العبدية بداية لحرب كبيرة ولن تكون النهاية

موسى المليكي
الجمعة ، ١٥ اكتوبر ٢٠٢١ الساعة ١٠:١٧ مساءً

 

العبدية جنوب مأرب في كل الحسابات والمقاييس هي من تصنع الإنتصارات حتى اللحظة فى ظل الحصار الخانق المفروض عليها منذ ما يقارب الشهر في مواجهة عدو مجرم مجرد من كل القيم الأخلاقية والعسكرية وبعيد كل البعد عن قواعد الإشتباك وهي ميليشيا الحوثي الإرهابية أحد أذرع الحرس الثوري الإيراني وتنفذ سياسته سياسة الارض المحروقة.

استهدفت الميليشيا الحوثية الإرهابية ومعها خلايا تنظيم القاعدة وداعش مديرية العبدية بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والصواريخ الباليستية والمسيرات المفخخة ايرانية الصنع وتحشيد الالاف من قطعانها المغيبين عقليا ومئات القتلى وألاف الجرحى في صفوفها وبعد 24 يوما في مواجهة قبائل لا يمتلكون سوى أسلحة شخصية وصلت ذليلة منكسرة مقهورة إلى مركز مديرية العبدية الواقع على أطراف المديرية المحاذي لمديرية قانية محافظة البيضاء لتلتقط صورة أمام المجمع الحكومي ولم يحالفها النجاح في التقاط الصورة على الوجه المطلوب لمباغتة قذائف مدفعية قبائل العبدية لها وهي تريد أن تقنع الداخل والخارج أنها حققت انتصارا في رقعة جغرافية لا تزيد مساحتها عن 30% من مساحة مديرية العبدية.

أي انتصار هذا الذي تفرش له مئات الجثث من القتلى وألاف الجرحى وتخسر مئات القطع القتالية وتطحن نفسك وأتباعك اربعة وعشرون يوما لتصل لرقعة جغرافية لا تساوي او لا تزيد عن 20% أو قل 30 وبعد أن انسحب منها المدافعون عنها لنفاذ ذخيرتهم ولم يمهلوك لإلتقاط أنفاسك والفرحة بالإنتصار الذي توهم نفسك به.

قد لا يكون لدينا المعرفة الكافية بالعلوم العسكرية وخطط المعارك  ومقاييس ومعايير الإنتصار العسكري وعوامله الموضوعية والجغرافية لكننا نترك ذلك للخبراء العسكريين ليحددوا ويقولون لنا هل ما حققته ميليشيا الإرهاب والتمرد الحوثي التابعة لإيران في مديرية العبدية انتصار أم هزيمة؟ أمام مقاتلين يواجهون بأسلحة محدودة  ترسانة من الأسلحة المنهوبة من مخازن الدولة والمهربة من الحرس الثوري الإيراني.

بالنسبة لي كمتابع للاحداث وبنظرة بسيطة ما انجزته الميليشيا الحوثية الإرهابية في مديرية العبدية هزيمة قاسية ومذلة ومهينة لا يعد انتصارا من وجهة نظر شخصية عدى انتصار التقاط الصورة أمام المجمع الحكومي بعد أن انسحب منها مقاتلو القبائل لنفاذ ذخيرتهم او تفجير منازل القادة الذين مرغوا انفهم بالتراب ولا زالوا ويسيطرون على ما مقداره 70% من مساحة العبدية الجغرافية التي تحاصرها مجاميع هتلر الحوثية وداعش والقاعدة التابعين للحرس الثوري الإيراني من كل الإتجاهات والمنافذ وتقطع عنها كل وسائل ومستلزمات الحياة.

المعركة ليست معركة العبدية أو الجوبة أو مأرب او تعز او الجوف او الحديدة وإنما هي معركة كل اليمن كل اليمنيين في وجه مشروع ظلامي كهنوتي ارهابي معركة الجمهورية  في مواجهة الإمامة البائدة التي عادت بحلة جديدة مطورة او سخ من الاولى وما معركة العبدية والجوبة ومأرب وتعز وحجة والضالع إلا جزء من معركة كبرى مصيرية لن يستسلم فيها اليمنيين وإن قاتلوا بالحجارة والسكاكين حتى يتخلص اليمن من هذه الجرثومة الإرهابية الإيرانية.

أبناء العبدية وقبائلها لا يزالون يستبسلون ويواجهون ويخوضون غمار المعارك ويصنعون الاساطير بإمكانيات محدودة.. لكن السؤال المحير والذي يبعث الف علامة استفهام واستغراب. أين الرئيس ونائبة والحكومة والدفاع والبرلمان من كل ذلك؟. وهل اقتصر دورهم فقط على التغريد والإتصال والتصريح فقط؟؟ ونسوا أن تلك الجبهات تحت مسؤوليتهم وتقاتل من أجل تثبيت شرعيتهم.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي