سامحوني إن قسوت فالقسوة على من نحب بعض الأحيان فرض

مكرم العزب
الأحد ، ٢٦ ديسمبر ٢٠٢١ الساعة ٠٧:٠٥ مساءً

في الذكرى ال 56 لتأسيس تنظيمنا المناضل"التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري" بداية أجدد العهد والوفاءلهذا التنظيم واعتز بالانتماء إليه،واترحم على كل شهدائنا،ولن أقول كلاما منمقا أجوف لأسحر الناس بجماله وروعته كما تعودنا من المنظرين، ولكن أتمنا أن يكون لنا وقفات جادة لتقييم الأداء للقيادات واللوائح والنظام الداخلي بغرض التطوير والاستفادة من الأخطاء ،ولاضير بإن تكون تلك المناقشات والانتقادات على العلن وعلى مواقع التواصل الاجتماعي... 

فنحن تنظيم يؤمن بالحرية،ويعتمد النقد الذاتي من أوائل ما تربينا عليه، فرغم التاريخ المشرق لهذا التنظيم السياسي ولا يوجد فيه نكتة سوداء تجعلنا ننكر الانتماء إليه،فثيابنا بيضاء ناصعة البياض،وعملنا أخضر في تمني الخير لكل أبناء الوطن والعروبة؛ لكن يتهمنا الكثيرون بأننا تنظيم نخبوي متعالي وليس لنا اي صلة بالجماهير وهذه ليست صفة الناصريين الحقيقين، كما يوصمنا البعض بأننا تنظيم انحرف عن مساره الوطني واصبح تنظيم خاص بقرية معينة في ريف تعز، وتواجدنا الجماهيري محصور بمحافظة واحدة، وغياب لدرجة انه ليس لنا ذكر في اغلب محافظات الجمهورية،يتهمنا البعض بأننا لم نستطع إدارة أزمة الحرب بشكل صحيح واتحنا الفرصة لأحزاب لا يتعدى عمرها بضع سنوات لتشغل الفراغ السياسي الموجود بدون أي أهليه لذلك، ويتهمنا البعض بأننا انفصاميون بالعمل السياسي ، نعارض ونحن مشاركون بالحكم ،نقتسم الكعك مع العصابات والمتنفذون والمليشيات ليلا،ونوجه لشركائنا التهم نهارا، يرى البعض بأن التنظيم الوحدوي الناصري  يعاني من أزمة قيادات،ليس بسبب انعدامها في التنظيم ولكن بسبب سيطرة مجموعة على القيادات الوسطى والعليا في ظرف الحرب وتسخير كل امكانيات التنظيم وتاريخه للبحث عن المصالح الشخصية الضيقة،كما يرى البعض في القيادات داخل التنظيم بأنهم مجموعة انتهازيين ووصولين يستخدمون التنظيم وتاريخه  لتحقيق مكاسب شخصية.

 ينتقدنا الكثيرون من قواعد التنظيم بأن القيادات التي شاركت في سلطة الشرعية تنكرت للقواعد وادارت وجهها عليها،ولم تتفاعل مع قضاياها المطروحة عليهم يوميا،ويرى ناشطون ناصريون بإنهم لم يروا من أي قيادي ناصري تفاعلا او حتى أي استجابة مع مظلومياتهم في استبعادهم من وظائفهم وحرمانهم- بسبب انتمائهم ومواقفهم من الفساد- من ابسط الحقوق كمواطنين على سبيل المثال حرمانهم من حقهم بالحصول على الاغاثة ،رغم أن رئيس لجنة الاغاثة ناصري، ورئيس لجنة الإغاثة في تعز ناصري،ويعيدون البعض هذا الموضوع إلى أن تلك القيادات عملت منذ بداية أيام الحرب مع الحزب المتنفذ بمقابل شراء ولائهم بالأموال والرشاوي،رغم التشهير بهم بأنهم سرقوا 670ألف سلة غذائية ،وتولت القواعد المطحونة مهمة الدفاع عن تلك القيادات،لتجازئ بحرمانها من حقوقها كما جزي سنمار.

ينتقدنا البعض بأن التنظيم منذ بداية الحرب فقد الاتصال والتواصل مع كوادره وقواعده وقياداته،ويعمل بجزر مفرقة بين المهحر والداخل، وابتعد عن العمل الجماعي وحول إلى ما يشبه الحانوت القديم الذي يختزله صاحبه بدرج وكرسي وكيس لتجميع الأموال.. 

ينتقدنا البعض بأن الترشيح لبعض المناصب في الحكومة بأتي بشكل شخصي من اشخاص، فقد تولى شخص ما من بعد 2011 مسؤلية وكيل قطاع  في وزارة كبيرة،برغم أنه لم يمضي منذ انتمائه للتنظيم بضع أشهر ،ورغم أن هناك من أفنى عمره مناضلا في صفوف التنظيم ولديه كل المؤهلات خصوصا في القطاع النسائي للتنظيم ،والأدهى والأمر ان يرتكب هذا الشخص اخطاء تنظيمية كبيرة مخالفا لتوجهات التنظيم بالاصطفاف مع الشرعية،فيكافى بان يعين رئيس قطاع داخل التنظيم فيما بعد،وكل ذلك بصفات شخصية بعيدا عن الأسس واللوائح والأنظمة..

ينتقدنا البعض بان التنظيم الناصري أصبح ملك لأشخاصوعصابات،ولم يعد لنا إلا ذكر التاريخ والأمجاد،حالنا كحال أولئك الدراويش المتواجدين في ظريح الشيخ الباهوت احمد بن علوان،يتغنون باحمد بن علوان ويمارسون عكس ما يقولوه عن مناقب الشيخ، واصبح حالنا ينطبق عليه المقولة المعروفة" القبقبة للولي والفائدة للقيوم "

عفوا إن جرحت مشاعر البعض بصراحتي ولكنها الحقيقة المرة ،وإن سالت دموعي بين ما سكبته من أحرف حزنا على ما وصلنا إليه في تنظيم عولنا عليه ليكون قالبا وطنيتا بديلا  للقوى التقليدية،وهذا غيض من فيض والقلب مملوء مما أعرفه حقا وسامحوني .....  فالدهر فقيه .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي