علامة وضع قوات الردع النووي في حالة تأهب قصوى

د. علي العسلي
الاثنين ، ٢٨ فبراير ٢٠٢٢ الساعة ٠٨:٢٢ مساءً

أمــر الرئيـــس الروسي، فلاديمير بـــوتين مؤخراً وضع قوات الردع النووي الروسي في حالة تأهب قصوى؛ فهل ذلك  دليل قوة أم دليل ضعف؟!؛ فمن خلال المبررات نجد ان التلويح هذا دليل ضعف لا قوة!؛ حيث امر بالتأهب الأقصى رداً  على ما وصفه الرئيس بوتين بــــ "التصريحات العدوانية" من دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) ضد روسيا!؛ ويبدوا أن العقوبات المتدرجة اليومية ضد روسيا من بلدان العالم المختلفة، قد ألمت الرئيس الروسي فجن جنونه؛  ويدّل التوجيه على الانهزام النفسي، ويؤكد على أن فرض العقوبات الاقتصادية قد أثرت تأثيرا قاسيا على موسكو  وقياداتها؛ مما جعل بوتين يوجه بهذا التوجيه الكارثي في وضع السلاح النووي فتحت الاستعداد التام، فلو نُفذّ هذا  التوجيه، للقب ((بوتين)) بالمجرم الأول في العالم قديما وحديثا!؛ أما إن التصريح للاستهلاك وللتخويف، فليس بمثل  هكذا توجيهات وأوامر يخوّف يا سيد فلاديمير بوتين!؛ 

.. لكن.. ماذا كان رد الغرب على توجيه الرئيس الروسي؟!؛ لقد ردّت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا  توماس جرينفيلد، بالقول بأن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوضع "قوة الردع" النووية في حال التأهب  القصوى بأنه "تصعيد غير مقبول". وقالت: أن هذا التوجيه يعني مواصلة الرئيس بوتين في التصعيد في الحرب التي  تشن ضد اوكرانيا وبطريقة غير مقبولة على الإطلاق وعلى الغرب أن يواصلوا وقف أفعاله بأقوى طريقة ممكنة.  قال الرئيس الروسي في عيد الجيش الروسي شاكراً ومثمناً الجيش الروسي: "إنكم تدافعون عن روسيا وسمعتها،  مشيرا إلى أن القوات المسلحة الروسية لها بطولات متجذرة في التاريخ، وأثبتت كفاءتها للتعامل مع أعقد الحالات،  مشيرا إلى أن القوات الخاصة الروسية لها بطولات واضحة".. فالدفاع عن روسيا وأمنها وسمعتها لا يأتي بالتلويح  بحرب نووية، فتوجيه الرئيس الروسي هو إساءة مباشرة لسمعة وقوة الجيش الروسي!؛

من ناحيتها أوروبا ردّت على بوتين؛ حيث أعلن الاتحاد الأوروبي أن: " منظومتنا للردع النووي" هي بحالة تأهب  قُصوى.. وأضاف أن سماء القارَّة مغلقة بوجه روسيا، وقد أقرّ تزويد أوكرانيا بالأسلحة الفتاكة للدفاع عن نفسها وهذا  هي المرّة الأولى أن يقدم الاتحاد الأوروبي يقدم أسلحة فتاكة ومساعدات عسكرية لدولة لا تنتمي له؛ وكل هذا ردا على  إعلان استمرار موسكو في الحرب أو الغزو على أوكرانيا.. إذاً اعتقد ان موسكو قد تخسر الحرب لأن أهدافها غير  منطقية وغير قابلة للتحقق؛ ولربما هذه الحرب قد تؤدي الى تأثر روسيا اقتصاديا وسياسيا ورياضيا، وقد تودي أيضا  بغير ما تتمناه روسيا فتكون المحصلة فعلاً ضم أوكرانيا الحلف الأطلسي وغير ذلك من الخسارات مثل السمعة والتأثير الدولي للقضايا العالمية!؛ أختم فأقول: فيما لو ركب ابليس رأس بوتين واستخدم فعلاً السلاح النووي، فقد يؤدي ذلك ربما إلى الحرب العالمية  الأولى النووية ولكن بين من ومن؟ بين روسيا التي استخدمته ومن يتحالف مع الدولة التي ضربت بذلك السلاح  النووي الروسي؛ فترد على روسيا الدول التي تمتلك السلاح النووي؛ وقد يجن جنون من يمتلكون السلاح النووي فيرد  الاتحاد الأوروبي مثلا على روسيا، وتهاجم كوريا أمريكا، وامريكا ترد عليه.. وهكذا ... نتمنى أن يعقل العالم  النووي ونقول لهم يكفينا ما لقيناه منكم من احتلال لبلداننا، ونهب ثروتنا، والتدخل في اراداتنا، والتحكم بأقواتنا  وارزاقنا، وها أنتم ترهبوننا، وتودّون إفنائنا! فاعقلوا ودعونا وشأننا، نعيش أحرارا في اوطاننا!!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي