ذكرى رحيل الشهيد الشيخ صالح حليس !!

خليل السفياني
السبت ، ١٤ أغسطس ٢٠٢١ الساعة ٠٩:٢٩ صباحاً

ذكرى رحيل المربي والاستاذ والاخ والصديق والاب الشهيد الشيخ صالح بن حليس رحمه الله  

في هذه الدنيا عظماء عاشوا لدينهم وأمتهم ومبادئهم؛ لم تغرهم الدنيا وزخرفها، ولم يفخروا بنسب أو جاه، ولا بمال أو متاع، بل اعتزوا بدينهم وقرآنهم ونبيهم. عاشوا وسخّروا حياتهم لله، مستشعرين قول الحق سبحانه: “قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين”

هكذا عاش الشهيد المربي الشيخ صالح حليس  عاش وهو يستثمر حياته ويعلم أن الدنيا زائلة، وأنها مرحلة تنقله فيما بعد إلى دار الآخرة؛ إما الجنة أوالنار. مثل هذا اليوم ودعت عدن أحد ابنائها البارزين فقد كان قائدا"واستاذا"ومربيا"وخطيبا" وواحد من ابرز كوادرها الصالحين الشهيد صالح بن حليس .

كان عَلَما وداعية ومصلحا" اجتماعيا" ورجل الانسانيه اشبع العقول والروح بخطبه ونصائحه أحبه كل من عرفه..  عرفوه أبناء عدن واحترموه واحبوه فقد كأن إنساناً لائقاً ومهذباً وهادئاً ورصيناً وعميق التفكيرهكذا كأن الشهيد الشيخ صالح حليس حين يرحل الانسان. يذهب كل شيء يتعلق به ويبقى عمله وسيرته والأثر الذي تركه في قلوب الناس وبصماته التى أحدثت فارقاً. وعندما نكتب عن صاحب قلب اتسع للجميع وامتلك من الأخلاق منظومة قيم متكاملة انعكست على سيرة حياته المليئة بالأحداث والمواقف والاعمال القيمة، يقف القلم عاجزاً عن سرد مشاعرنا وحبنا" له وعن اعماله  كان الشهيد رحمه الله صاحب ابتسامة مشرقة الذي تبتسم لكل شي في الحياة بكل ما حملته من آلام ومصاعب وتحديات متفائل دوماً محب للجميع .

 كان إذا تكلم قال خيراً وكان حين الغضب من الكاضمين الغيظ والعافين عن الناس .  الشهيد رحمه الله كان إنسانا هادئا بسيطا" متواضعا" حزوما" متسامحا"  لقد تميز بهذه الصفات حقا وبكل ماتحمله من عمق المعاني لا بل عاش هذه الصفات وجسدها في مفردات حياته اليومية المليئة بالخدمة والعلاقات الطيبة مع الجميع .لقد كان نفسه في التعاون وخدمه الآخرين امرا" منقطع النظير , فلم يطرق بابه احد ويطلب منه استفسارا أو مساعدة أو استشارة إلا وقدم له مايريد .

وما يستحق فقيدنا أن نذكر عنه انه كان يخدم الجميع دون استثناء , فلم يكن في عقله ونفسيته حدودا", إنما كانت نظرته لمعونة الآخرين ومساعدتهم نظرة إنسانية مفتوحة للجميع , وكأن لسان حاله يقول : إن الناس تبحث عن عمل الخير , وأنا تأتيني فرصه عمل , وتطرق بابي , فلماذا لا افعل ذلك , ولماذا لا أشرك معي الآخرين في عمل الخير , حيث كان رحمه الله يكلف أصدقاؤه الكثر ومعارفه  لمساعدة وخدمه الآخرين .

كان احد طلاب الكليه فقيرا" عجز عن مواصلات دراسته الجامعية فسالني الشهيد عن الطالب وانه لم يراه يحافظ على الصلوات في مسجده فقلت له بانه يعمل ليساعد عائلته وترك دراسته فذهبنا الى مكان عمله وعاتبه وتكفل بمصروف شهري له وتوسط له  في إحدى الجمعيات الخيريه لمساعدة اسرته فاصبح هذا الطالب طبيبا متفوقا" ناجحا" هذا العمل الانساني واحدا"من مئات الاعمال الخيريه والإنسانية للشهيد!! بكت عليه عدن وكيف لاتبكيه وهو الخطيب المفوّه، والداعية الرحيم. ولئن ودّعنا جسده، فروحه وعطاؤه وعلمه وكلماته كلها باقية، وذريته الطيبة التي رباها .

رحم الله الشهيد، فقد عاش الجوانب المختلفة المشكّلة للشخصية القائدة؛ الدعوي والعلمي والأكاديمي والاجتماعي والسياسي والخيري والفكري، لقد كان الشيخ صالح حليس رحمه الله من الرجال القلائل الذين اجتمعت القلوب على محبتهم والنفوس على تقديرهم واحترامهم.

كان لينًا لطيفًا، ترك أطيب الأثر في النفوس وأفضل الانطباع في القلوب، لما منحه الله تعالى من قبول وحسن تصرف.وهذه من صفات المسلم الصادق والمؤمن الملتزم ولا نزكي على الله أحدًا.

كانت خساره كبيره للوطن وعدن خاصه بفقدان الشهيد غدرا" الشيخ صالح حليس هكذا يريدوا ان تصبح عدن مظلمه بقتلهم أصحاب العقول والقلوب النيره المعطاء  نسأل الله العلي القدير أن يسكنه الفردوس الأعلى من جنته، وأن يجزيه خير الجزاء

الحجر الصحفي في زمن الحوثي