ثورة الـ 11 .. معلومات وحقائق وأرقام ؟

د. علي العسلي
السبت ، ١٢ فبراير ٢٠٢٢ الساعة ١٢:٥٩ صباحاً

إن ثورة الشباب الشعبية السلمية 11 فبراير المجيدة الاحتفاء بها ليس كذكرى فحسب، وإنما صيرورة وسيرورة تاريخية؛ أي أن الصيرورة من مصدر صار، انتقال الثورة من حالة الى أخرى، او من زمان الى آخر، وهي مرادفة للحركة والتغيير. وهي سيرورة من مصدر سار؛ أي هي سلسلة من الإجراءات او العمليات تتميز بتغيرات تدريجية تقود الى تغيير جذري شامل.. بمعنى أن الثورة حدثت ليكون التغيير، مهما واجهها من تحديات ومعوقات، فهي على الدوام تخوض معاركها في القضاء على الاستبداد والكهنوتية والانقلاب وضد الثورة المضادة حتى تتفرغ بعد ذلك لمعركة بناء الدولة الاتحادية المدنية الحديثة والديمقراطية؛ وتكون هي الضامنة لكافة الحقوق وكافة الحريات على قاعدة المواطنة المتساوية والتوزيع العادل للسلطة والثروة؛ والضامنة كذلك للمواطنين بالعيش بكرامة إنسانية، ومتمتعين بالحرية والعدالة الاجتماعية.. ينبغي الكتابة والتذكير أكبلر حيث أن الفجور قب بلغ ذروته عند خصوم فبراير ومن دون مبرر لذلك.. اللهم إلا انهم يتخادمون مع المنقلب الأخر في نكبته الحقيقة في الواحد والعشرين من سبتمبر 2014م!؛

إن ثورة فبراير كذلك هي امتداد لثوراتي سبتمبر واكتوبر ومؤمنة بأهدافهما، وهي تسير في خطاها الصلبة مدركة حجم الصعوبات والتحيات والاختراقات، وواعية لحجم الإمكانيات التي تمتلكها الثورة المضادة، لكنها مع ذلك تثق بأنها ستحقق أهدافها، كونها امتداد لسبتمبر واكتوبر، وكونها  ثورة شعبية سلمية لا تتوقف، لأن حاضنها ومعينها هو الشعب اليمني العظيم  بكل فئاته، ولذلك فهي تعمل على مسارات متزامنة ومتوازية، فهي تسعى بكل القوة لإنهاء الانقلاب، واستعادة مؤسسات الدولة، وبناء اليمن الجديد الاتحادي وفق مخرجات الحوار الوطني، الذي هو نتاج وثمرة من ثمراتها الكثيرة !؛ وسيأتي اليوم الذي سيناقش فيه اليمنيون مسودة الدستور والاستفتاء عليه مهما طالت أمد الحرب في ربوع اليمن!؛ والتأخير ناتج كما هو معلوم لكن بسبب انقلاب الحوثي على مخرجات الحوار الوطني، وعلى مسودة الدستور المصاغة وفقا له؛ وربما كثيرون يضللون ان شباب الثورة هم من حموا الحوثي في ساحة التغيير، نقول لهم ان الثوار كانوا واعين مبكراً لدور الحوثي عقب انطلاق الثورة؛ فقد مثل الحوثيون الخنجر الذي كان يطعن الثورة ويشوهها عند كل محطة وفي كل جمعة من جمعها المباركة؛ فكانوا رأس الحربة للثورة المضادة  التي خطط لها، حيث تم دعم هذه العصابات لتكون ممثلة للهاشمية السياسية، فدعمت بالمليارات لتقتحم صنعاء، فكان الانقلاب في 21 سبتمبر 2014 وهو أُس المعوقات لثورة الشباب ،حيث قام الحوثين بتعطيل مشروع الدستور الناتج عن مخرجات الحوار الذي رعته الأمم المتحدة. وأمام تسارع القوى المتخلفة لمد يدها للهاشمية السياسية، كي تمزق اليمن وتمزق النسيج الاجتماعي، والتي تحاول على الدوام طمس الهوية اليمنية. فقد  أدرك الثوار هذا الدور الخبيث للحوثين عندما كانوا يفتعلون المشاكل في الساحة وعلى المنصة ويخالفون كل فعل ثوري؛ وعند استقبال مسيرة الحياة  ندما حاولوا حرف المسيرة عن وجهتها ورسالتها العظيمة واسفر فعلهم هذا عن مجزرة مروعة راح ضحيتها (9) شهداء و(61) مصاباً بالرصاص الحي إصابات مختلفة، و(387) مصاباً بالغازات السامة، بسبب الحوثي وأهدافه ووجود بعض مسلحيه وشاراتهم في وسط المسيرة؛ والمسيرة فعلا أظهرت تقاطع مصالحهم وتحالفهم مع الرئيس السابق ( صالح)، تصرفهم في استقبال المسيرة بين للثائرين حجم ودرجة التنسيق بين الجانبين. إذاً الحوثة خانوا ثورة الشباب وخانوا الحوار وخانوا حتى من تحالف معهم!؛ كما أن من أكبر العوائق أيضا وجود راكبين قطار الثورة، وهم لا يمتون بصلة إليها!؛ إن ثورة فبراير لم تكن ضد أشخاص أو أحزاب، بدليل انضمام كثير منهم للساحات "قادة عسكريون، أقارب، سفراء، وزراء)، ودليل أخر غض الطرف عن منح الحصانة لمن أوغل في قتلهم وهم يتظاهرون بصدور عارية أو وهم يؤدون الصلوات في ساحاتهم. فبراير قامت ضد منظومة، ضد فساد نظام، وضد تصرفات وعبث المسؤولين في مواقعهم لا شخوصهم!؛ 

ومن الحقائق أن ثورة فبراير أفرزت حكومة مدنية، لها صلاحية وجزء أصيل من القرار برئاسة الأستاذ محمد سالم باسندوة؛ غير أن هذا لم يروق لصالح وحلفاؤه!؛فاتجهوا لفرض دولة الكهنوت الحوثية بالقوة والحرب!!؛ 

 

 ومن الحقائق أن بعضاً ممن كانوا خطباء الثورة، هذا العام ازاحوا الكمامات عن افواههم وأنوفهم، فانتشرت فيروساتهم ورائحتهم اللا ثورية، فظهروا على حقيقتهم؛ فاعتذروا لفبراير بأنهم لن يحتفلوا بها هذا العام؛ وقد بالغ بعضهم بوصف صفا قاتل الثوار في الساحات بالشهيد؛ فما المبرر يا ترى؟!؛

 وبرروا بأن المعادلة قد تغيَّرتْ اليوم، وتبدَّلتْ المواقع، تمد يدك اليهم وهم ينهشون فيك اخي شوقي القاضي وفي ثورتك؛ فأين انت وهم في جبهة واحدة؟!؛ وأين انت وهم  شركاء ومُصطَفِّين لمواجهة عدو واحد؟!؛ 

ألا ترى تحالفهم مع الحوثي لحد الآن؟!؛ فما هذا الارتداد!؛ ثمّ لماذا هذا الغزل غير الثوري  لأنصار صالح؟!؛ وعلى نفس المنوال واحد أخر يكتب ويتمنى عودة كافة أركان نظام الرئيس ” صالح”، وعودة الفساد ورجال الفساد!؛ ودفن ثورة فبراير إلى الأبد!؛ فلتتمنى؟!؛ولن تجد ما تتمناه!؛ صار واجبا حقا على فبراير أن تفرز الصفوف وان تحشد المؤمنين وان يظهروا في تيار يدافع عن المكتسبات ويتصدى لهذا الفجور عند الخصوم!

  #تحية_لثورة_11فبرايرفيذكراها_11

الحجر الصحفي في زمن الحوثي