لماذا نخشى من زيارة الطبيب. او المرشد النفسي؟؟

كتب
الثلاثاء ، ٠٨ فبراير ٢٠٢٢ الساعة ١٠:٠٨ صباحاً

مقال للكاتبة / ابتهال الأغبري

مختصة إرشاد أسري ومستشارة نفسية

زيارة للطبيب النفسي تبدو فكرة الذهاب إلى الطبيب النفسي داخل مجتمعاتنا العربية مُخيفة لدى الكثير منا، ربما جاءت هذه الفكرة نتيجة الصورة النمطية التي زُرعت في عقولنا من خلال صورة الطبيب النفسي في السينما أو الدراما، والتي دائماً ما تشير إلى أن الطبيب النفسي ربما يكون مستغلاً لحالة المريض الجالس أمامه، أو أنه مجرد مريض آخر في ثوب طبيب، هناك أفكار كثيرة حول هيئة العيادة النفسية كيف تبدو، وهل هي تشبه ما نشاهده على شاشات التلفاز؟ لكن يبقى دائماً السؤال الحائر: لماذا تخشى الأغلبية الذهاب إلى الطبيب النفسي؟ لا أجد إجابة واضحة وشاملة لهذا التساؤل، لكن هناك إجابة مقنعة بالنسبة لي، هي أننا نخشى الوقوف أمام أنفسنا، نخشى تعري أرواحنا، إننا ندرك حجم الضعف داخلنا ومساحة الاحتياج التي نريدها، ونظراً لصعوبة تحقيق هذا الاحتياج نقف عاجزين أمام إحساس الكشف عن الجزء المستور من مشاعرنا، حتى نتفادى رؤية مدى هشاشة هذه المشاعر المتآكلة. يقول الطبيب النفسي كارل يونج: "سيفعل الناس أي شيء، مهما كان سخيفاً، لتجنب مواجهة ضمائرهم". يقول أحد الروائيين: "ليس ثمة ما يرغب فيه المرء أكثر من تحرّره من بلاء، لكن ليس ثمة ما يخشاه أكثر من سلبه سنده". وأظن أن هاتين المقولتين دليل قاطع على خوف البشر من مواجهة أنفسهم. أؤمن أن لكل منا غرفة مظلمة داخل روحه، تلك التي يخبّئ فيها كل الأشياء التي افتقدها، أو التي يريد الحفاظ بها على الأحلام

التي لم تكتمل، وفيها النُّدوب التي نخفيها عن أعين من هم حولنا، المشاعر المُنكسرة التي تَسبَّب فيها الآخرون، الدموع التي نأَبَى أن نُخرجها أمام من رحلوا عنا، الهواجس وتخيلات الوحوش التي تسكن تحت السرير، تلك الغُرفة التي نخشى على أنفسنا أن ندخلها حتى لا نتساقط أمام هذا العالم. هذه الغُرفة التي أردت أن أعرف ما تحتويه بداخلها، ليأتي قرار الذهاب إلى العيادة النفسية، كان الأمر أشبه بإحساس المغامرة، كمَن قرَّر الغوص داخل أعماق روحه، وليس لقاء مريض بطبيب

 

 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي