مُــــــــــســــــتـــغربات؟!

د. علي العسلي
الاثنين ، ٠٧ مارس ٢٠٢٢ الساعة ٠٦:٢٨ مساءً

 

أليس مستغربا أن ترى الغرب يحشد العالم كله ضد روسيا؟!؛ لأنها تغزو أوكرانيا، ويقوم الغرب ببعض الدعم والمساعدات، وتقديم بعض الأسلحة الفتاكة للأوكرانيين للدفاع عن أنفسهم، وقاموا أيضاً بفرض عقوبات اقتصادية أشد قسوة على موسكو.. هذا ملحوظ ولا غبار عليه؟؛ غير أنهم مع هذا العمل الجبار يخافون المواجهة المباشرة مع الروس، لا بل يقومون بما لم تقم به روسيا نفسها في تقرير وتعميد الغزو قبل حدوثه وتحققه واقعاً؛ بل يقومون بحرب نفسية عميقة الأثر على الحليف؛ أي على الرئيس والحكومة والجيش الأوكراني، وهو أشد فتكا على نفوسهم من الغزو المادي ذاته!؛

فالمستغربات هنا.. أن الأمريكان والغرب عموماً نسمع في وسائل الاعلام من أنهم قد ناقشوا فعلا البديل للرئيس الأوكراني، بافتراض انه قد يقتل أو يعتقل، ما هذه الحرب المدمرة؟!؛ لا بل يناقشون تشكيل حكومة منفى كما يخطط الغازي ان  يعمل عند تمكنه من الوصول للعاصمة "كييف" أن يشكل حكومة على الأرض بعكسهم تماماً يصل للعاصمة كييف!؛ دوما الغرب ومسؤوليهم في مؤتمراتهم الصحفية يحللون ويؤكدون ويستنتجون أن اوكرانيا ستحتل، ستحتل لا ريب في ذلك!؛ إذا كان الأمر كذلك، فلماذا يوصلون سلاح للأوكرانيين للدفاع عن بلدهم وأنفسهم، كل تحليلاتهم واستنتاجاتهم أن احتلال كل أوكرانيا مسألة وقت، ولم يشفع صمود الأوكرانيين الأسطوري غير المتوقع عند الغرب لأحدى عشر يوما مضت، وهم يكبدون الروس الشيء الكثير!؛ فالروس يتقدمون ثم ينسحبون نظرا لتكتيكات الأوكرانيين الناجحة مما يضطر الجيش الروسي للانسحاب من المدن ويلجأ لمحاصراتها!؛ ومستغرب ما يقال أن الامريكان يبطئون في تبادل المعلومات الاستخباراتية السرية مع الأوكرانيين خشية أن تظهر أمريكا خصم مباشر لروسيا، هذه الكلام لو صح فهو شهادة نصر للروس وبشكل مسبق!؛

ومستغرب ومدهش أن يطير وزير خارجية أمريكا الى دولة جارة لروسيا هي ((مولدوفا)) ويرشحها للروس كي يغزونها، فالترحيب الأمريكي بانضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، ويعلن وزير الخارجية الأمريكي من عاصمتها انه سيقف معها في حال العدوان الروسي عليها؛  أليس مستغربا أن يقول ذلك ؛وهو وامريكا لم يفعلوا ذلك مع أوكرانيا التي تتعرض للغزو لأنها طالبت بالانضمام لأوروبا والحلف الأطلسي !؛ولم يستجيبوا لطلبها، ولم يستجيبوا لطلب الرئيس الاوكراني المتكرر من فرض حظر جوي فوق أوكرانيا ،أو اعطائهم طائرات ودفاعات جوية لحماية بلدهم؛ بدل السبق في إعلان سقوط الدولة  الأوكرانية ومناقشة حكومة منفى لتقاوم الروس مستقبلا، وعدم التجاوب مع دولة بكل امكانياتها وتحتاج فقط لدعم لوجستي ،وهي تقاتل بشراسة ؛؟ وذلك أفضل بكثير من أن تُدار مقاومة من المنفى؛ فالفرق كبير بين جيش يحارب ومقاومة تُنهك وتستنزف الغازي فقط !؛ فقد جربنا حكومات المنفى؛ فحكومات المنفى لا تستعيد دولة؟!

أليس كل ما سبق "مستغربات" و"مدهشات" ؟!؛ أم أن هذه التصريحات والتسريبات الإعلامية هي مدروسة ومقصودة من قبل الغرب، بحيث يطمئن الرئيس والحيش الروسي، من أن الغرب مسلمين لروسيا، بينما على السر غير ذلك، هذه استراتيجية لجر الروس للدخول للعمق، وتنصيب الفخاخ للقوات الروسية، وزيادة عدد قتلاها وتدمير معداتها؟!؛ ،إذا كان كذلك!؛ فهل ستنطلي هذه الحيل على الرئيس الروسي، بحيث يتم هزيمته؟!؛ فهذا أيضا شيء وارد في الحروب!؛أما إذا انتصر الروس، وأسقطوا الحكومة، فالهزيمة للغرب، كل الغرب؛ وليس للأوكرانيين الذين صمدوا؛ والعالم يتفرج؛ هذه ستكون هزيمة للمتخاذلين المترددين الغربيين؛ ولا شك أن روسيا ستتقدم أكثر فأكثر لدول أخرى بعد سقوط "كييف"!!؛

أختم باستغراب واندهاش من نوع أخر ... سيناتور (مُشرّع) أمريكي يحرض علانية لاغتيال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين!؛ هذا التحريض غير الحضاري الوحشي يأتي من مشرع في الدولة الديمقراطية الأولى، ومن بيت الديمقراطية (الكونجرس)!؛هذا يشبه تماماً غزو دولة لدولة، بل هو أشد عنفا وقسوة ووحشية! 

ونوع أخر من الاستغراب على المستوى اليمني؛ هو أن يتباهى مسؤول حوثي في انهم وقعوا اتفاقاً مع الأمم المتحدة لتفريغ ناقلة النفط المعطلة "صافر" التي تنطوي على خطر تسريب (1.1) مليون برميل من النفط الخام قبالة ساحل اليمن. إن توقيع الأمم المتحدة كطرف أول مع الحوثيين كطرف ثاني بتفريغ ((خزان صافر))، والحكومة الشرعية كما أظن خارج التغطية، فإن الأمم المتحدة في فعلها هذا مع كل آسف اعتراف بالحوثين كسلطة أمر واقع!!!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي