هـروب ايرلو أو إخراجه.. التنجية واحدة .. رفع اليد الفارسي عن اليمن؟

د. علي العسلي
الاثنين ، ٢٠ ديسمبر ٢٠٢١ الساعة ٠٤:٣٦ مساءً

هذا المقال بإذن الله يهدف إلى إعطاء جرعة تفاؤل.. أتمنى من الله أن تتحقق فعليا على الأرض اليمنية، ولا تكون مجرد أحلام أو تنجيم !؛ فابدأ بسفرة دولة رئيس مجلس الوزراء العملية والمثمرة إلى الرياض من مقر عمله الدائم بالعاصمة المؤقتة عدن؛ والتي أتوقع ستعود بالخير على الوطن، وعلى الموظفين وجميع المواطنين؛ وصل الرياض والتقى مباشرة بنائب وزير الدفاع السعودي سمو الأمير خالد بن سلمان مسؤول الملف اليمني العسكري والاقتصادي والسياسي؛ تناقشا كما أتصور في سبل حل التعثر الحاصل بتنفيذ اتفاق الرياض، وبالظروف الاقتصادية الصعبة، وربما ذهابه على عجل للتوقيع على ترشيح مصفوفة أسماء بحسب متطلبات اتفاق الرياض لاستكمال الشواغر، وإعطاء الكفاءات الفرصة لخدمة الوطن، والتقائه بنائب وزير الدفاع قبل التقائه بفخامة الأخ الرئيس؛ اظن أنه سيحمل له خبر سار ومفرح، أي سيأتيه بالرد الإيجابي على رسالته لسمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد في المملكة العربية السعودية التي بعث بها إليه  قبل أيام، ومن المعطيات الكثيرة أن المملكة ستخصص وديعة جديدة محرزة، لا شك ستنهض بالاقتصاد وتعيد للعملة اليمنية اعتبارها إلى حين!؛ نتمنى أن يطول هذا الأمد من استقرار وتثبيت العملة، والتخفيف من معاناة اليمنين التي بلغت حدا لا يحتمل، و يمكن أن يسهم بهذا الأمد المأمول التغير الذي حدث بالبنك المركزي واخضاعه للرقابة والمحاسبة؛ ولا شك أنهما تطرقا كذلك لملابسات خروج ضابط الحرس الثوري الإيراني حسن ايرلو من صنعاء، قطعا خرج  بموافقة التحالف، رئيس الوزراء اظنه يريد يسمع لأسباب والحيثيات!؛ 

وبالنسبة لهروب ايرلو او إخراجه فالنتيجة واحدة؛ فلولا الضربات الموجعة من قبل التحالف على مخابئ الحوثين وسلاحهم، لكان الوضع على حاله، ولكان ايرلو لا يزال حاكما عسكريا للعاصمة صنعاء، حكمه ذاك أدى إلى استنزاف الحوثة بجبهة مأرب التي كان يشرف على تفاصيلها هو ومجموعة من الخبراء الإيرانيين وخبراء من حزب الله اللبناني، حيث لقي عدد منهم مصيره المحتوم هناك! وقد يقول قائل: إن خروجه وهو مصاب ذليلاً!؛ كان بمكرمة سعودية، او بمفاوضات جرت بينها وبين ايران، وبغض النظر حدث ذلك أو بلم يحدث !؛ فلولا ((العين الحمراء)) على الحوثين ومخازنهم وترسانتهم ومخابئهم من قبل نسور جو المملكة، لما التقيا، ولما تفاوضا، ولما توسلت ايران للمملكة بالسماح بخروجه كجريح أو مريض، أو ضمن صفقة ما !

  وللتقليل من الفضيحة الذي لحقت بالحوثين وايران في الكيفية التي خرج بها ايرلو دون سواه من المرضى والجرحى، غرد محمد الحوثي فقال: "   الاخوة الأشقاء العراقيين كانت الامم المتحدة التزمت بتسيير رحلات لعلاج المرضى اليمنيين ولكنها فشلت الا بخروج رحلة واحدة فقلنا تؤهل مشافي اليمن بالمبالغ المرصودة ولم تقبل فنتمنى بعد نجاحكم بنقل السفير القيام بدور الوسيط الإنساني لإخراج المرضى فنحن لا نمانع أي دور محايد لدول عربية او لإحلال السلام"؛ فضح الأمم المتحدة ودورها المريب من الحوثة، و أيضا تحدث عن مبالغ مرصودة، ثم حاول ان ينسب خروج ايرلو لنجاح الوساطة العراقية، ثم استجدى تعميمها لقيادة حوثية ربما مريضة بنفس مرض ايرلو أو جرحوا معه من غارة جوية، وفي التغريدة (نَفَسْ) عدم الرضا من العملية؛ لأنها ميّزت الإيراني عن رفاقه اليمنين، وكأن الحوثين  هنا مثلوا دور "الزنابيل"، و الإيرانيين (السفير كحالة ) مثلوا دور "القناديل" حكمة الله ..يا حوثة!

إن الخروج ليس إنسانيا، فحسب كما أتصور، بل هو نتيجة للتوصل لاتفاق سياسي، مفاده أن إيران عليها أن تسحب دعمها العسكري والدبلوماسي للحوثي وتهيئهم وتجلبهم لطاولة المفاوضات، فإن أبو، فالضوء الأخضر هذه المرة من إيران للتحالف لدخول العاصمة صنعاء، بعد ان منحته الدول الكبرى فكان ما كان، مما أجبر ايران على التعامل معه بجدية فسحبت سفيرها، لقد قرب موعد تحرير العاصمة.. فبشرى لأهالي العاصمة من انهم سيتنفسون الحرية والديمقراطية في القريب العاجل!

أما الشرعية لحد الآن لم تعلق، واظنها انها تفاجأت بخروجه كما تفاجأت بإعادة الانتشار في الساحل.. مشّي حالك يا أي مسؤول في السلطة الشرعية!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي