في الذكرى الأولى لرحيل المناضل عبدالحميد الصبري

مكرم العزب
الاربعاء ، ٢٣ فبراير ٢٠٢٢ الساعة ٠١:٣٦ صباحاً

 

"عاشق الفقر ونصير الفقراء"

 

في مثل هذا اليوم الموافق 22فبراير 2021 م غادرنا على عجل إلى باريه المناضل الناصري  المهندس عبدالحميد الصبري بعد صراع مرير مع المرض.

المهندس الأذاعي الذي درس في الجامعات الصينية وحمل شهادة الماجستير في الهندسة الاذاعية،كان من أوائل الخريجين اليمنين في تخصصه ،سكب من عمره ما يقارب اربع عقود خدمة للوطن،كان يحلم  بوطن مزدهر بالبناء والتنمية،فعاد الى الوطن ليفنى فيه،ولم يفضل البقاء في الصين كبقية زملائه ليبني نفسه ويؤمن له ولأسرته حياة كريمة،رغم أن الظروف كانت سانحة له،؛ لكنه فضل ان يلتحق بالوظيفة العامة في الاعلام في بلده،ليعيش مناضلا مكتفيا بدخله المحدود املا بأن تتحسن ظروف العيش الكريم لكل اليمنين،فعاش حياته فقيرا مناضلا في صفوف الفقراء.

امتلك قلبا طيبا وتسلح بالحكمة والعقلانية ولم يبخل يوما بتقديم النصح والارشاد والتوجيه للشباب خصوصا،ولكل من قصده للاستشارة، بكلمات مقتضبة ووجه بشوش وبسمة لا تفارق محياه.

عرف المهندس عبدالحميد بين زملائه بحبه لعمله وعدم اكتراثه  بمظاهر الحياة المترفة،كان  مؤمن بقيبم السماء وبارادة الله،فعاش حياته بسيطا قنوعا،عاشقا للوطن حتى الثمالة مداافعا عن الفقراء وفي صفوفهم.

 عمل في إذاعة صنعاء، ثم لاسباب سياسية تم نقله بشكل إجباري إلى تعز ليعيين مديرا للارسال الإذاعي في اذاعة تعز ،فكان نظيف  طاهر اليد مبتعدا عن الشبهات بالتكسب من الوظيفة لسد احتياجاته الانسانية،وفي زمن الحرب فضل أن يظل حبيس جدران غرفته المتواضعة، معانيا من ويلاتها وادرانها، وما خلفته من دمار في الاخلاق والعمران،.

  أصيب  بالسرطان في معدته فاستقبل المرض بقلب أجش ونفس طيبة،ووقف في وجه المرض صامدا قوي النفس والعزيمة ولم يصيبه يأس أو احباط بالشفاء حتى أخر لحظة من حياته،ولكن ارادة الله كانت قاهرة عليه فلفظ أنفاسه الاخيرة في قاهرة المعز.

 عاش المهندس عبدالحميد  عمره متغنيا ومعتزا بقيمه الناصرية متاثرا بالمشروع القومي العربي الذي خطه كما كان يسميه" أبو الفقراء " ويقصد بها  القائد المعلم جمال عبدالناصر، اعطى من حياته الكثير للناس وللتنظيم الناصري في اليمن وتولى فيه الكثير من المسؤوليات النضالية بكفاءة القائد الوطني الناصري الذي يعطي ويضحي من أجل الاخرين ولا ينتظر الحصول على الفوائد المادية او المعنوية... 

حبه كل من تعرف عليه او عمل معه من زملائه او إخوانه المناضلين، وحينما اصابه المرض الخبيث كان لا يمتلك من المال او الأصول المالية ما يكفيه للعلاج ،فهب إخوانه وزملائه بمد أياديهم  وتقديم العون و المساعدة لمحاولة انقاذه،فكان عملا انسانيا رائعا،دل بان أخلاق اليمنين ما زالت حية، برغم الحرب والمصائب والكوارث ..

الرحمة والخلود له ولروحه الطاهرة,وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ مُاتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا

الحجر الصحفي في زمن الحوثي