عجيب ومريبة هذه الإحاطة يا غروندبرغ ؟

د. علي العسلي
الاربعاء ، ١٢ يناير ٢٠٢٢ الساعة ١١:٠٩ مساءً

ففي الوقت الذي فيه جميع اليمانيون يحتفلون ويباركون ويهنون لبعضهم وللقيادة الشرعية وللشعب اليمني، بتحقيق الانتصارات و التي لولا توحدّ اليمنين وتراصّهم، لأنهم غرفوا عّدوهم الحقيقي لما تحقق ما تحقق مع بداية العام 2022؛ فمن خلال توحد اليمينين في الجانب الاقتصادي و السياسي والعسكري (لكل التشكيلات مع المقاومة والقبائل)؛ حصلت هذه الانتصارات التي أذهلت العالم، وأدت إلى انهيار شبه تام للحوثين، فلماذا يأتي المبعوث بإحاطته اليوم بحسب ما قرأت ببعض المواقع وقناة الجزيرة من  أنه قال أن " التطورات  الميدانية عائقا أمام السلام والتصعيد العسكري الأخير من أسوأ ما شهدته اليمن منذ سنوات"، فإن كان قال هذا؟؛ فهو يحاول أن  يواسي الحوثة ويرفع من معنوياتهم ويبعث في عروقهم الحياة مرّة أخرى، فهم يتلقون الهزائم وألوية الجيش والعمالقة تلاحقهم على مدار الساعة..!

نعم!  لقد قدم التحالف والجيش الوطني وألوية العمالقة والمقاومة والقبائل صورة فريدة للتوحد والتنسيق، اسفرت عن ملاحقة فلول الميليشيا الحوثية الانقلابية وتحرير مديرية بعد أخرى، ومحافظة تلو أخرى، ولقد أطلق من شبوة إعلان عملية "حرية اليمن السعيد"، وانطلقت للتطهير، وستعم كل مكان بأرض اليمن...!

في هذا الوقت   يأتي السيد " غروندبرغ" ليقول لمجلس الأمن أن اليمن ((يزداد تفككا)) على المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية وعلى أطراف الصراع استشعار المسئولية.. ترى لماذا يقول ذلك؟؛لأن المنتصر هذه المرة الحكومة الشرعية التي يعترف بها الألم؟!   إن المبعوثين الدوليين دائماً ما يفضلون التحدث بنصوص يغلب عليها الضبابية أو (الرمادية)، والتي لا تعكس الحقيقة، بل تثير هواجس وريبة الدول، وتهدف إلى زيادة إحباط اليمنيين، الذين يتطلعون إلى يوم جديد، وفجر جديد، يتطلعون إلى الحرية لليمن السعيد، المعلن عنه قبل يوم واحد من إحاطة المبعوث.. أفلا يكون قد سمعه وأدرك كنهه أم لا؟!؛ التحالف بدأ من يوم أمس يعمل على تطهير اليمن من رجس الانقلاب في أقرب الآجال؛ كي يتوجه التحالف مع اليمنين للبناء والتطوير، لينعم اليمن، باليُمن والبركة والازهار والتطور كباقي الدول المجاورة له خليجيا، حيث والمقومات تؤهله ليحتل هذا المكان المرموق وينخرط في مصفوفة دول مجلس التعاون الخليجي الانمائية والتطويرية الاقتصادية والصناعية والزراعية، وفي باقي المجالات! شاء ذلك المبعوث أم لم يشأ؟!

وبدل أن يقول المبعوث الأممي أنه يدعم ما قامت به الشرعية والتحالف، نظراً لتصعيد الحوثين والاعتداء والتمدد؛ و رفضهم  لكل المبادرات وعدم تنفيذ جميع الاتفاقات التفاهمات، التي قبلت بها الحكومة الشرعية ونفذتها، حيث قدمت تنازلات لا حصر لها من أجل حقن دماء اليمنين، ومن أجل توفير سبل العيش الكريم للشعب اليمني؛ غير أن الحوثة اعتبروا كل ذلك ضعفاً؛ فتمادوا في غيهم واعتدوا على البيضاء وشبوة ومأرب وقتلوا وسفكوا ونكلوا، فكان واجب على الشرعية وبالتنسيق مع التحالف العربي أن تتوحد الصفوف في جانب الحكومة الشرعة ومن يناصرها من تشكيلات انشأها التحالف، فتوحد اليمنيون من الساحل الغربي وحتى مأرب؛ فكان هذا التقدم السريع الذي يحرر الأرض والانسان مع بداية عام التحرير عام  2022 م؛ والذي اعتبره المبعوث الأممي ((تصعيداً)) مع بداية العام الجديد، أي اعتبره عام التصعيد .. يا سبحان الله استعادة ارض احتلها الحوثة تصعيد، مالك كيف ترى يا سيد ((غروندبرغ" ؟!؛ فعندما ((يتوحد)) اليمنيون تسميه ((تفكيك))، ما استعادته الشرعية نتيجة العدوان من قبل الحوثين تعتبره يا سيد "غروندبرغ" تصعيد، ما شاء الله عليك وهذا الاستنتاج البديع؟!؛ ماذا كان سيسمي المبعوث في إحاطته هذه، إذا بقيت تلك المناطق الشاسعة التي أعيدت بيد الحوثين؟!؛ أظنه كان سيسمي ذلك تحريراً، وفي أحسن الأحوال ،كان سيبدي قلقه وسيناشد الحوثي التوقف وعدم التقدم؟! قال المبعوث الاممي في احاطته اليوم كما تم نشره: " أن التصعيد العسكري يتزايد في اليمن مع بداية العام الجديد".. هذا كلام خطير وتحوّل!؛ وعلى الشرعية والتحالف عدم القبول به وتوقيف اللقاءات به حتى يعتذر ؟!؛  ..  ختاماً ... ترى لماذا تحرص الأمم المتحدة أن تختار لنا مبعوثين يعقدون الأزمات، ويطيلون أمد الحروب، لا القيام بما يُيسر وينهي الموت والدمار والابادة الحاصلة لشعب اليمن من جماعة إرهابية منقلبة على كل شيء في اليمن السعيد؟!!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي