ربما أن أول من قطف نتائج مفاوضات (فينا) بين إيران والغرب هي قطر؛ حيث جرى قبل قليل التوقيع بين أمير قطر والرئيس الإيراني في الدوحة عديد الاتفاقات ومذكرات التفاهم؛ وفي اعتقادي ما كان لها أن تتم لو لم تعطي أمريكا الضوء الأخضر لقطر أمريكا بفعل ذلك!؛ ربما كمكافئة لها على مساعدة قطر لأمريكا في أفغانستان!؛
نستطيع ان نقول من خلال توقيع الاتفاقات أن التوقيع بدوحة الرب؛ هو تدشين لإحياء اتفاق إيران؛ وبدأ فعلا رفع الحصار عن ايران بهذه الاتفاقات قبل إعلانه رسميا في فينا!؛
الشيخ ((تميم)) امير قطر أبدى استعداده في المؤتمر الصحفي الذي أعقب التوقيع على الاتفاقات والمذكرات؛ أبدى استعداد بلده للتوسط في حل المشكلات الإقليمية بين إيران ودول الخليج سلميا، وتحديدا المشكلة اليمنية؛ لكن أيمكنها قطر أن تحدث خرقا في هذا الملف؟!؛ ونحن نرى ضيف دول قطر الرئيس الإيراني يعترف بالحوثين، ويصف دولتهم بالمضطهدة!؛ وفي ذات الوقت يتهم السعودية والتحالف العربي بالدول المحتلة لليمن؛ فهل تستطيع قطر أن تعيد الامن والأمان والدولة وانهاء الانقلاب بالتفاوض السلمي باليمن ؟؛من خلال ما صرح به الرئيس الإيراني (رئيسي)، أظن انها قد تلقى صعوبة كبيرة، بل أجزم بالاستحالة أن تجد قطر وأميرها طريقاً لحل المسألة اليمنية سلميا!؛ وقد شبه ((رئيسي)) أن اليمن تشبه أفغانستان؛ هذا والتشبيه والمماثلة لليمن بأفغانستان ليس عفويا وليس صدفة، بل أظنه مقصوداً!؛ وكأن الرئيس الإيراني يقول لأمير قطر ما معناه؛ إن أردتم أن تنجحوا باليمن، كما نجحتم بأفغانستان؛ فأعملوا على اقناع دول الخليج الأخرى والامريكان أن يسمحوا للحوثين في أن يحكموا اليمن، مكنوهم!؛ كما مكنتم حركة طالبان بأفغانستان؛ وشكلياً أو نظرياً أن إيران تقف مع المضطهدين؛ فوصف الدولتين بالمضطهدتين!؛ وقال في مؤتمر الصحافي الذي عقب توقيع الاتفاقات ومذكرات التفاهم، أن على دول المنطقة ان تحل ازماتها بأنفسها، وقال ما معناه أن الخليج رجع إلى سكانه الأصليين.. وان المقاومة انتصرت.. وذكر أن إيران يمكن الاستفادة منها في مكافحة الإرهاب لنجاحها في مكافحته في العراق وسوريا.. تحتاج هذه العبارات؛ ألف تحليل وتحليل!؛ فهل خرجت أمريكا من المنطقة لتسلم أمنها وادارتها واقتصادها لإيران مقابل برنامجها النووي؟!؛ ربما نعم!؛ وربما لا؟!؛ وإذا نعم فهل تقبل دول المنطقة الخضوع لها؟!؛
فقد قال الرئيس الإيراني (ابراهيم رئيسي) أن الدولة اليمنية هي دولة مضطهدة؛ يقصد الحوثين قطعاً؛ وهذا اعتراف بان من يدير الدولة اليمنية هم جماعة الحوثي المنقلبين، ولا يعترف بالشرعية، بل أتهم الذين أتوا بطلبها بأنهم محتلون لليمن، وعليهم أن يرحلوا كي تحل الأزمة اليمنية!؛ ما لفت انتباهي أيضا هو أن حجم الاتفاقات ومذكرات التفاهم التي وقعت بحضور الشيخ تميم امير قطر والرئيس إبراهيم رئيسي، كانت كثيرة ومتنوعة؛ وهي تعنى بالاقتصاد والغاز والسياحة والطاقة!؛ .. ولكن ما اعجبني!؛ هو تعدد الأدوار والمشاركة في الجانب القطري للموقعين، والاحتكار أو الفردية من قبل جانب الايراني، حيث أحدهم بقي على مقعده ليوقع عديد الاتفاقات، ليدل على تركز السلطة بإيران والمشاركة بقطر!؛ فمبروك لقطر حصد نتائج مفاوضات (فينا) بين الغرب وإيران من قبل أن يعلن عنها رسميا بعد!