذي وثقته منظمات حقوقية ومهتمة بهذا الشأن .

أتى الحوثي بزمن القرون الوسطى وأحضره وثبته في القرن الواحد والعشرون فعلياً وانا أرجح أن مشروعه العنصري الإقصائي لا ينتمي حتى للعصور الحجرية بل أبعد وأضل وأشقى، حيث يتصف ذلك الفكر بخرافيته الهلامية وغباءه المفضوح وطائفيته الدخلية على أرض اليمن السعيد وشعبها العظيم الرافض لكل هذه المشاريع الهدامة والهادفة الى تشتيت اليمنيين والتفريق بينهم طبقياً وإثارة النعرات العرقية والطائفية وتفكيك النسيج المجتمعي لشعب اليمن وإعادة عصور الإستعباد والإستبداد وتقبيل الرُكب .

وفي الأخير رهاننا كجيل سبق له أن أخذ من الوعي ما أخذه، على الإنسان اليمني وهويته الضاربة في عمق التاريخ وفكره الواعي والرافض لكل أساليب التدجين والاستبداد والإستعباد الممنهج والمشاريع الدخيلة عليه المنافية لكل تعاليم الدين والعرف والانسانية .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي