هذا الحب لا يلزمنا

تيسير السامعي
السبت ، ٣١ يوليو ٢٠٢١ الساعة ٠٧:١٣ مساءً

 

لو كان حبّنا للإمام علي بن أبي طالب -رضى الله عنه، وكرّم الله وجه- سبباً في استعبادنا وإذلالنا ومصادرة حقوقنا فهذا الحبُّ لا يلزمنا. علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- صحابي جليل، من خِيرة صحابة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- ورابع الخلفاء الرَّاشدين، الذين أداروا شؤون الأمّة بعد وفاته -صلى الله عليه وسلم.  زواجه من فاطمة بنت الرسول شأن عائلي ليس له علاقة بالإسلام، ولا برسالة، ولا بقيادة الدولة، لأن الإسلام أعمُّ وأشمل، للعالمين كافة. أتى بقاعدة أصيلة، تمحور حولها، وهي [إن أكرمكم عند الله أتقاكم]، وعلى هذا دخل الناس في دين الله أفواجا. ولو كان هناك من امتيازات  لأسرة أو عائلة النبي محمد، لكان ذلك في حياته صلى الله عليه وسلم، لكن ذلك لم يحصل، بل قال بأعلى صوته: [يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ - أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا - اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ، لاَ أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ لاَ أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، يَا عَبَّاسُ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لاَ أُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، وَيَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ لاَ أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، وَيَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَلِينِي مَا شِئْتِ مِنْ مَالِي لاَ أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا]..  وفوق هذا كله نقول: علاقتنا بمحمد لأنه رسول من عند الله، آمنا به وصدقناه، وليس لأنه من قريش أو بني هاشم، وعلى هذا أخبرنا الله بقوله: [مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا].. صدق الله العظيم وبعد هذا كله حاشاه -عليه الصلاة والسلام- أن يقدم أحدا من أسرته على الأفاضل من أصحابه السابقين الأولين.. #تيسير_السامعي

الحجر الصحفي في زمن الحوثي