رسالتي الى حزب الإصلاح!!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الخميس ، ١٦ سبتمبر ٢٠٢١ الساعة ٠٩:٣٧ صباحاً

نستطيع أن نتهم حزب الإصلاح بما نرغب وبانفعال، وقد نجد هناك من يستحب ذلك، ويزايد عليهم، ونستطيع أن نجد من الإصلاح اشخاصاً منه يهدمون بطرحهم وسلوكهم حزبهم، وينفرون الناس ليس من الإصلاح فقط، وانما حتى من مفهوم التعايش والدين والحياة الحزبية، وقد نجد تجاوز من بعضهم يسوق الحزب امام المجتمع بسلوكه كمليشيات، ولكن عني جلست مع الكثير منهم، ولم أجد منهم الا اشخاصاً ذوي قيم، ومبادئ يؤمنون بالدولة بدستورها وثوابتها. لم اتعامل مع طرف قبيح في الإصلاح لليوم، ولذا لا احكم الا بما أعرف فقط، وحتى الإصلاحي القبيح ان وجد، فهناك تيار عقلاني كبير منهم يعيد الاتزان لمن خرج عن المسار.

حزب الإصلاح تم استهداف رجاله، ومقراته في الشمال والجنوب وغيره، ورغم ذلك اليوم يتواجد في كل مديرية وقرية، وفي كل بيت يمني، ومن يظن أن حزب الإصلاح سوف ينتهي فهو واهم. لذا كما قلت في مناسبة تأسيس المؤتمر، اقول ان على حزب الاصلاح اصلاح نفسه والقضاء على التجاوزت من بعض افراده ، ودفع افضل مافيه للمشهد، والانطلاق لفتح صفحة جديدة لتيار المدنية والجمهورية. اقول اليوم لحزب الإصلاح انحيازكم للوطن ولمؤسساته هو مايثبت انكم صح، وهذا لايمكن ان ينكره احد عليكم، ولن تجدوا الا الكل يقدر ذلك. اليوم نطمح أن يفرض سلام دائما ينتزع السلاح من الكل، ونعود لصراع الأفكار، وليس البنادق.

على ثقة اليوم ان الاصلاح سوف يتجه للسلام عندما يجد الكل في المشهد استوعب ان اليمني يجب ان يرمم اخيه ويمد يده لنعيش بهوية يمنية واحدة ، وان اليمن ان "طحست علينا" كما نقول، فسوف نجد ابناءنا وبناتنا عبيداً للحاجة، يتقاذفهم الآخرين هنا وهناك، شقاة باليومية حتى في بلدهم عند الغير، سوف نجدهم مهانيين في المطارات، وطوابير السفارات، ومعسكرات اللجوء. اليمن اما لنا جميعا نتعايش بها او لن تكن الا ممزقة ضعيفة منهكة لايجد احد نفسه فيها، ولا كرامته عند كل وجبة طعام، وهذا هو مايجب ان يجعلنا نرسل رسائل لمراجعة الذات ان ادركنا اين نهاية الرحلة.

اخيرا رسالتي للكل هنا وليس لحزب الإصلاح فقط، أن كنتم تريدون اليمن كما تعرفوها يجب أن نفتح صفحة جديدة على مبادئ ٢٦ سبتمبر، و١٤ أكتوبر، ومكتسبات ٢٢ مايو، والمواطنة المتساوية، والعمل الديمقراطي بعيد عن السلاح، ودون توصيف ولا اتهام ولا محاولة إستئصال للاخر، ونبحث عن قواسم مشتركة، عن توافق وطني بيننا، نبني بموجبها بلدنا، ونحقق طموحنا، ونورّث بلد لابناءنا وبناتنا، ونتنافس بعملية ديمقراطية على السلطة، ونحرك المجتمع الى معارك التنمية والابداع والانتاج.

واخيرا اقول للجميع ايضا لايجب ان نختلف اليوم في زمان المعاناة، وليس مهم اليوم في أي حزب أنت، وأن تفكّر انت أنك على حق أو تعيد كلام الغير لشيطنة الاخر، كون الحقيقة لها صفة نسبية بسيطة حسب تموضعك وليست مطلقة بالضرورة، واليمن حزبنا جميعا في ظل معاناته المستمرة ويكفي ما فقدناه حيث دفعنا اكثر من ٢٣٥ ألف قتيل ثمناً.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي