ما وراء الشعلة

موسى المقطري
الاثنين ، ٢٧ سبتمبر ٢٠٢١ الساعة ٠٩:٢٣ مساءً

 

اكتسبت ذكرى 26 سبتمبر زخماً مميّزا هذا العام جسدهُ الاحتفال بالذكرى وإيقاد الشعلة في أغلب جهات الوطن رسمياً او شعبياً اضافة الى تحول وسائل التواصل الاجتماعي إلى قاعة احتفالات مفتوحة تتعدى حواجز الجغرافيا وتتجاوز محظورات المتضررين من إحياء هذه المناسبة ، وتزيد المشهد ألقاً وبهاءً يليق به وبالقيم السبتمبرية التي حملتها هذه الثورة المباركة ، ويكشف كل هذا الزخم عن الارتباط القوي بين اليمنيين وبين ثورة 26 سبتمبر وما تحمله من قيم ، وعلى راسها إنهاء اسطورة الحق الالهي المزعوم وتحول الحكم للشعب دون تفضيل لسلالةٍ او اسرةٍ أو منطقة .

زخم الاحتفال بذكرى 26 سبتمبر  كان شاهداً كافياً على توجه الشعب نحو المحافظة على الجمهورية التي بزغ فجرها ذلك اليوم الأغر ، ويسعى أماميو اليوم بكل ما أُتو من حقد لعكس الاحداث ، والعودة بالتاريخ الى الوراء باسماء وأوجه جديدة ولم ولن يستطيعوا ذلك مادام السبتمبريون تجري فيهم دماء الجمهورية ، ولازالوا على استعداد لتقديم المزيد من التضحيات للمحافظة على المكتسبات التي حققتها الثورة والجمهورية.

لقد مثل ايقاد الشعلة الذي حفلت به مدن وجبال ووديان البلد وشاركات به جاليات اليمن بالخارج رسالة قوية لمشروع مليشيا الحوثي الرامي لاطفاء هذه الشعلة، والاهم أنه كلما أوقد اليمنيون هذه الشعلة فإنهم يحرقون قلوب ومشاريع الحوثي باعتباره اليوم هو الخطر الأكبر ان لم يكن الوحيد ، وليس من سبيل إلا باحراق مشروعه وردع انقلابه ، واجباره على الاذعان لقناعات الشعب الجمعية ، واستعادة ما تبقى تحت سيطرته من أرض ومقدرات مدنية وعسكرية ، وانهاء الانقلاب بأركانه وأشخاصه وأدواته.

الثابت والذيـيجب ان يظل حاضراً في الوجدات أن كل يوم يمر ومشروع الحوثي في تدمير الجمهورية السبتمبرية لم يتم ايقافه والتخلص منه يضيف مزيداً من الكلفة الاقتصادية والبشرية والاجتماعية ، ويجعل الجهد اللاحق في معالجة أثار هذا الانقلاب كبيراً ، ومن الحكمة اليوم التسريع بالحسم العسكري وإنهاء الانقلاب بافعاله وأدواته وأثاره ، واستعادة الجمهورية التي ولدت في 26 سبتمبر ، وأكد السبتمبريون في عيدها التاسع والخمسون أنهم لازالوا حاضرين وعلى العهد .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي