قرار جديد رقم (2624) .. الحوثيون جماعة إرهابية .. شكرا أوكرانيا؟

د. علي العسلي
الثلاثاء ، ٠١ مارس ٢٠٢٢ الساعة ٠٦:٥٩ مساءً

إن القرار الدولي الجديد بشأن اليمن الذي صدر في 28 فبراير 2022 والذي يحمل الرقم 2624؛ ما كان له أن يرى النور ويظهر للعلن، إن لم تبذل دولة الإمارات العربية المتحدة جهوداً دبلوماسية استثنائية!؛

فعلا الذكاء الدبلوماسي المميز، أنتج هذا القرار؛ إذ تم استغلال الحرب الروسية القائمة على أوكرانيا، فعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعه يوم الاثنين 28فبراير الماضي، وأصدر القرار 2624 !؛ جاء القرار  كتنفيس، حيث العالم كله والدول دائمة العضوية والتي لها الحق في استخدام الفيتو  في وضع متوتر جداً؛َ وكل واحدة منها  تريد كسب ود جميع الدول !؛فمن سعى وراء إصدار القرار يشكر؛ كونه وسدّ الحوثة ووضعهم كــــ "جماعة إرهابية" في هذا القرار؛ و لا أظن الشرعية لها أي يد في ذلك، لكن المؤكد أن الامارات العربية المتحدة،  وربما المملكة العربية السعودية هما وراء استصدار هذا القرار الهام والمهم!؛ ويكمن الذكاء في استغلال للحظة الزمنية المتاحة لاستصدار القرار، وقد صدر!؛ لكن هذا القرار كما القرار 2216 يحتاجان لتحرك قيادة الشرعية وضعهما  في اطار عمل متكامل على الأرض، وتوظيفهما باعتبارهما خارطة طريق لإنهاء الحرب وعودة الشرعية وتسليم المؤسسات!؛

وما كان للقرار أن يرى النور لولا الحرب الروسية على أوكرانيا؛ روسيا مشغولة بحربها ولا تريد تكثير أعدائها، والحوثيون الأغبياء كانوا يعتقدون أن الحرب الروسية على أوكرانيا ستجعل روسيا تميل لصفهم خابوا! وخسروا! أما محتوى القرار: أُصدر القرار 2624 من اجتماع مجلس الأمن الدولي تحت البند السابع، الذي يقضي بتجديد نظام العقوبات على اليمن، وتمّ في هذا القرار وصف جماعة الحوثيين بـــ "جماعة إرهابية"!؛ وهذا الشيء المهم، وهو الأهم في هذا  القرار 2624!؛ إضافة إلى التأكيد على الالتزام القوي بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامته الإقليمية؛ وأكد المجلس أيضا على ضرورة التنفيذ الكامل وفي الوقت المناسب لعملية الانتقال السياسي عقب مؤتمر الحوار الوطني الشامل، بما يتماشى مع مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآليته التنفيذية، ووفقا لقراراته السابقة ذات الصلة، وفيما يتعلق بطموح الشعب اليمني، والذي سيتطلب من جميع الأطراف إنهاء الصراع واختيار مستقبل اليمن عبر عملية سياسية تشمل وتلبي التطلعات المشروعة لجميع الأطراف اليمنية المتعددة والمتنوعة.

 وورد في القرار كذلك مجموعة من الإدانات، والإعراب عن القلق، ومطالب، ودعوات.فقد أدان المجلس بشدّة التصعيد العسكري المستمر من قبل الحوثين ، بما في ذلك في مدينة مأرب، وأدان المجلس بأشد العبارات الهجمات الإرهابية الشنيعة التي شهدتها مدينة أبوظبي، ومواقع أخرى في السعودية. 

وأدان المجلس بأشد العبارات الهجمات على السفن المدنية، والاستيلاء التعسفي علي روابي، الأمر الذي يشكل خطراً كبيراً على الأمن البحري للسفن في الخليج من عدن والبحر الأحمر وعلى امتداد  الساحل اليمني. وأدان المجلس كذلك اقتحام المجمع الذي كان يستخدم سابقا كسفارة أمريكية في صنعاء. وقد أعرب المجلس عن قلقه إزاء التهريب البحري للأسلحة والمواد ذات الصلة إلى اليمن وخارجه في انتهاك لحظر الأسلحة. وقد أعرب مجلس الأمن عن قلقه الشديد إزاء النية المعلنة للحوثيين لشن هجمات إضافية عبر الحدود وللأعيان المدنية. وقد طالب المجلس بالوقف الفوري لكل الاعتداءات، وطالب المجلس عبر قراره بالإفراج الفوري عن طاقم السفينة روابي، وكل الرعايا الذين هم فيها، وكذا جميع المحتجزين من قبل الحوثيين منذ 2 يناير 2022، وكذلك الإفراج الفوري عن موظفي الأمم المتحدة المحتجزين من قبل الحوثيين.

 وقد دعا المجلس إلى الإفراج الفوري والآمن عن جميع من لا يزالون رهن الاعتقال.  ودعا مجلس الأمن مرة أخرى إلى التنفيذ الكامل لاتفاق الرياض، ويؤكد ضرورة امتناع المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية عن اتخاذ إجراءات من شأنها تقويض اتفاق الرياض.

أختم بالتمني لإنهاء الحرب الدائرة على أوكرانيا واتمني كذلك ألا تقود هذه الحرب إلى حرب عالمية نووية. الشكر لموسكو لتصويتها مع القرار، والشكر موصول لأوكرانيا التي كانت ربما السبب الجوهري في أن يصدر هذا القرار وفي هذا التوقيت..!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي