كيف نحتفل بمولده عليه الصلاة والسلام؟

تيسير السامعي
الخميس ، ١٤ اكتوبر ٢٠٢١ الساعة ٠٦:٥٣ صباحاً

الاحتفال بمولد الرسول -صلى عليه وسلم- قضية خِلافية، فهناك من يري أنها بِدعة لا تجوز، لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يفعلها، ولا أحد من أصحابه، ولا حتى آل بيته.

وهو سؤال وُجِّه إلى القاضي محمد بن إسماعيل العمراني -رحمه الله- فأجاب: "لم يرد عن النبي - صلَّى الله عليه وسلم - أنه احتفل بمولد نفسه، أو أمر الصحابة بأن يحتفلوا به، أو رغَّب في ذلك، أو أقَرَّ أحداً على ذلك، وهكذا لم يحتفل الصحابة بعد موته ولا من بعدهم من التابعين".

وهناك من يري أنّه فِعل مستحب، وفرصة لتذكير الناس بعظمته -صلى عليه وسلم- والحديث عن سيرته.

وخلاصة الأمر: أن هناك سَعة، فمن يريد أن يحتفل فيحتفل، ومن لا يريد لا غبار عليه، والواجب علينا جميعاً احترام قناعة الناس.

ففرض الاحتفال بالقوّة جريمةٌ، ومنعه جريمةٌ أيضاً، وتحويل الأمر إلى قضية سياسية جريمة أشد.

الرسول -عليه والصلاة والسلام- رحمة للعالمين، يقول الله [وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ]، جاء بالعدل والمساواة والحرية، وأمرنا باتباع هديه، والاقتداء بسنّته.

فإذا كنا فعلاً نُجلّه ونحبّه فعلينا التزام تعاليمه، التي هي وحي من الله.

وإذا كنا نحبه قولا وفعلا فيجب علينا إيقاف الحرب وسفك الدّماء، تنفيذا لأمره [لأن تهدم الكعبة حجراً حجراً، أهون عند الله من أن يراق دم امرئ مسلم]. 

يكذب من يزعم أنه يحب الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو يُسعِّر الحرب، ويعمل على استمرارها، ويرفض دعوات السلام.

يكذب من يزعم محبة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو يُتاجر بمعاناة الناس، ويعمل على التضييق عليهم.

إن محبة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ليست بالاحتفالات، ولا بالكلام، ولا بالخطب، ولا بالمظاهر، إنّما بتنفيذ أوامره واجتناب نواهيه.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي