قليل من  «جرد الحساب» في ذكرى الثورة اليمنية ( 1 - 2 )

د. علي العسلي
الجمعة ، ١٥ اكتوبر ٢٠٢١ الساعة ١١:٤٦ مساءً

 

من وحي الذكرى التاسعة والخمسين لثورة 26 سبتمبر الخالدة، وكذلك الذكرى الثامنة والخمسين لثورة الــــ 14 من أكتوبر المجيدة؟! ألا ينبغي علينا عمل جرد حساب بسيط وسريع للأشياء التي اعتقد أن عموم الشعب معها، والاشياء التي هو ضدها أو ينتقدها؟؛ لا شك أن تضحيات الرجال في الميدان، وشهداء سبتمبر واكتوبر وتاريخ الحركة الوطنية وكل التضحيات التي قدمت في سبيل الحفاظ على أهداف سبتمبر واكتوبر والوحدة اليمنية ومخرجات الحوار الوطني يحتم اظهار ما يؤرق القلب ويجلب الضجر والغضب والحزن، علينا أن نبدي بعض العتاب أو إبداء الحنق والغضب على بعض سياسات وتصرفات قيادتنا الشرعية وكل القوى المكونة لها!؛

وقبل الجرد دعوني أولاً أسجل التحية لثوار أكتوبر، ومناضلي الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر، راجياً من الله الرحمة للشهداء العظام؛ والتحية موصولة كذلك للأبطال الذين يسطرون في هذه اللحظة بطولات ملحمية كبرى، ويضحون بأموالهم وارواحهم ،والمليشيا تعمد إلى إرهاب الأخرين عبر تفجير منازل القادة الكبار، عندما تصل المليشيا إلى بيوتهم، الحزن العميق ينتاب كاتب السطور وهو يرى تلك المنازل تدمر بعد اخذ الصور من أمامها، ولا شك  أن السبب هو التقصير الواضح من القيادة الشرعية والتحالف الداعم لها، يا لها من رسالة حقد يرسلها هؤلاء المجرمون، الذين يظنون أن الشعب سيخضع لهم وهم يمارسون كل ما لا يمت بصلة بالإنسانية، فجر الحوثة المارقين عند وصولهم  بمنزلي القائدين العظيمين  الشدادي وبحيبح ،  والتفجير شهادة فخر على تلقين الحوثة الموت ،والتفجير خزي وعار على المليشيا مما يدل على الحقد الشخصي لمن يريدون أن يكونوا مسؤولي دولة ، فجر الحوثة منزل من استشهد في الجبهة انه القائد  "الشدادي" الذي فجر منزله اليوم، ومنهم من لايزال يقارع الحوثة كـــ "بحيبح" والذي دمر منزله ايضا اليوم؛ جميعهم ضحى ويضحي من أجل الوطن والدفاع عنه بدمائهم الطاهرة؛ والتحية كل  التحية لمأرب التاريخ والقبائل والجيش الوطني المتواجد فيها والذين شكلوا سداً منيعا لحماية الوطن والجمهورية والحرية.. الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والحرية لكل المختطفين والمعتقلين وللوطن كله من شر الانقلابين، وما يمارسونه من حصارات واعتداءات وفرض جبايات وتغيير عادات، وفرض سلوكيات خمينية على الشعب اليمني.. التهنئة للقيادة السياسية وللشعب اليمني بأعياد الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر..؛ أناشدهم ان يغيروا من مواقفهم واستراتيجياتهم حتى يحافظوا على اليمن وشرعيتهم؛ فاليمن واستعادة دولته وشرعيته وانهاء الانقلاب أمانة في اعناقهم!؛ المجد كل المجد لليمن الاتحادي الآتي رغم أنف المتآمرين والمنقلبين والمتمردين!؛

ونحن إذ نستذكر تضحيات الثوار وبطولاتهم العظيمة علينا ان نبوح بما ينغص القلب والعقل والوجدان، وضروري أن تصل المعنيين الرسالة حتى لا يتخيلوا انهم قد استطاعوا تضليلنا، نقول لهم استحوا وعيب الضحك على الذقون، وعلى مسؤولي الشرعية واجب وجوبا المكاشفة أو الصمت، الاستنفار والتقدم أو التقهقر والرحيل؛ عليهم التخلي الفوري  عن استخدام عبارات توحي بتحقيق الانتصارات، بينما نكتشف بعد حين أن ما قيل عنه انه انتصار، يبدوا وكأنه انكسار وانهزام، واذا بنا نسمع من أن الحوثة يعبثون ويحاصرون ويقتلون ويفجرون في تلك المناطق التي كانت تحت سيطرة الشرعية؛ ثمّ نتابع لنجد أن الشرعية واعلامها قد استعاروا الحسينيات منهم، نجد الشرعية وقد تحولت إلى بكائيات وحسينيات وتلطيم الخدود بالكفوف، وهناك حكمة اصيغها على مسؤوليتي "أن أي شيء تحرزه على الأرض ولا نستطيع الحفاظ عليه لا نستحقه يا أيها الفاشلون؟!" ؛

