كلام جميل ورائع من الدكتور احمد عبيد بن دغر وهو رجل دولة ولديه إحساس بالمسؤولية ويستشف الواقع الأليم الذي وصلت إليه البلاد جراء ماقامت به الجماعة الحوثية من عصف لكل مكنونات وخصائص اليمن هذا العصف الذي اردى شعب وأصله الى قاع سحيق من التردي على كافة المستويات  ..

لكن ما أود قوله  للدكتور احمد عبيد بن دغر أن الجماعة الحوثية جماعة ثيوقراطية تدعي انها تستمد حكمها من روح الله وانها مصطفاة من الحي القيوم وأن لها إرث نبوي وانها تنفذ تعاليم الله الذي تقول أنه قد حدد الحاكمية في عرقهم .

وأقول يادكتور احمد إن الحوثيين لن يضعوا السلاح وقد وصلوا الى السلطة من خلاله ولا يمكن أن يقبلوا أن يكونوا جزءا" من عملية سياسية شاملة لأنهم ببساطة لايمكن أن يتخلوا عما حققوه خصوصا وهم ينطلقون من خلال مشروع سلالي لا يرى حق للآخر .

 بل إن هذا المشروع يختزل كل المكونات السياسية ولا يقر بالشراكة، ويرى الحاكمية في البطنين وهذه عقيدة راسخة عندهم لا حيدة عنها بالنسبة لهم . 

كيف سيقبل الحوثيين بالسلام وكيف سيضعون السلاح وهم يعلمون أنهم سيتلاشون ويضمحلون وينصهرون في أول عملية انتخابية ديمقراطية .

 الصندوق بالنسبة للحوثيين غير موثوق به وهو عدو أخرس سيلفظهم ويلقي بهم خارج إطار السلطة وهذا مالا يمكن للحوثيين أن يقبلوه خصوصا بعد أن أثخنوا وأوغلوا في دماء اليمنيين  ..

من سيضمن سلامة هذه الشرذمة إذا تقيأها  الصندوق وعادت الى صفوف المعارضة منزوعة السلاح. 

اعتقد ان الحوثيين يدركون أنهم جعلوا بينهم وبين الشعب اليمني هوة كبيرة وشرخ لن  يلتئم بسهولة وهم يخشون فيما اذا ذهبوا للسلام أن تضيع منهم السلطة الى الأبد وهذا طبيعي فهم من سبب للشعب كل هذا الأذى وأهانوا الشعب اليمني ، وقتلوا أبناءه .

وليس هذا فحسب بل وصفوا الشعب بالعبيد وجعلوا من انفسهم  سادة وملوكا على شعب كريم وأصيل .

قبل أن يذهب  الحوثيين للسلام عليهم أولا أن يرسلوا رسائل اعتذار للشعب اليمني ويطلبون الغفران ويتخلوا عن نظرية الولاية والإصطفاء الإلهي والإرث النبوي والتميز العرقي لعل الشعب أن يتقبلهم كمواطنين يمنيين وينسى او يتناسى العنصرية التي مارسوها عليه طيلة السبع السنوات المنصرمة. 

عبدالناصر بن حماد العوذلي  9 سبتمبر 2021