بعض من ألمي في رثاء صديقي محمد ناجي

مكرم العزب
الأحد ، ٠٩ يناير ٢٠٢٢ الساعة ١١:٢٥ مساءً

بطبعي أني لا أستطيع أن اكتب عمن لهم مكانة عظيمة في فلبي بعد وفاتهم.افقد العنوان والبداية  واغرق في حزن سرمدي ،يعحزني عن تحريك أناملي،فقدت أناس احبهم كثيرا ولم اتمكن من الكتابة عنهم الا شذرا،أعود لأتذكر افعالهم واقوالهم،فاضعهم في منازل الأولياء والصالحين واستحقر  نفسي أن امد قلمي ويراعي لاخط كلمات في زوايا نفسي المظلمة بالحزن والالم واليائسة من اللقاء بهم.

من أصدقائي الذين احببتهم  كثيرا،بعضهم عشت معه دهرا فكان تربا وصديقا عزيزا مثل الشهيد  عبدالله أحمد عبدالعزيز رحمة الله عليه ومنهم من أحببت مواقفه الرجولية والوطنية الخالدة والقيادة الفذة إبان تحرير مديريتي مشرعة وحدنان كالشهيد مبارك هزاع ،ومنهم من كان فارسا للحرف ونبيل في التواصل الاجتماعي،صادق الفكرة واضح الهدف كأخي وصديقي المرحوم السينارست جمال الشخصي،ومنهم من له فضلا علي لن انساه،وتعلمت منه الكثير في حب الناس وحسن التواصل معهم،فاحببته كقائد وصديق وأب واخ فغادرنا قبل شهور،قائد سياسي من الطراز الاول الدكتور عبدالوهاب محمود رحمة الله عليه ... واخيرا غادرنا زميلي وصديقي وحبيبي المفكر الناقد محمد ناجي أحمد،عملاق من عمالقة الفكر والأدب وقائد تنويري من طراز رفيع، ما زلنا بأمس الحاجة إليه ،سكب جل عمره بطون القراطيس،وسقى من فكره مواقع التواصل الاجتماعي أملا بأن تثمر الصخور البائسة في مجتمع مقهور توشح الجهل غطاء،وعشاه الفقر،فلم يميز بين الأبيض والاسود...مات الرجل بأغلب الظن مقتولا،دون أن يلتفت إليه أحد،تركه رفاقه ومحبيه يصارع الموت وحيدا كما عاش وحيدا متصوفا زاهدا في محراب الكلمة لأجل الوطن المسفوح بالدم والنار والثار وعصابات أصحاب المشاريع الصغيرة...

محمد ناجي أحمد كان منارة في الفكر والأدب والسياسة والنقد البناء في مجتمع ملغم بالخرافات والاساطير،فترك خلفه ما يربو عن عشرين مجلدا بدأها  بكتاب " المذكرات السياسية في اليمن- قرأة نقدية" وختمها بمؤلفه بعنوان"هذا أنا ... بعض بوح مواقف ووجع"  في اسرار شخصيته.

محمد ناجي. حرم من ان يكون معيدا في الجامعة. وان ينال شهاداة الدكتورة المستحق لها بجدارة ؛ بسبب انتمائه الناصري مثله مثل آلاف من الناصريين،أعتقل بالسجون وحورب وهدد وأغري بالمال والمناصب ولم يبع مبادئه كما فعل البعض فظل وفيا لقيمه ومثله.

 للعلم. بأني أعتير الأستاذ محمد ناجي من أكبر مثقفي اليمن وربما المثقف الاول ممن ظلوا احياء،انسان قضى عمره قارئا وكاتبا وناقدا ومبدعا، اتذكر حين كنا ندرس فقد كان مدرسينا في كلية التربية وهم جهابذة الادب العربي من سوريا ومصر. مثل ثابت بداري،وناجي العمر وكزارة، وحسام الخطيب ،وسليمان العيسى ،فقد كان محمد ناجي يناقشهم بنديه ويوحي لنا بان ما يمتلكه من علم يفوق. مدرسينا فكنا نرجع إليه بمسائل كثيرة.

عزاؤنا للثقافة والفكر والأدب في اليمن والوطن العربي. برحيل هذا العملاق،فقد كان زميلي.في كلية التربية قسم اللغة العربية ودرسنا معا وتخرجتا معاوشاركنا في انتقاضة 1992م  في تعز،والتي قيد على أثرها إلى السجن مع بعض من زملائنا.

تعرض للابتزاز في الجامعة نتيجة لنشاطه الوطني واصدارة مطويات ومنشورات ادبية منها صحيفة البديل ،كما تعرض للابتزاز والصاق عدة تهم من أقرب الناس إليه فكرا وانتماء.

فقدنا هذا الانسان. الرائع والقائد التنويري النادر،فالمتابع لما كتبه في صفحته يدرك أن موته لم يكن طبيعيا. فقد تم اغتياله بطريقة الدراجة النارية في منطقة الحوبان التابع للحوثين وهو عائد من قريته لاصلاح بينه في الحوبان الذي هدم بسبب الحرب والأمطار.

الرحمة والغفران للاستاذ محمد ولجميع أحبتي واصدقائي ولا بد أن يتم كشف حقيقة موته ..والدهر فقيه

الحجر الصحفي في زمن الحوثي