هول الكارثة في اليمن أكبر من أي بيان ؟

محمد مقبل الحميري
السبت ، ٠٤ ديسمبر ٢٠٢١ الساعة ٠٢:٣٠ مساءً

لست مع بعض ماورد في بيان بن دغر _ جباري ولست ضده بالمطلق ، وممكن نعتبره جرس انذار من شخصيتين يمنيتين كبيرتين تعايش واقعنا المؤلم منذ بدايته وعبرا بطريقتهما التي اختلف معها جزئياً.

هذا البيان بعلاته والصرخات الاخرى التي اطلقناها واطلقها غيرنا ارجو الا تمر مروراً عابرا من قبل من يهمهم امر اليمن والمنطقة كلها ، فوضع الشعب اليمني تجاوز حدود الخطر والمجاعة بلغت مداها والريال في انهيار مستمر غير مسبوق ولم نلمس اي استشعار لهذه الكارثة التي حلت ، والجوع كافر ، والمتربصين باليمن كُثُر ، والطامعين بِها أكثر ، وهذا الوضع تربة خصبة للطامعين.

الا تستحق اليمن وشعبها ان تستشعر قيادتها واحزابها ونخبها هذه الكارثة وتتجاوز كل الخلافات التافهة وتوحد الكلمة لانقاذ ما يمكن انقاذه ، ويستشعر الاشقاء حجم المعاناة والمجاعة والانهيار الاقتصادي الذي حل بإخوانهم فيمدوا يد الانقاذ الحقيقي لشعب هو الاحق بالانقاذ لانه انقاذ للجميع وسلامة اليمن تشكل سلام لكل العرب.

اذا استشعر هؤلاء وهؤلاء بالحالة التي وصل اليها حال الشعب اليمني وعقدوا العزم على الانقاذ فذلك بأيديهم وهم قادرون على ذلك.

ورغم تبجح المليشيات السلالية الحوثية ومن ورائها ايران وحزب اللات فإني لست مع من قال ان الحل العسكري اصبح غير ممكنا بل اني ارى أن الحل العسكري هو الخطوة الاولى والهامة لتحقيق السلام في اليمن لان الخصم لا يؤمن بالسلام العادل ولا يُؤْمِن إلا بالقتل والدمار والغلبة لتحقيق مشروعه العنصري المعادي للعروبة والاسلام رغم شعاراته الدينية الزائفة ، واول خطوات الحل ان توجد ارادة للحسم العسكري ومن ثم تتخذ الاجراءات التي تؤدي لذلك ومنها اعادة ترتيب الصفوف وتوحيد القرار العسكري واعادة النظر في بعض قياداته ودعم الجبش بالمال والعتاد دعما حقيقا وعبر قنوات رسمية وبإشراف دقيق وشفافية مطلقة وتجفيف كل اشكال الفساد ومنابعه ،  وجمع الاطراف اليمنية تحت قيادة واحدة وتنفيذ اتفاق الرياض دون مخاتلة او تلكؤ ، وعودة الحكومة والرئاسة ومجلس النواب الى العاصمة عدن وبصلاحية كاملة وحقيقة لا صورية ، ودعم سخي للاقتصاد اليمني من قبل الاشقاء بصورة عاجلة ، مع ضبط الموارد والايرادات وفتح المنافذ مع تطبيق مبدأ الثواب والعقاب على الجميع ولن يتم ذلك الا بعودة مجلس النواب وعقد جلساته على الارض اليمنية وتفعيل دور بقية الاجهزة الرقابية ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب.

كل ما تقدم سيبقى حلما وحبراً على الاوراق وفي المواقع الاخبارية فقط ما لم يستشعر كل طرف ممن ذكرت بدون استثناء انه في خطر وان العبث الحاصل والكارثة التي حلت بالشعب اليمني لن تكون نتائجها بعيدة عنه ، فاستشعار الخطر بِحدٍ بدلا  من الا مبالاة أو الاشغاق والشفقة هو بداية الانفراجة والحل ، وما لم تستشعروا ذلكً وتعملوا بصورة عاجلة لانقاذ شعب يهدده الموت بالجوع فإنه سيستسلم لعدو الامة ولمشروعه المعادي للمنطقة كلها تحت وطأة الحاجة وانقاذ الحياة من كفر الفقر ، وحينها لا ينفع معها اي عون او مدد.

اللهم انا نصحنا ولا نرجو بذلك رضاء احد سوى رضاك وانقاذ شعب ظُلم وحفظ عقيدة مستهدفة من عدو لا يرقب في اهلها إلاً ولا ذِمّة ، اللهم فاشهد.

*وزير الدولة السابق لشئون مجلسي النواب والشورى/ عضو البرلمان

الحجر الصحفي في زمن الحوثي