وأخيراً تلقى ربها مقهورة

محمد مقبل الحميري
السبت ، ٢٠ نوفمبر ٢٠٢١ الساعة ٠٩:٤٢ مساءً

 

منذ اكثر من ست سنوات وهي تموت باليوم الواحد عدة مرات كمدا وحزنا والماً ينوء عن حمله الجبال. كانت تنتظر حتى مجرد خبر عن ابنها المغيب قسرا ، تنتظر البشرى التي طال انتظارها بدون امل ، كانت ربما ستكتفي بأن تسمع صوت ابنها عبر الهاتف لتطمئن انه لازال على قيد الحياة ، او تسلم جثته ان كان قد قُتِل على يدهم لتراها وتحمد الله وتسترجع وتحوقل وتسلم الامر لله وحده.

لكن من اختطفوه واختطفوا معه وطناً كاملا ليس لديهم ابسط قيم الانسانية ، وليس لديهم رجولة الفرسان ، ولا شرف الخصوم النبلاء ، انهم يمثلون الحقارة في ابشع صورها ، والانحطاط في اسفل درجاته ، والحقد الاسود في ارذل نماذجه ، فلا قيم تمنعهم ولا دين يردعهم ولا انسانية تحرك ضمائرهم. يوم امس اسلمت الأمُ روحها لخالقها بعد ان اثقلتها اوجاع السنين واحزان الليالي وقهر الايام من حثالة البشر.

هؤلاء هم المليشيات السلالية العنصرية الحاقدة على الارض والانسان ، وما قضية الاستاذ *محمد قحطان* الا نموذج لسلوكهم الذي ليس لحقارته مثيل ، وكم من الامهات امثال ام محمد قحطان متن قهرا وكمدا على ابنائهن المغيبين من قبلهم لا ذنب لهم الا انهم قالوا نريد ان يعيش أحراراً ، ومعظمهم حتى السلالح لم يستخدموه ، لانهم اعتبروا مطالبتهم بالحرية جريمة يستحقون عليها كل انواع التعذيب والقتل والتغييب عن اهلهم وعن الحياة كلها.

فيا احرار اليمن اتحدوا وصوبوا خصومتكم وكل اسلحتكم نحو عدوكم المشترك الذي لا يجدي معه اي حوار او تفاهم ويريد اذلالكم ومصادرة كرامة شعبكم وانتهاك عقيدتكم والقضاء على مستقبل ابنائكم واحفادكم ، تناسوا الخلافات وتنازلوا لبعضكم ، فإن التنازل لبعضكم اصبح فرضا شرعيا وواجبا وطنيا ، وايا أُم محمد قحطان عليكِ رحمات الله ، وفرج اللهً كربتك استاذنا القدير محمد قحطان ان كنت حيا ورحمك ان كنت ميتا شهيداً.

وعند الله تجتمع الخصوم.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي