الفــــــــــــــرص قـــــــــــــد لا تــتــكـــــــرر؟!

د. علي العسلي
الخميس ، ٠٣ مارس ٢٠٢٢ الساعة ٠٧:٢٠ مساءً

يقال مصائب قوم عند قوم فوائد.. ويقال الفرص تمرّ ولا تتكرر إلا عندنا في اليمن، فهي تتكرر كثيراً، ولا يستفاد منها!؛

فهل الحرب الروسية الأوكرانية وانشغال العالم بها؟!؛ هي فرصة لليمنين أن يحلوا مشكلاتهم بعيداً عن تدخل الخارج؟!؛ أو هي فرصة لليمنيين ودول الإقليم أيضا لتسوية الوضع في اليمن، خصوصا وقد سمعنا عن المناقشات السعودية الإيرانية لإيجابية، لاحظوا قلنا "المناقشات" ولم نقول " المفاوضات" خلي بالكم؟!؛ والاستفادة مما يجري على أوكرانيا لإيجاد حل؛ أو يقوم التحالف والشرعية بالحسم العسكري فالوقت مناسب، حيث أن المشكلة اليمنية قد اخذت وقتا طويلا من دون ضرورة ولا مبرر لذلك!؛

الشرعية وانصارها، والتحالف وإمكاناته، مرّت عليهم أزمنة كبيرة وفرص كثيرة لم توظف ولم تستغل، بل عملوا على تكبير وتضخيم الحوثي لدرجة أن كثيرين في دول العالم أصبحوا يعتبرونه قوة فاعلة وأساسية وطرف قوي في اليمن؛ ونتيجة لهذا الاعتبار تجاوز الحوثي الخطوط الحمراء المرسومة له من المتحكمين العالميين بالشأن اليمني، فراح يستعرض ويقصف بصواريخه وطائراته على الإمارات؛ حتى انقلب السحر على الساحر، وظهر البعبع الحوثي على   حقيقته؛ من أنه إرهابي لا أكثر.. وهكذا صار مختوم بختم مجلس الأمن وصفا وتوصيفا بالإرهاب "عقيدة وسلوكا"؛ ولا أظنهم بعد القرار الدولي أنهم يحبون الرقم 2624!؛الذي صنفهم كـــــ "جماعة إرهابية"!؛

كما قلت.. إلا في اليمن فالفرص تتكرر، ولا من مستفيد منها؛ لا الحوثي، ولا الشرعية والتحالف ..يقول رئيس مجلس الشورى الدكتور احمد عبيد بن دغر : "إن الكثير من أصدقاءنا ربما يغيب عن بالهم أننا في الشرعية قد ذهبنا مرات عديدة للتفاوض مع الحوثيين بغية الوصول إلى سلام عادل ودائم وشامل، يستند إلى مرجعياته التي توافقنا عليها، رفض الحوثيون كل ما توصلنا إليه في جنيف، وفي دولة الكويت، وعطلوا اتفاق استكهولم، وواصلوا العنف بهدف السيطرة على اليمن، بحجج خرافية يزعمون بها حقًا إلهيًا في الحكم، لكن الشعب اليمني رفض هذا الادعاء، وقاومه على مدى سبع سنوات مضت، ولازال يقاوم".. نعم! الحوثي للآسف لم يستفد من الفرص لأنه لا يريد سلام ولا يريد ان يكون مكوناً يمنياً، بل يريد أن يكون هو الكل في الكل ويجعل اليمن تابعا لدولة إيران الفارسية؟!؛

 والشرعية لم تستفد من التحالف العربي، بل أن بعض دوله أصبحت جزء من المشكلة؛ _ بفعل قصور في الرؤية والنظرة عند الشرعية وأحيانا سوء التصرف_، ولذلك سبع سنوات لم يتم تثبيت اليمن كدولة وكجمهورية، واهداف ثورتي سبتمبر واكتوبر في خطر عظيم. إن الحرب الروسية الأوكرانية هي فرصة للسلطة الشرعية والتحالف العربي لحسم المعركة واستعادة الدولة وتمكين السلطة الشرعية من العودة للعاصمة صنعاء. وهذا يتطلب التحرك بسرعة واستغلال الوضع الدولي المتوتر بين أوروبا والغرب وبين روسيا؛ فرصة لاستعادة الجمهورية والشرعية من أيادي خاطفيها! قبل أن يطل علينا عالم جديد لا نعرف توجهاته و أولوياته واهتماماته ودوله وقوانينه!

.. وحسناً ما ذهب إليه الخبير السعودي في الشئون العسكرية اللواء المتقاعد أحمد الفيفي؛ حين قال: “إذا لم يستغل التحالف انهاء الحرب في اليمن في ظل الظروف الراهنة وانشغال العالم بالشأن الروسي الاوكراني فستمتد الحرب الى سنين قادمة”..؛ نعم! سنوات عجاف أخرى قد تتجاوز رؤية 2030، الرؤية الاستراتيجية لسمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، والذي أكد اليوم في الحديث الذي أدلاه لـمجلة “أتلانتيك”؛ إذ أكد أن رؤية 2030 ، لن تفشل؟!؛ أقول لن تفشل إذا جاء 2030 وقد انتهت الحرب في اليمن، وانتهى انقلاب الحوثي، وتحقق الأمن والاستقرار في اليمن، ولكي لا تفشل الرؤية قولا وفعلا، ولكي ترى النور لتنفيذها دون فشل، فإنها  تحتاج لمناخ  مستقر، آمن، غير المناح السائد في الوقت الحالي،  ولذلك فهي فرصة للعمل بجد، كي تستعاد الجمهورية اليمنية وسلطتها الشرعية الآن إلى العاصمة صنعا ،وليس في الــــ2030، أو بعده!؛ 

وللآسف في يمننا الحبيب لم نعد نسمع عن مبادرات أو وجود مفاوضات؛ ولا عن معارك محتدمة، والسبب قد يكون؛ أن الإعلام لم يعود ينفخ بكيره لـــ" إشعال" الناس؛ أو أن القادة والجنود هم في إجازة تدريبات وتمرينات عن بعد يتابعون على شاشات التلفاز ما يجري بجبهات ومحاور أوكرانيا، وهم منهمكين في متابعة خطط الروس للاستفادة من حسمهم هناك، كي يحسموا هنا في اليمن، فمن يدري؟!؛ كل شيء جائز!! وجمعة مباركة مقدما!!!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي