عندما يجتمع العقل والنزاهة تكن امامنا معجزة!!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الخميس ، ٢٤ فبراير ٢٠٢٢ الساعة ٠٧:٥٠ مساءً

 

قد يكن غريب، اذا قلت لكم ان اقتصاد بيع البيض، والعسل، واللحوم، او اقتصاد الزهور، والنباتات فقط في هولندا اكبر من اقتصاد السودان كدولة عربية كبيرة اطلق عليها سلة غذاء المنطقة العربية كما تعلمنا ونحن اطفال. السودان لاتنقصه مساحة ولا بشر ولا مياة، حيث انه اكبر من هولندا ليس مرة او مرتين، وانما ب ٤٥ مرة من حيث المساحة، و عدد سكانها اكثر من ضعف هولندا، اي ٤٠ مليون، وهي ارض زراعية خصبة، وفيها مياة متوفرة، لم يصل تصديرها من كل ثرواتها النفطية، والزراعية، والحيوانية، والخدمات البشرية وغيرها الى حجم ٨ مليار دولار حسب بيانات السودان، وحسب المرصد الاقتصادي الدولي OEC صادرات السودان اقل مما تدعي السودان، اي فقط نصف المبلغ المذكور، اي في حدود ٤ مليار دولار. نحن نتحدث عن ميزان الصادرات هنا وليس عن الدخل القومي للسودان.

المضحك المبكي ميزان الصادرات لدولة كالسودان ككل اقل حتى من اقتصاد بيع الزهور والنباتات في هولندا حسب بيانات السودان، واقل من اقتصاد تصدير الخضار في هولندا حسب بيانات المرصد، ولم توقف عند ذلك، وانما السودان تستورد الغذاء، وتطلب وتستجدي المساعدة حتى تستمر. شعب اكثر من ٤٠ مليون نسمة كان قادر على تحقيق شعار سلة غذاء المنطقة العربية لكن على أرض الواقع لم يحصل شيء رغم مرور مايقارب من ٤٠ سنة من عمري عن اول مرة اسمع هذا الكلام، والاسباب كثيرة.

فهولندا على ذكرها هنا اليوم في محور الزراعة والثروة الحيوانية تصدر النباتات والزهور بمبلغ ٨,٨ اي تقريبا ٩ مليار دولار سنويا، وتصدر من منتجات الألبان والبيض والعسل بقيمة ٥,٧ مليار دولار، وتصدر من اللحوم سنويا ب ٥,٦ مليار دولار، ومن الخضار ب ٥ مليار دولار سنويا، ومن الحليب والحبوب تصدر ب ٣ مليار دولار. هولندا مساحتها فقط مايقارب من ٤٢ الف كم مربع يعني بحجم محافظة الجوف او محافظة شبوة عندنا في اليمن، وعدد سكانها ١٧ مليون نسمة، وصل الدخل القومي لها الى ٩١٥ مليار دولار، اي اكبر من الدخل القومي اليمني قبل الحرب ب ٢٥ ضعف.

ومختصر الامر السودان حالها احسن من اليمن بكثير وهي دولة اقلها افضل من اليمن وشعب متعلم اكثر من شعبنا اليمني. لذلك اخذتها في المقارنة هنا، ولم اخذ اليمن، واخذت اقتصاد البيض، والعسل كامور سهلة حتى ولو كلفنا شخص اوروبي اشقر او شركة اوروبية يدير ذلك الى ان نتعلم. لم اعمل مقارنة مع شركات المعلومات او الصناعة، والتي تحتاج قواعد تعليمية وبحثية فتكن المقارنة غير عادلة. نظرت الى قوة السودان، وامكانيتها الزراعية والحيوانية، واخذتها كمثل لنعرف انه عندما تكن الادارة السياسية غير مدركة لامكانيات البلد ومتطلبات العصر، وتركز فقط جهودها في مشروع احتكار وصراع السلطة، تكن النتيجة ان شعوبها هي من تدفع فاتورة الانتظار من لقمة عيش ابنائها، ومن كرمتهم وسيادتهم على ارضهم مهما تأخر الوقت.

واخيرا لك هنا هذه المعلومة، ان الاراضي الزراعية في هولندا مابين ١٦ الى١٨ الف كم مربع، وهذه تساوي نفس الارضي الزراعية في اليمن تقريبا اي في حدود ٢ في المائة. والابقار في هولندا مليون و ٧٠٠ الف بقرة، وعندنا في ٣ محافظات ٨٧٠ الف بقرة مما يجعل الاسقاطات الاحصائية تقول معنا في ال ٤١ الف قرية في اليمن في حدود المليون و ٥٠٠ الف بقرة بمعدل ٣٠ بقرة في كل قرية كمتوسط. لكن بقر هولندا ينتجين مابين ٦٥٠ الى ٧٠٠ مليون كجم من الجبن سنويا بقيمة ايرادات ٢ مليار و٨٠٠ مليون يورو، اي ٣ مليار و١٣٠ مليون دولار، بمعنى اكثر من قيمة النفط اليمني قبل الحرب .

هذا مشهد مصغر، لماذا غيرنا افضل. مشهد حتى نعرف ان السبب فيما نحن فيه كعرب او يمنيين هو العقلية، وليس في الامكانيات، وانه عندما يجتمع العقل والنزاهة تكن النتيجة نجاح بلا نظير، وإنتاج بلا حدود في اشياء بسيطة نستطيع لها، نحفظ بعدها اقلها كرامة مجتمع من السلف، والشحتة و الارتهان. !!!!!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي