الخلل عميق.. وتبريرات "الحُرّاس" شوعة ومُرّه؟! 

د. علي العسلي
الأحد ، ١٤ نوفمبر ٢٠٢١ الساعة ٠١:٠٠ صباحاً

علينا ان نعترف ابتداءً بان الشرعية في ورطة؛ والسبب الخازوق الاماراتي الذي ابتلعته الشرعية و التحالف العربي بقيادة المملكة، طلعت الامارات مقلب ومكب كبير، ومن عمل معها هاهي تُنكّسه علي رأسه دون حساب لتضحياته ومبادئه ومواقفه، فقد عمدت على إنشاء جيوشا وسلحتها ومكنتها مؤقتا حتى يأتي اليوم الذي تريد توظيفه اقليميا ودوليا وتطبيعيا ؛ وقد اتى سابقا بعدن وسقطري وقبل أيام في الساحل الغربي، فعادة ما توجه  تلك الجيوش؛ إما بالهجوم كالذي حصل بعدن وسقطرى، أو  بالانسحاب كما حصل بالحديدة ، حيث انسحبت القوات المشتركة  من عشرات الكيلومترات؛ هذا الانسحاب هو إهداء للحوثة قيمة الهجوم المستمر علي مارب وتعويض هزائمه هناك  نصرا محققا في الحديدة، وهو كذلك قيمة التطبيع، وقيمة المناورة الحاصلة في البحر الاحمر مع الكيان الصهيوني وغيره من الدول ، وتطمين للحوثين من  انه في حال ضرب ايران والمتوقع في اية لحظة، فإنكم يا حوثة مقابل ذلك ستمكنون من حكم اليمن، وهذا الدليل، استلموا مائة وخمسين كيلومتر، وهدية وعربون تسليم دولة لكم، إطمئنوا، هذا الانسحاب يحسب  نصرا للحوثة، وهزيمة للشرعية رغم ان الشرعية هي أخر طرف علم بالذي جرى؛ نعم! تعمل الامارات باستمرار علي إضعاف الشرعية وهي في الواقع والحقيقة تحاول اضعاف المملكة العربية السعودية بقصد او بدون قصد..

فقصة الساحل تحتاج لتحقيق معمق وحساب على المكشوف؛ فالحوثة مذهولين من الخدمات المقدمة لهم، رغم علمهم بها سواءً أتت بالتهديد بضرب الامارات، أو بالمهاوزة؛ فالنتيجة واحدة؛ انهم يستعيدون  ارض بما فيها من البشر المقاومين والذين هم  لا شك سيتعرضون لشتى انواع التنكيل، فعيب من يطرح ان الق ات اعادت تموضعها وهي تنفيذ لاتفاق ستوكهولم، فالأمم المتحدة لم تحل محلكم بل الحوثيون هم من حلوا محلكم وفد يصلون لمعاقلكم إن لم تفيقوا لأنفسكم؛ والغريب أن هذه الأفاعيل المستهجنة من الانسحابات تحمل مسؤوليتها الشرعية من قبل الكتاب التابعين  للحُرّاس والانتقالي، يلبسون الحكومة  الشرعية المسؤولية وهذا الفشل، وتلكم الإخفاقات أو سوء التقدير او الخيانات من قبل ذلكم المراهقين الحالمين بالحكم، وتلكم المغامرات الآتية علي الشرعية من كل صوب واتجاه..!؛ 

لقد حصص الحق بعد الذي جرى في البيضاء وفي الساحل وأظن انه بات على المملكة أخلاقيا ان توقف مهازل إهداء الحوثة  انتصارات  كمكافئة  على تحشيدهم المستمر والضغط على مارب وبمئات الكلومترات؛ وربما اكثر فمن يدري؟! عليها أن تقول لخازوق التحالف والشرعية((الامارات)) كفى؟!؛ انتم لا تسيئون للشرعية والمكونات اليمنية؛ بل انتم تعتدون على المملكة بتصرفاتكم وتوجيهاتكم للجيوش التي أنشأتموها في اليمن، وعلى المملكة ايضا  بحكم تدخلها وتحملها لعاهات يمنية عديدة ان تصطبر عليهم، وان تصحح الخلل البنيوي في الجيش الوطني اليمني، وان تسلحه للدفاع عن نفسه اذا ما تعرض لهجوم حوثي ولا نقول أكثر من ذلك حتي لا نوصف بالحالمين او المبالغين، وفي الطريق تمكنه من السيطرة العملياتية علي المناطق المحررة، عن طريق حل وتفكيك هياكل تلك الجيوش الخارجة عن القانون، وسحب الأسلحة النوعية منها، فما حصل بالحديدة ليس سوء تقدير بل جريمة بكل المقاييس تتحملها الامارات العربية المتحدة لا سواها؛ لأن القادة في الميدان يقولون حصلوا علي تهديدات بالقصف إن لم يسلموا للحوثة وينسحبوا من مواقعهم!

إن بيان القوات المشتركة تبريري، وهو غير منطقي إلا اذا كان التنفيذ استجابة لقرار القيادة العامة للقوات المسلحة الشرعية، وبالتنسيق الكامل مع اطراف اتفاق ستوكهولم، وأعني هنا خاصة اللجنة الحكومية الشرعية  الممثلة في اللجنة الأممية لمرقبة تنفيذ اتفاق ستوكهولم ، لكن الامم المتحدة والشرعية؛ وحتي الحوثيين  تفاجأوا بهذا الانسحاب، ثم انه في الوقت الذي كان طارق وقواته يطالبون الشرعية بالتحلل من اتفاق ستوكهولم لأنه خدم الحوثين واعاق الفوات  المشتركة من تحرير الحديدة، تراهم هم ذاتهم يهرولون للتنفيذ؛ شيء غير منطقي وغير مفهوم، ثم هم ليسوا مكلفين بالتنفيذ من الجهة الموقعة علي اتفاق ستوكهولم وهذا خروج عن الشرعية والتحالف، بل ان هذا التهور يضع الشرعية والتحالف  في محل المعرقلين لاتفاق ستوكهولم وهذا غير صحيح البتة، فعن أية مناطق معزولة للسلاح تتحدثون؟؛ وانسحابكم جعل الحوثة يتموضعون مكانكم  وهم في تقدم إلي معاقلكم!

تبريرات "شوعة" فوي، و "مُرّة" من كتابكم ونشطاءكم  والذين أسرفوا  في التبريرات والمقارنات من الذي مكن الحوثين من التقدم أكثر نحن اَم باقي الجبهات، وهذه الكتابات تعني ان الامر وكانه  مقصودا بذاته رغم ان الجميع بات يدرك ان القوات المشتركة مغصوبة بالانسحاب ، حيث تلقت توجيهات من الامارات، فلا تقارنوا ما حصل في البيضاء وشبوة ومارب فهناك قتال وعدم تسليح وتعزيز ، فاتقوا الله، فهل انتم والاخرون تتباروا وتتسابقوا في اهداء انتصارات للحوثة، الاعتراف بأنكم انسحبتم من ماَئة  كيلوا متر وهي لا تساوي الا نسبة قليلة من تراجع القوات الحكومية في البيضاء ومأرب وشبوة، هذا الطرح معيب؛ ان كنتم حقا تخططون وتعادون فعلا الحوثة؛ وان كنتم حقا تبحثون وتتحركون في سبيل رص الصفوف وتوحيد الصف الجمهوري؟!

غير ان استجابتكم السريعة للإمارات وانسحابكم المفاجئ في الساحل يقول للشعب اليمني ان حُراس الجمهورية لم يعودوا كما يدّعون، بل اصبحوا حراس للحوثة، ويريدون توحيد الصف معهم، لا مع الصف الجمهوري.. ايها الكرام خففوا من التعليقات واعيدو النظر؟!؛ فما فعلتموه جريمة تستوجب الاعتذار لا المناكفة والمقارنة، وتستوجب الرد الفوري والسريع  لما تم التفريط به  قبل ان تجدوا انفسكم في خازوق الحوثي، فالحوثة كما تعلمون لا يرحمون ولا يتسامحون ولا ينفذون اتفاق او عهود.. أتفهمون ام لا زلتم لا تعوون؟!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي