الحوثيون فشلوا في الامتحان ونجحت الشرعية بدعم الإمارات !

د. علي العسلي
الاثنين ، ٣١ يناير ٢٠٢٢ الساعة ١٠:٤٣ مساءً

أي عمل يقاس بنتائجه، والحوثيون ها هم في إعصارهم الثالث ولم ولن تترنح الإمارات؛ بل العكس أصبحت أكثر إصرار على تخليص اليمنين من الحوثين ومشروعهم الأيدلوجي (الفارسي) في اليمن السعيد؛ والذي لن يكون سعيدا إلا إذا انتهى الانقلاب واطماع فارس باليمن، ولن يتحقق ذلك إلا إذا انضمت الامارات العربية المتحدة إلى المملكة العربية السعودية لتبني ضم اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي! 

تعالوا لنجرد ونعرف من الذي استفاد؟!؛ من نجح ومن فشل؟!؛ ومن الذي تأثر من حماقة الحوثة وأعاصيرهم الدائرة عليهم ((حيث يُعرّف الإعصار بأنّه إحدى الظواهر المناخية التي يتشكّل فيها نظام دائريّ من الغيوم والعواصف الرعدية ذات الدوران المُغلق والمُستوى المُنخفض)) ؛ وترجمة هذا التعريف هو أن الحوثة يرسلون صواريخ ليغلقوا على انفسهم ومستوى تقدمهم يتراجع، وينخفض نصيبهم من اية مشاركة في المستقبل؛ صاروخه في الاعصار الثالث تم اعتراض وشظاياه ذهبت للأماكن غير المأهولة؛ ثم انظروا للرد أتى وسيأتي قوياً وحاسماً؛ فمن التجارب فإن الحوثة يبدؤون بالعدوان والفعل، فتدور عليهم الخسائر في شتى مناحي الحياة!؛ فبعد استهدافهم الأول (إعصار واحد)، والثاني (إعصار اثنين) على الإمارات، لم يثبت أن الإمارات خضعت أو ستخضع.. فالإمارات تحركت عسكريا واستهدفت المخابئ الحقيقية للأسلحة والافراد؛ والأيام حبلى بإظهار نتائج ما حصدته من رؤوس وصواريخ وطائرات!؛

 إضافة الى ما سبق، فقد عطلّ التحالف لأيام ما كان يدّر على الحوثة ملايين الدولارات من الانترنت، فاقتصاد الحوثة الهش هو الذي يتضرر باستمرار وليس العكس. وتحركت الإمارات على الأرض بدعم العمالقة وتحقيق المزيد من الانتصارات، ولم تكتفي بالعمالقة المتشكلة التي اثبتت القدرة على تسجيل الانتصارات وأصبح ذكرها يجلب الرعب والهلع والخوف للحوثي؛ لأنها ولا عملية قامت بها، إلا واثبتت اقتدارها وحسمها لها!؛العمالقة البطلة المدربة والمسلحة اماراتيا كشفت كم أن الحوثة هلاميين وأن نهايتهم باتت قريبة في صنعاء وفي سائر المحافظات المسيطرين عليها!؛

.. قلت.. لم تكتفي الامارات بدعم العمالقة المتشكلة لمحاربة الحوثة وايقاع الهزائم بهم، بل ها هي تشكل وتؤسس على منوالهم عمالقة في كل محافظة لا تزال تحت سيطرة الانقلابين!؛

 أما على المستوى السياسي والدبلوماسي فقد استطاعت الامارات أن تغير نظرة العالم لعصابة الحوثي بعد أن كانت كثير من الدول الغربية وشعوبها تتعاطف معهم، وبدأت تضغط على دولها بعدم التسليح للتحالف، عمليات الحوثة على الامارات تحديدا بخرّت كل الذي كانوا قد كسبوه من تضليلهم للعالم بالمظلومية والملف الإنساني الذي هم سببه قبل غيرهم !؛

واستطاعت الامارات وبسرعة جمع الدول العربية وانعقاد مجلسها في القاهرة، والاقرار بالإجماع على تصنيف الحوثين جماعة إرهابية. وطالبو الدول ومجلس الأمن بالأمرؤ ذاته. ومستمرة بتحركها الدبلوماسي لإقناع الإدارة الامريكية لفعل الأمر نفسه. وسيعاد الحوثيون لا محالة في القريب العاجل منظمة إرهابية اجنبية لدى الإدارة الامريكية!؛ وحظيت الامارات بزيارة مفاجئة للرئيس (السيسي)، داعم ومتضامن؛ وتكللت بإرسال قوات مصرية من أقوى جيش في المنطقة والعالم لتدريب وتأهيل الجيش اليمني، وربما القتال معه وفي صفِّه!؛

أما على المستوى العسكري ورغم تطبيع الإمارات مع الكيان الصهيوني، إلا أنه كان محظوراً عليها الأسلحة الدفاعية الاستراتيجية بـــ" فيتو" صهيوني، أعاصيركم أمّنت وسيؤمن لهم هذه الأسلحة!؛برضا ومباركة صهيونية هذه المرّة، خصوصا بعد ارسالكم الصاروخ ورئيس الكيان الصهيوني هناك!؛

 فمن المستفيد يا "بجم" أنتم أم الامارات؟!؛ وباستفزازكم واستعراضكم واملائكم الأهبل على الإمارات؛ جعلها تقبل بالشرعية رغم موقفها من بعض مكوناته، شكراً لكم أيها الحوثة على أن عدتم للشرعية الامارات!؛لقد وحدتم الشرعية مع الامارات؛ وسنرى قريبا النصر من هذا التلاقي في عمل عسكري سيفضي على الأرض انتصاراً؛ وسيدشن بداية النهاية لتحكمكم باليمن وأهله؟!؛ ولقد قال وزير الدولة الإماراتي في هذا الشأن السيد " أنور قرقاش" مستشار رئيس الدولة في الامارات العربية المتحدة:  "استفزازنا  لم يجدي نفعاً، فنحن لا نرى في تهديدات المنظمات الإرهابية وخيالاتهم المبنية على الأوهام أكثر من أمر عابر سيتم التعامل معه بما يضمن أمننا وسيادتنا الوطنية. ومخطئ من يمتحن الإمارات"، فبإرسال الصواريخ إثبات وتأكيد الإرهاب وعدم نيتكم للسلام، أما تأثيرها فصفر، وتجرؤكم سيعجل بإنهائكم، وستندمون!؛ اتركوا الاحلام والخيالات والأوهام؛ وثقوا أن الإمارات لن تخض لاستفزازكم وابتزازكم!؛

من أمس وعاجلكم لم يتوقف من بيان هام لعمليتكم الواسعة في العمق الاماراتي؛ جاء البيان من قبلكم مقتضب بعد ساعات من تهيئة الناس لسماع ما بجعبتكم، لم يجدوا فيه شيء جديد؛ فعرف الجميع أن ما قمتم به تريدون فقط ارسال رسائل من انكم قادرون أن ترسلوا صاروخا إلى الإمارات وكفى!؛ وربما  كان هدفكم ايضاً جذب الاعلام تجاهكم لترسلوا رسائل استعطاف وتمنيات على الامارات ألا تدعم العمالقة وألا تتدخل في اليمن، وصاروخكم هذا قد يكون رسالة واضحة أيضا يخبر عن قرب فشل محادثة "فينا" لا غير!؛إلا إذا انقذ المحادثات الجارية في فينا امير قطر الشيخ (تميم) الواصل لتوه للبيت الأبيض؛ وربما رسالة أخرى تحذيرية للكيان الصهيوني من إيران (عبركم)، من انه لو فشلت المحادثات في فينا وفكرتم بضرب ايران، فسيتم الردّ بمثل ما أرسلتم صوب الإمارات لهز كبرياء وغرور الكيان وفقط!؛

انتبهوا يا حوثة تعتبروها بطولة أن ترسلوا صاروخا للإمارات ورئيس الكيان الصهيوني موجود فيها؟!؛ التزامن ليس ببطولة، بل لعلّه رسالة تطبيع وتطمين مع الصهاينة بعد هذا الصاروخ وإثبات حسن نيتكم من أنه ليس الكيان ضمن بنك اهدافكم!؛ ومن انكم لا ولن تستهدفونه؟!؛ 

ربما كان الحوثة يتوقعون صدى لإطلاق صاروخهم بوجود رئيس الكيان الصهيوني في الامارات؛ ومن أن الصهاينة بمجرد سماعهم للخبر سيسارعون إلى إجلاء رئيس كيانهم على الفور، وبذلك سيستفيد الحوثي إعلاميا.. لا شيء من ذلك حدث أكمل زيارته حسب ما هو مقرر، وبيّن مكتبة ان الزيارة مستمرة ولا خطر عليه!؛ بل لقد كان ذلك كافي للمتابعين من أنه لا عملية واسعة ولا يحزنون!؛ وتبين من بقاء رئيس الكيان الصهيوني دون مغادرة الامارات، من أن الامارات هادئة ولا يوجد خطر حوثي حقيقي يعكر من استمرار زيارته؛ وهكذا جاء التوضيح من القيادة الإماراتية للهجوم؛ فقد أعلنت وزارة الدفاع الإماراتية الليلة الماضية أن دفاعاتها الجوية اعترضت ودمرت صاروخا باليستيا أطلقته جماعة الحوثي من اليمن باتجاه الإمارات، ودمّرّت على الفور المنصة التي أطلق منها؛ وانتهى الأمر!

أيها الحوثة لم ينهار الاقتصاد الإماراتي بصاروخكم، ولم تنهار الأبراج، ولم يغلق معرض" كسبو" دبي، ولم يرحل المستثمرون والمقيمون، ولم يتم حتى إجلاء رئيس الكيان كما كنتم تتوهمون للاستفادة من خبر إجلائه، حتى هذا حرمتم منه!؛ "إيـــلات" يا حوثة ليست بأبوظبي ولا بدبي؛ وإذا لكم القدرة على إيلام العدو الصهيوني، فأضربوها بشكل مباشر، إن كنتم تتجرؤون!؛ اعقلوا واستوعبوا الدروس.. فالشرعية أنتم من أنجحها بإمالة الامارات إليها ... وأنتم "رسبتم" لاعتمادكم على الغش من "إيران"!؛فمتى ستتوقفون عن الغش وتعودوا لوطنكم ويمانيتكم؟!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي