ماذا بعد عودة الاغتيالات المرعبة في تعز ؟

موسى المليكي
السبت ، ٢٣ اكتوبر ٢٠٢١ الساعة ٠٨:٢٨ مساءً

بعد حادثة الاغتيال التي تمت صباح اليوم في مدينة تعز تتجهه الأنظار إلى المدينة التي أرهقتها أدوات الحرب ابتدأ من الحصار المفروض عليها مروراً بالأوضاع المعيشية الصعبة وصولاً إلى الانفلات الأمني ومن تداعياته أحداث الاغتيالات.

إن المتأمل للواقع الحاصل في مدينة تعز يجدها بيئة خصبة لنمو مثل تلك الحوادث تماماً كما حصل صباح اليوم، خاصةً وأن المدينة تشهد انقسامات عميقة بين الأطراف السياسية، وهو ما ينعكس سلباً على الإجراءات الأمنية التي تتأثر فور حدوث أي ارتباكات سياسية بين مختلف الأطراف والمكونات السياسية.

لكن ذالك لا يعني بأن المدينة انزلقت إلى العمق الذي لا نستطيع فيه إعادة المدينة إلى مدنيتها المعهودة. الأوضاع في المحافظة بحاجة إلى لفتة طيبة من قبل أبنائها وتحكيم صوت العقل لإنقاذها قبل وقوع الكارثة.

 المسؤولية تقع على أعناق الجميع سواء المكونات المدنية أو العسكرية ويتم ذالك عبر العديد من الإجراءات التي من شأنها تقليص معدل الجريمة وردع الجهات الخارجة عن القانون وانزال العقوبة بحق المتجاوزين.

 على الأجهزة الأمنية والشرطة العسكرية إعداد خطة أمنية مشددة وتوفير أدوات المراقبة إلى الشوارع الرئيسية ومداخل الحارات وأن تكون مملوكة للجهات المختصة حتى يتسنى لهم البحث والمتابعة بطرق سريعة وسهله، وأن تبقى المؤسسة الأمنية محايدة وبعيدة عن المكايدات السياسية. فيما يجب على تحالف القوى السياسية الوطنية في المحافظة من الارتقاء بأسلوب الاختلاف فيما بينهم من هوس استخدام القوة ضد بعضهم البعض إلى أسلوب الحوار والمناقشة والتركيز على الهدف الرئيسي والابتعاد عن المكايدات.

 ولا عدول عن اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيل دور المؤسسة القضائية في اتخاذ ما يجب فعله للحفاظ على الأمن والاستقرار في المحافظة والابتعاد عن الولاءات التي تؤدي إلى انقسام المؤسسة واجبارها للتحول من مؤسسة لاستعادة الحقوق والسيطرة إلى مؤسسة لزيادة حدة الانقسامات والانتهاك.

إنزلاق مدينتنا إلى مربع العنف ليس لصالح أحد منا، بل إن المستفيد الوحيد هو ذالك العدو المتربص في أطراف المدينة والذي ينتظر فرصة سانحة له للإنقضاض على الجميع. ولن تتوفر تلك الفرصة إلا عبر الانشقاقات فيما بيننا البين.

بات على الأطراف المختلفة الإدراك بأن حادثة اليوم مختلفة عن سابقتها من أحداث الإغتيالات، والتي بدأت باستهداف المكونات الإنسانية والمدنية، الوضع الذي سيؤدي إلى انحسار المكونات المدنية العاملة في المجال الإنساني سواء المنظمات أو الناشطون المهتمون في ذات المجال. لذالك توجب على الجميع بأن يقفوا وقفة واحدة والحد من انزلاق المحافظة إلى الكارثة التي لا يحمد عقباها.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي