وثيقة إخلاء «عبدالملك الحوثي» أظنها مفبركة وتمويه !

د. علي العسلي
الجمعة ، ٣١ ديسمبر ٢٠٢١ الساعة ٠٨:٣٦ مساءً

نشر مؤخرا مستشار وزير الاعلام الإعلامي المتألق احمد المسيبلي معلقا بأن عبدالملك الحوثي يكون  قد قتل بناءً على مضمون  وثيقة  سرية إيرانية ، سرّبها الحوثيون   شخصيا أعتقد أنها مفبركة، وتموهيه، وقد تمّ التسريب عقب تهديد المالكي الناطق الرسمي لقيادات التحالف العربي بملاحقة قيادة الحوثين، واستهدافهم، حيث قال لهم عليهم عدّ الأنفاس، فنحن نعلم أماكنهم هكذا قال، الوثيقة دمغت بدمغة سرية للغاية، حيث ورخت بتاريخ 23/12/2021م؛ ومردّ تشكيكي بها؛  أنها جاءت تحت موضوع تفعيل خطة إخلاء طارئة من صنعاء، والترويسة وزارة الداخلية "الحرس الثوري الإقليمي" وهذه الوزارة لا تتعلق بالشأن الخارجي؛ فهي مسؤولة حصراً عن إجراء الانتخابات والإشراف عليها والإبلاغ عنها، وعن الشرطة، والمسؤوليات الأخرى المتعلقة بوزارة الداخلية في الداخل الإيراني وليس خارج إيران . والوثيقة ممهورة على أساس بتوقيع وختم علي قاآني قائد فيلق القدس (راعي تصدير الثورة) (( المرعي الكبير ايه الله العظمى علي خامنئي))؛ يعني فيلق القدس مهمته خارجيه وهو يتبع خامنئي مباشرة؛ فلا تستقيم الترويسة مع التوقيع هذا من ناحية. ومن ناحية ثانية، فالحيثيات بيّنت أن قرار الاخلاء جاء بناءً على إرشادات مجمع تشخيص مصلحة النظام بالجمهورية الإسلامية في إيران، وهذا هو الأخر يناط به ثلاث مهمات: "أن يكون حكما بين مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) ومجلس صيانة الدستور في حال نشوب أزمة بينهما. أن يقدم إلى المرشد الأعلى للثورة (الولي الفقيه) النصح عندما تستعصي على الحل مشكلة ما تتعلق بسياسات الدولة العامة. أن يختار في حالة موت المرشد، أو عجزه عن القيام بمهامه بقرار من مجلس الخبراء، عضوا من مجلس القيادة يتولى مهام المرشد حتى انتخاب مرشد جديد"؛. فكيف يرشد لإجلاء عبد الملك الحوثي وهو ليس من اختصاصه، أو ليس من مهامه.؛ أما من جانب ثالث فإن الإيرانيين هم  من يقرروا  أن يكون عبد الملك قائد ثورة او يختفي وينتهي دوره ، بإجلائه واخباره بذلك للعلم ليس لانتظار قراره بالموافقة من عدمه؛ وكأنهم قد قرروا تهريبه وهو من يدعي أنه قائد ثورة "النكبة" التي حلّت على اليمن واليمنيين ؛ ثم أيعقل أن يحدد موعد الاجلاء زمانياً  ويصاغ برسالة رسمية ومتوقع جداً تسريبها أو الاختراق والتقاطها؟!؛ و الوثيقة منسوبة لمن؟؛ منسوبة لقاآني (المراقب) من كل العالم، إلى عبد الملك الحوثي المختبئ و(المراقب أيضا)، وتقول الرسالة إلى أن مهمة الاجلاء قد كلف بها ضباط من الحرس الثوري بالتاريخ المحدد بالوثيقة، وكأن الأجواء مفتوحة لهم .. هذا هو سبب تشكيكي بالعملية برمتها!

ثم لو افترضنا أن الوثيقة صحيحة مائة بالمائة، والمسربين هم الحوثة القريبين جدا من عبد الملك، وليس من قبل المخترقين له ولدائرته الصغيرة، فلماذا يذهب البعض لاعتبار  الرسالة توحي بأن عبد الملك قد قتل، فقد يُحتمل أيضاً سيناريوهات  أخرى منها أن عبد الملك قد يكون اصلاً في إيران ابتداءً، وإعلان  الإجلاء تحصيل حاصل وظيفتها إثبات أن عبد الملك  كان في اليمن  لتاريخ الإجلاء، والاجلاء والتهريب استعراض قوة للإيرانيين إعلاميا وعلى الواقع لا شيء من ذلك ؛ وإعلان الاجلاء مثله مثل تهريب حسن ايرلو للعاصمة صنعاء، وإعلان  تنصيبه سفيرا لإيران فيها، وحقيقته أنه كان في الأصل في صنعاء كما تناول العديدون هذا الامر؛ ولربما من سيتعين خلفه هو أيضا في صنعاء، وسيقال ان ضباط الحرس الثوري اوصلوه لصنعاء، فلا توصيل حصل لسفير، ولا إجلاء حصل لعبد الملك ؛ فلأول كان اصلا بصنعاء، والثاني  هو بالأصل بطهران ..؛ أو أن التسريب قد يكون  جاء على خلفية  إعلان التحالف أنه يعرف مكان عبد الملك الحوثي وغيره من القيادات ، ومن أنه تحت انظار التحالف، وانه قد تقرر حصده، فيشوشون بهذه الوثيقة حتى يؤمنونه من الاستهداف.!؛

ولكن وفي كل الأحوال؛ إن صدقت الوثيقة؛ فالحوثيون ليسوا احراراً، ولكنهم توابع للإيرانيين، ويؤكد فعلا ان لا قرار لهم حتى على مستوى الحماية الشخصية! ومن أنهم جبناء ويخافون على حياتهم، وفقط ضحوا بأبناء اليمن لمشروع ايران الباطل في اليمن؛ اعتقادي الشخصي أن الوثيقة المسربة هي مفبركة وتموهية، وليست صحيحة، وما يشاع عن اختفاء الرؤوس الكبار إلا لدليل على ان رسالة التحالف العربي في المؤتمر الصحفي الأخير قد وصلت وتم استيعابها وترجمتها بإخفاء قيادة الصف الأول من الحوثة!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي