حسن أيــرلو في ذمة الله .. أتى لليمن ليس حاملا غصن الزيتون، ولا باقة ورود، ولا حاملا راية السلام.. أتى إلى اليمن حاملا معه الموت والقتل لليمنين، ومن يزرع الموت للأخرين حتماً يجده أمامه.. جاء ايرلو لصنعاء متخفيا وعندما ظهر لم يظهر معه ايضا الألاف الذين لايزالون متخفيين في صنعاء وفي الجبهات، ممن يوصفون بالمقاومة والممانعة؛ جاء مع ايرلو ضباط من الحرس الثوري الإيراني (من خبراء ومدربين ومقاتلين)، وأتت معه الالاف من الطائرات المسيرة، وأجزاء الصواريخ البالستية وخبراء التركيب والمُتحكّمين والمُطلقِين! هذه هي حقيقة ايرلو ضابط الحرس الثوري!
وليس صحيحا ابداً ما يحلو لبعض المحللين والنشطاء والمنجمين أن الرجل قتل او اغتيال نتيجة لخلافات بين أجنحة في الحوثين، وهل للحوثين أجنحة أيها السطحيون؟!؛ الحوثة هم جناح واحد يأتمرون جميعهم بأمر من واحد اسمه "عبد الملك"، وهذا الواحد يستمد الدعم والمدد والتوجيه من واحد أخر في طهران "علي خامنئي"، وقد يشترك معه في المشورة والاسناد واحد أخر هو في الضاحية الجنوبية ببيروت السليبة!؛فكفوا عن التنظير وطرح سيناريوهات ليست قريبة من الحقيقة!
مات ايرلو .. وماتت معه الاهداف والخطط التي كانت تعد للفتك باليمنيين .. بموته فشلت ايران في مأرب، وان شاء الله في كل اليمن..مات ايرلو وبعد الموت ما علينا إلا أن ننبه، ونذكر من بعث ايرلو لزرع الموت لليمنين؛ فنقول لهم اتقو الله، فالموت المكلف من الله بنزع الأرواح للبشر، هو مَلَكٌ الموت، وهو يعرف اسباب موت من ينزع أروحهم، فالملك نفسه يلحق بالجاني والقاتل ولو بعد حين؛ فارفعوا أيديكم عن اليمن واليمنين، فوفروا دمائهم، فبتوفيرها توفروا دمائكم ايضا، وانهجوا الدبلوماسية وقد تجدون مصالحكم دون موت لكم ولليمنين!
فلو أحداً كلف نفسه متابعة الاعلام الحوثي وزوامله، وايران واعلامها، وكأنهم لا ندّ لهم، ويتحدون الكرة الأرضية بحالها، ويتباهون بانتصارات بعضها وهمية او مفبركة، ويدّعون الشجاعة والصدق ،وهم كاذبون يحرمون قتلاهم حتى من صفة تسمية شهداء عند اتباعهم لمن استهدف وقتل من قبل الشرعية والتحالف، وجدوا لهم "فيروس كورونا" اللعين لمن يقتلونهم ويغتالونهم بأيديهم ، أو لمن يقتلون من قبل الشرعية والتحالف ولا يريدون الاعتراف للمحافظة على معنويات افرادهم؛ أليس هذا الفعل هو الجُبن ذاته؟!؛ فأين اذاً الشجاعة التي تعرض بإعلامكم؟!؛ واين قول الحقيقة لأهالي المقتولين وهم يسألون من قتل ذويهم؟!؛ خزاكم الله.. فلم تجدوا سوى فيروس كورونا الذي لا يرى بالعين المجردة، كما أنتم لا ترون ولا تمارسون حياتكم بين الناس خوفا من الاستهداف!؛لكن بعض ادعاءات الحوثة وإيران سرعان ما تتكشف. فعلى سبيل المثال ايرلو الذي قيل عنه "حوثيا وايرانيا" انه اصيب بكورونا.. فالخارجية الإيرانية نعت ايرلو بالشهيد، وبالعادة وفيّات كورونا يدفنون دون حضور تجمعات، وهذا مالم يُشاهده العالم في طهران، فقد رأوا حشودا في جنازته، وحشودا جاثمة على جسده يتباكون ويتباركون به!؛ ورأى بعض العالم تغريدة الخارجية الايرانية التي كتبت تصف الضحية بالشهيد وتتوعد بالرد، لكنه نفس الخوف؛ حيث سرعان ما رفعت من قبل وكالة الانباء الايرانية بعد ساعات من نشرها، أي حذفت!
المعركة لم تعد بين المعسكرين العربي بقيادة المملكة، والشيعي بقيادة إيران، حرب باردة، إعلامية فحسب، بل وصلت إلى المواجهة العسكرية، فمن أمتلك قرار الحرب ونفّذه عليه أن يمتلك الشجاعة الأدبية في اعلان القتلى ((الخسائر))؟!؛ فمتى سيرتقون إلى إظهار كل ما يجري على الأرض من دون إخفاء؟؛ ينبغي ان الذي يجري يعلن لا يجب أن يكون غامضاً!؛ لأن في اليمن حرب، ليست لعبة أتاري!؛ أعلنوا كل شيء في بياناتكم بوضوح، فالمسألة حرب وليست أيضا عملية استخبارية يفضل اخباءها؟!
ايرلو قد يكون استهدف مع قيادات أخرى سيعلن عنها لاحقا بنفس الطريقة الباهتة، او قد تكون بداية لاستهدافات تصل إلى قيادات الحوثين المخبأة؛ فهل مقتل ايرلوا هو إيذانا بصفحة جديدة من الصراع والمواجهة المعلنة واستهداف من لم يستهدفوا سابقا؟؛هذا ما يراقبه المتابعون؟!؛
أعود لعنوان المقال لأذكر الإيرانيين؛ فأقول لهم لا تصدروا الموت لليمنين، فقد يلقاكم هناك نفس المصير الذي تصدروه إلى اليمن المكلومة، التي تشكي لربها ما تعانيه من اسلحتكم وألغامكم!