ما هو  المطلوب بعد جريمة قتل "السنباني" ؟! 

د. علي العسلي
الأحد ، ١٩ سبتمبر ٢٠٢١ الساعة ٠٤:٣٨ مساءً

تأثرت كغيري بمجمل  ما قيل على الضحية المغدور عبد الملك السنباني يرحمه الله، سوءًا أكانت شعراً أم نثراً؛ ولم أجد ما أضيفه إلى ما قد قِيل حول تلك الجريمة الشنعاء.. عبد الملك الشاب المبتسم هو ابن الزميل العزيز في كلية الزراعة جامعة صنعاء الدكتور/ أنور السنباني والذي اشاطره الحزن والآسى  وأعزيه هو وعائلته وعشيرته بهذا المصاب الجلل؛ ثمّ عليّ واجب للقيام به، يتمثل بإدانة الجريمة؛ بأشد العبارات، وأعلن التضامن مع آل السنباني، إن الذي حصل ويحصل، ما كان ليحصل لو أن أمن المناطق المحررة بيد وزارة الداخلية في حكومة الجمهورية اليمنية الشرعية، وخاصة بعد تنفيذ الشق السياسي من إتفاق الرياض، وكان الأمل معقوداً بعد التوصل لذلك الاتفاق على تنفيذه بأسرع الآجال، غير أن تنفيذ الشق السياسي لم يتبعه تنفيذ الشق الأمني والعسكري، فلم يحصل ذلك لغاية الآن..!؛ 

.. ثم..أتساءل.. ألم يأتي اتفاق الرياض من أجل إنهاء سيطرة مليشيات الانتقالي على عدن وإلغاء سيطرة الأحزمة الأمنية، بدمجها في القوات المسلحة اليمنية، وفي الأجهزة التابعة لوزارة الداخلية؟!؛ مقابل لك كان الثمن كبيراً، وهو اعتبار لمجلس الانتقالي جزءًا من الشرعية، رغم تمرده، فقد تمّ إشراكه في حكومة المناصفة مقابل القبول بهيكلة وحداته ودمجها بمؤسسات الجيش الوطني والأمن.. إن القتل الذي حصل، والامتهان الذي يحصل للمسافرين، واعلان الطوارئ من غير ذي صفة.. أضحى برمته بوجه المملكة العربية السعودية الراعية والضامنة لتنفيذ إتفاق الرياض...

 

إن إتفاق الرياض تم التوقيع عليه  لمعالجة الإشكالات الأمنية القائمة؟!، وإنهاء عدم إعمال القانون!؛ بذلك الاتفاق أستبشر اليمنيون بإنتهاء زمن المعاناة التي يعانيها المسافرون والمقيمونرفي مناطق الجنوب المحررة  علي حد سوي ، كان روح الاتفاق أن تستلم وزارة الداخلية أمن الوطن و المواطن وآمن الطرق محل المتهبشين!؛ .. للآسف لحد اللحظة لم ينفذ ذلكم الاتفاق التاريخي بشكل كامل؟!

 ولذا.. يحتاج الأمر عرضه من جديد على قائدة التحالف المملكة العربية السعودية، فهي راعية إتفاق الرياض ومعنّية بما يجري، ويستحسن تدخلها للضغط على دولة الإمارات العربية المتحدة، كي تُجبر الانتقالي المسلح من قبلها باحترام إتفاق الرياض والتقيد التام الأمين والدقيق  به، فقد وصل حال المنتمين للانتقالي لقتل مواطنين أمريكيين، بعد ان اعتدوا وقتلّوا وهجّروا يمنين؛ وباتوا يقمعون مواطنين عزل يطالبون بتحسين الخدمات؛ فمما لا شك فيه ان الحوادث الأخيرة قد وضعت دولة  الامارات في حرج أمام الإدارة الامريكية!؛ وربما أن الإدارة الأمريكية الجديدة ستتخذه سببا لأذى اليمن و الإمارات والمملكة بعد أن رأينا توجهاتها الجديدة  باستدارة ظهرها  لأفغانستان بخصوص الإرهاب ، وبدأت تغمز إلى أن الخطر الإرهابي عليها هو آتي من منطقتنا، أي من اليمن والمملكة، وهذه الشكوك ينبغي إزالتها بعدم السماح للمراهقين المغامرين والمتطرفين بأي نوع من السيطرة على الأراضي اليمنية؛ حتى لا يتسببوا بفرض معادلات جديدة على المنطقة!

إن ما حصل للسنباني ومن قبله لكثيرين، لهي جرائم لا تسقط بالتقادم، وأصحابها ينبغي محاكمتهم، فهم يريدون الوقيعة بين أبناء الشعب الواحد، فيعمدون إلى نخر النسيج الوطني، كلما كان ذلك ممكناً!؛ فما المطلوب إذاً بعد مقتل الشهيد السنباني ؟!؛

مطلوب عودة الحكومة إلى عدن، وبسط نفوذ الشرعية على كامل المناطق المحررة، ومطلوب محاكمة القتلة وضمان عدم التكرار..؛ ومطلوب معالجة الأخطاء والتجاوزات، ولا سبيل إلى ذلك إلا باستقرار اليمن كمدخل لاستقرار المنطقة، واليمن لا يمكن أن يستقر إلا بالدولة؛ فالواجب استعادتها وفرض هيبتها...! لقد جرّب اليمنيون  المليشيات، لمن يراهن عليها، فالانتقالي فرض نفسه بالقوة، ولم يكن نموذجاً كما سبقه بذلك الحوثي؛ وهذا هو حال كل المليشيات في أي زمان و أي مكان تسيطر!

.. ختاماً..  شكراً ألف مرّة لأبناء عدن الطيبون، الذين خرجوا وبخروجهم حركوا المياه الراكدة، وكثير منهم  أبدوا غضبهم وحزنهم على مقتل السنباني، وتعاطفهم الرائع مع المسافرين، واستعدادهم لفتح بيوتهم لاستقبالهم والتعهد بإيصالهم لوجهتهم بأمان.. هذه عدن المعروفة والتي تريد العصابات تشويهها!؛ وكما أعتقد فإن قيادة المملكة الرشيدة قد وصلها الذي حدث ويحدث، وهالهم ما رأوه، واستفزهم إجرام النقاط الأمنية وما سمعوه وشاهدوه من مقاطع أتمنى عليهم بعد كل ما وصلهم ان يكونوا قد عكفوا على اتخاذ إجراءات سريعة بحق المعرقلين لتنفيذ إتفاق الرياض، وكشفهم، وإتخاذ إجراءات عقابية رادعة ومعلنة ضدهم؛ ورفع غطاء الشرعية عمّن تمّ شرعنتهم باتفاق الرياض إن لم يستجيبوا في الحال لروح إتفاق الرياض، ينبغي عندئذ قطع الدعم عنهم وتعريتهم في صحراء طور الباحة الممتدة!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي