هل يشرب الانتقالي من نفس الكأس؟

موسى المقطري
الخميس ، ١٦ سبتمبر ٢٠٢١ الساعة ٠٦:٤٧ مساءً

 

درج المجلس الانتقالي على استخدام الشارع واخراج مناصريه بهدف فرض أجندة يريدها في مراحل مختلفة ، ومارس التغرير على الناس ودَفَعَهم للخروج تحت عناوين براقة ووعود كاذبة كالخدمات والتحرير المزعوم وعناوين من هذا القبيل ، بينما كانت الحقيقة لهذه التحركات مناقضة لعناوينها المعلنة ، فما ان ساعدت الظروف الداخلية والاقليمية لتمكين المجلس الانتقالي من التحكم وإدارة عدد من المحافظات واسقاط مؤسسات الحكومة الشرعية حتى تبخرت كل تلك الوعود الذي دغدغ بها عواطف الناس ، وظهر المجلس كأداة سياسية بيد الامارات لاغير ، ولم يقدم المجلس اي انجازات تذكر باستثناء الثراء الفاحش لقياداته ، وتملك عناصر القوة واستخدامها في السطو والتمكين الشخصي وممارسة التصفيات الداخلية ومصادرة املاك الاخرين .

اليوم وبعد ان يئس الناس من تحقيق الوعود التي دغدغ  بها المجلس الانتقالي مشاعرهم وفاض الكيل وبلغ السيل الزبى عاد الناس للشارع لكن هذه المرة ليتجرع المجلس الانتقالي على يديهم نفس الكاس الذي سبق ان صنعه لغيره، ومن حفر حفرة لاخيه وقع فيها ، وكسر الشارع حاجز الخوف وكشف المجلس الانتقالي عن وجهه الحقيقي فمارس العنف والقمع وقَتَل وسجن واعلن رئيسه حالة الطواري متصرفاً كرئيس دولة!  وبدأت الحقيقة تظهر واضحة جلية،  ولعلها الاقدار شائت ان يتزامن زوال الاقنعة من وجوه قيادات هذا المجلس وبنفس الوقت التي زالت فيه الغشاوة من اعين الذين انخدعوا به وبخطابه .

هي الحقيقة إذن تبدوا جلية ظاهرة ، مختصرها أننا امام كيان تمت صناعتة كأداة اماراتية خالصة لتنفيذ اجندة خارجية لاعلاقة لها اطلاقاً باحتياجات المواطن ، ولاتعبر عنه بأي حال من الأحوال ، ولاتمت بصلة لتطلعاته التي تستر ورائها المجلس ، كما أن كذبة تمثيل المجلس لمحافظات الجنوب وظهوره ككيان سياسي يناضل لاجل حقوق المواطنين فيها هي الأخرى تبخرت أمام ممارسات المجلس تجاه التزاماته في اتفاق الرياض رغم مافيه من مساوئ وعيوب لكنه سيحقق على الاقل بعض الهدوء وسيتيح للحكومة الحد الأدنى لممارسة عملها وتقديم خدماتها وتحمل مسؤلياتها تجاه المواطن.

نستطيع القول وبخسب ما اكدته الأحداث أن المجلس الانتقالي لا يمتلك اي شرعية لتمثيل اي منطقة او اطار جغرافي ، وهو يمثل أفراده والمنتمين اليه إذا اعتبرناه مكون سياسي لاغير ، ومع هذا الافتراض فإن المجلس قدم الادلة كذلك أنه لايمكنه ان يكون مكوناً سياسياً يحترن التزاماته وما وقع عليه ،  واليوم بقمعه للشارع واعلانه حالة الطوارئ يقدم دليلاً جديداً بميله نحو التسلط ، واستخدام قوته المسلحة تجاه مواطني الشارع الجنوبي الذي يدّعي زوراً وبهتاناً تمثيلهم.

ما يمكن تأكيده أخيراً أن الانتقالي سيشرب من نفس الكأس الذي اذاقه لخصومه عاجلاً وليس أجلا ً، فقد كسر الناس حاجز الخوف ، وسالت دمائهم بايدي من ادعى يوماً انه حاميها ، وصار حراميها بمجرد ان زوده صانعوه بالسلاح والدراهم ، والدعم السياسي ليحقق لهم اطماعهم التي فشلوا عن تحقيقها بأيديهم القذرة .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي