ماهو المطلوب بعد «مجزرة» صنعاء لـ  « عبدالعزيز ورفاقه » ؟!

د. علي العسلي
الاثنين ، ٢٠ سبتمبر ٢٠٢١ الساعة ٠٨:٢٠ مساءً

 

 

جريمة قتل السنباني وعوامل أخرى قد أسهمت في إشعال انتفاضة عدن الطيبة العظيمة، وهي تؤتي ثمارها إيجاباً وتباعاً، فهل الجريمة البشعة النكراء الذي حدثت في ميدان التحرير بالعاصمة صنعاء لتسعة مواطنين يمنين أبرياء ستشعل جذوة الغيرة والحماس لإشعال انتفاضة كبرى مماثلة في مناطق سيطرة الانقلاب؟!؛ ليحترق بها أبو علي الحاكم ومن وراءه من قادة الانقلاب ، وكل القتلة المجرمين، وتنتهي نكبتهم  الذي اشعلوها في الواحد والعشرين من سبتمبر  2014م  والتي ستحل ذكراها المشؤومة ذي السبع العجاف غداً!؛ يلوح في الأفق بعد المجزرة ببعدها السياسي والإنساني والمناطقي انتفاضة عارمة تنتزع قاتل التسعة وأبو علي الحاكم وقادة الانقلاب ، وذلك السلاح الرشاش "الجفري"  الذي اهداه للقاتل السارق اللص المجرم أبو علي الحاكم؛ وليتم وضعه بجوار ((مارد)) الثورة في التحرير .. للاعتبار والعبرة!؛  إن ثورة الــــ 26 من سبتمبر، هي خالدة، وباقية ما بقي أحرار اليمن وثائريه، وما بقي شعب اليمن المعطاء الحر، الذي لا يمكن أن يقبل بالعودة باليمن للإمامة مهما كلفه ذلك من تضحيات!

إن إعدام تسعة أبرياء بتاريخ 19 من شهر سبتمبر، وهو نفس التاريخ الذي مات به الامام (أحمد)، ليس مصادفة، فالحوثة قصدوا به الثأر من ثورة 26 من سبتمبر، ومن أبناء الحديدة باعتبارها المكان الذي رصص فيه الطاغية أحمد ومات متأثرا بجراحه في مثل هذا التاريخ!؛ أما اختيار المكان لتنفيذ المجزرة هو الأخر، ليس مصادفة، فقد اختير المكان  بعناية، لأنه المكان الذي عادة ما يتم إيقاد شعلة للثورة  فيه في كل عام، وفيه أيضا مارد الثورة الذي يدلّ على دك طغيان وحكم الأئمة!؛ إنهم بجرمهم وبشاعتهم يتوهمون  ويظنون أنهم  قادرون على إعدام الحس الوطني الثوري الجمهوري، لا والله خابوا وخاسوا ،يعتقدون أنهم يستطيعون إحلال  نكبتهم التي احدثوها في سبتمبر العظيم، لتحل محل ثورة 26  سبتمبر الخالدة.. محال أن بحصل هذا أو يرتضيه شعب الاحرار، شعب الثلايا والزبيري وعلي عبد المغني وجمال جميل وكل الضباط الأحرار، مضافا إليهم دماء الشهداء التسعة الذين سقوا بدمائهم الطاهرة شجرة الحرية بميدان التحرير في التاسع عشر من سبتمبر 2021م.!

أيها الأحرار الثوار، أيها الشعب اليمني العظيم؛ مجزرة الحوثي الجماعية ينبغي ألا نمر، بل ينبغي أن تجعلكم أكثر عزما واصراراً على إنهاء انقلاب الأئمة الحوثين الجدد، فهم لا يختلفون عن أولئك بشيء، بل هؤلاء أكثر قبحاً وإجراما وانتهاكاً!؛  وعلي الشعب اليمني في هذا العام تحديداً أن يحتفل كل بطريقته، وبشكل مختلف ومتميز؛ لتقولوا  للحوثين والعالم أن الشعب اليمني يرفض الحوثة وانقلابهم ومتمسك بثورته، وهو عازم أن يدشن مرحلة جديدة بانتفاضة عارمة تنهي الفصل الأخير من مسرحية الانقلاب، ولديه الإرادة الفولاذية لتطهير اليمن من رجس الحوثي وربيبته إيران، الاحتفال هذا العام ينبغي أن يكون استثنائياً، ليس في الساحات العامة وايقاد الشعلة تعبيرا عن الفرحة فحسب، بل وفي اشعال الجبهات، وفي اشعال شعلة ثورة سبتمبر في كل بيت ريفاً قبل الحضر، ومصمم على تحرير الحديدة والعاصمة صنعاء، وجعل أولئك المجرمون يفرون بجلودهم إن استطاعوا؛  على اليمنين الاحتفال بالمتارس وايقاد النار في كل الجبهات انتصارا لسبتمبر الذي قرر الانقلاب وقادته ألا ((احتفال)) به هذا العام وما يليه من أعوام لو قدِّر لهم البقاء و استمروا في التحكم بالبلاد!؛

ثم ما هو المطلوب بعد المحزرة المروعة في ميدان التحرير؟! مطلوب انتفاضة كبرى تشمل المدن والارياف وحيثما تواجد حوثي او متحوث، انتفاضة تدشن من يوم 26سبتمبر لهذا العام 2021م في الذكرى التاسعة والخمسين والتي ستحل علينا بعد أقل من أسبوع!؛ ومطلوب عدم الاستجابة للمبعوثين الدوليين الذي يريدون إحياء سلام نراه موتا حقيقيا مفجعا على الشعب اليمني في امتداد الأرض اليمنية؛ نرى عكس ما يتمناه أو يصرح به المبعوثون، فكلما تحركوا بجولات مكوكية، نرى صلف الحوثة يزداد، وكلما كثفوا لقاءاتهم ونداءهم للسلام، وكلما أسرفوا في التفاؤل والتوصل لحلول.. بنفس الوتيرة تزداد جرائم الحوثي والتي من هولها تشيب الولدان.

والمبعوثون جالسون يخدرون اليمنين بِوَهم الحل، والعمانيون كذلك يبشرون به! أي حل هذا الذي سيتم؟ هل هو تسليم اليمن للحوثي الذي يرفضه الشعب؟؛ إذْ لا يصنع السلام بالمزامنة مع صناعة الجرائم؛ السلام هو القصاص من القتلة ففيه حياة وسلام، القصاص على من أعتدوا على الإنسانية باليمن هو إحلال السلام، القصاص ممن رقصوا على جثث من اعدموهم هو السلام، السلام الحقيقي هو بتجريد المجرمين من موارد تمويل حربهم " تحرير الحديدة"، السلام هو بأنهاء اتفاق ستوكهولم تحرير للأرض والموانئ، إذ لا يعقل أن الحديدة تبقى ((حلَاّبة)) لهم تمول حربهم القذرة، وفي نفس الوقت هم يَسُوقُون أبناء الحديدة لمقاصل الموت؟! بِوَهم المبعوثين بقرب إحلال السلام ..هؤلاء الحوثة يزدادون إجراماً، فخلال الشهر الماضي فقط ،جنّ جنونهم، في تعذيب الصحفيين، ومنع الفنانين ومضايقتهم من ممارسة مهنتهم، وفي استهداف مأرب، والتحشيد لاحتلال الجنوب المحرر من جديد، وقصف مخازن الغذاء في ميناء المخا، واستهداف معسكر العند، واستهداف المملكة بشكل متواصل، وهذه الاعدامات غير القانونية التي نفذت في التاسع عشر من سبتمبر بعد تعذيبهم  للتسع الذي ظهر جلياً في ساحة الإعدام ، حيث رأى العالم بعضهم معاقين، لقد ثبت للعالم الذي رأى وتابع ذلك المشهد الفظيع ان المتهمين بريئين، وأن الحوثة قتلة مجرمين ارهابين .. فأين حقوق الانسان إذاً منهم ؟؛ ومن هذه المجزرة، ومن مظاهر التعذيب على أجساد الذين أعدموا! فقد شاهد العالم كله الولد العزيز (عبد العزيز) مسنودا بأحد عساكرهم، حيث لا يستطيع الوقوف، ربما كان تعذيبه أشد لسبب بسيط  أن اسمه ((عبد العزيز)) فقط، فمن يدري!؛ أما ان يكون مجرماً فيقيني انه غير ذلك، إذ لا يعقل لشاب بعمره أن يخترق ويصل إلى موكب لرئيس مجازاً، ويبلغ التحالف لتحركه، فما معلوماته أيها الاغبياء الحمقاء، هذه الأشياء تحتاج الى أجهزة استخبارية كاملة إن كان الصماد قد قُتل كما أدعيتم؟!؛ لكن ابنه يعرف عدوه ويعرف كيف قتل أباه ولا يرضى بقتل الناس الأبرياء بمثل هذه التمثيليات الدموية الحزينة ، للتمويه على القاتل الحقيقي!؛  حقاً مطلوب القبض  القهري على أبو علي الحاكم، وكل من رقص فوق جثث الشهداء، وكل قادة الانقلاب وضابط الحرس الثوري "سفير ايران في صنعاء وحاكمها الفعلي" لينالوا القصاص العادل!؛ ومطلوب قبل كل شيء التحرك العملي لتحرير الحديدة دون إبطاء؛ كأقل القليل لاسترداد كرامة اليمانيين بصفة العموم ، والتهاميين على وجه الخصوص!؛

الحجر الصحفي في زمن الحوثي