 لا يريد شعبنا اليمني ان يسمع عبارات فضفاضة لا تسمن ولا تغني من جوع، كنا على مشارف العاصمة وإذا بنا نتراجع ونتراجع ،وبتنا نشعر بخطر الحوثين والتهامهم كل المناطق سواءً أكانت في المحافظات الشمالية أو الجنوبية، أناشد التوجيه المعنوي للجيش الوطني _لأن  خطابه لم يعد  ينفع لرفع المعنويات_ ،اناشده التخلي عن استخدام مثل: استدرج الجيش الوطني للحوثين في منطقة كذا، مما اسفر عن قتل كذا وأسر كذا؛ وكذلك فتح الجيش الوطني لهم الصحراء، ثم عمد إلى وضع لهم كمائن وقتل ألف وأسر الفاً من أنساقهم وهزمهم شر هزيمة؛ وهكذا عمل الجيش الوطني  على استنزاف ارتالهم ،وتحول بعد ذلك من الدفاع الى الهجوم _ معيب هذه الألفاظ فالمفروض انه في وضع الهجوم المستمر والمتواصل لا بموضع الدفاع__؛ لأن اختبار الألفاظ والعبارات تقاس بنتائج المعركة ومن أصبحوا على الأرض، فالبيضاء التي كانت تحافظ على مأرب وشبوة سقطت بيد الحوثة في عملية تخاذل ولم نسمع لحد اللحظة عن نتائج التحقيق فيها ومحاسبة من كانوا السبب وإعداد العدة لاستعادة المواقع التي سقطت ،

رأينا العكس أن الحوثة استغلوا الوضع المريب للجيش ولأخطاء الفادحة في استراتيجياته وتكتيكاته فوصلوا إلى بيحان شبوة، ثم التفوا على العبدية والجوبة من مأرب وفعلوا بهاتين المديريتين ما فعلوا وصارت مأرب المدينة محاصرة من كل اتجاه؛ الغريب ان الجبهات الأخرى ساكنة والحوثي يحرك عناصره الى الجبهة التي يريد! دون إيقاف أو اعتراض، فعلى سبيل المثال ما نشر من التحقيق مع الاسرى الحوثة، حيث أكدوا انهم يتدربون في معسكرات لمدة خمسة عشر يوما في منطقة أنس بذمار، ثم يجلبون الى الجبهات المشتعلة ولم نسمع عن استهداف الحوثين في معسكرات تدريبهم من قبل التحالف الداعم للشرعية، ونأتي ونضلل عن انتصارات، وحملة شرسة على من ينقد، ومن أنه يتخادم مع الحوثي، ومن أنه يهدف المساس بمعنوية افراد الجيش الوطني، علماً بأن الفرد الذي في المترس ويقاتل لا يلتفت الى كل ما يقال ،فو الله أنه في أعلى همّة للانتصار على الحوثي، ويرى الانتصار عليه قريب وأمام عينه، ولهذا تجدهم غاضبون من التقصير وعدم التعزيز وتوفير وسائل النصر الناجز على الحوثة وهم يرونه بعينهم ولا يبلغونه..!؛ غير أن المتضرر من النقد ومعنوياته تنهار، هم بعض قادة الدولة المهزومين؛ 

 أما أفراد الجيش الوطني فمعنوياتهم في السماء، ما الدليل؟؛إليكم الدليل، فهل رأيتم جيش يقاتل أفراده لسنة كاملة من غير راتب؟؛ هذا موجود في اليمن، وفي اليمن فقط، ويحصل هذا، لأنهم ليسوا مرتزقة بل يقاتلون دفاعا عن عقيدتهم وثورتهم وجمهوريتهم وشرعيتهم؛ تحية لهم من كل أعماق قلوبنا!؛ علينا أن نعترف بأن قرار الحرب والتوقف ليس بيد الشرعية، بل بيد الحوثي وهذا ما يزعج الجنود المقاتلين في الجبهات الامامية ، فالمبادرة والمبادأة بيد الحوثي، وللآسف الجيش الوطني  والقبائل والمقاومة يدافعون ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا؛ فأعتقد أن قانون الحرب يقول "أن من يهجم قد يضحي لكنه يبسط على الأرض ويحقق انجاز يمكنه توظيفه سياسيا"!؛والاعتراف بخطأ الاستراتيجية القائمة من قبل الشرعية ، يستدعي إدارة كل الجبهات كمعركة واحدة، واشعالها في نفس الوقت كما يسمونه ساعة الصفر، ويستدعي انهاء كل اتفاق سابق مع الحوثة ثبت انهم غير ملتزمين به، وأعني بذلك اتفاق ستوكهولم، ويستلزم الغائه لأن ظروف توقيعه يشبه ما يجري على مأرب والعبدية فيها بدرجة خاصة والأمم المتحدة لا تحرك ساكنا ؟!؛  يتبع..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي