محاولات أيرنة اليمن

عبدالناصر العوذلي
الجمعة ، ٢٣ يوليو ٢٠٢١ الساعة ٠٧:٢٨ مساءً

 إستطاعت جماعة الحوثي السلالية خلال سيطرتها على المحافظات الشمالية منذ 21 سبتمبر 2014 من تحويل المجتمع اليمني وخصوصا النشىء الصاعد الى نشىء يحمل الفكر الجعفري الإثني عشري الإمامي. سبع سنوات إشتغل الحوثيين خلالها على أدلجة المجتمع اليمني بأفكار حوزات إيران وتحولت المحافظات اليمنية إلى حوزات صفوية كبيرة وأصبحت صور مجرمي إيران وجنوب لبنان تملأ ساحات المدارس والجامعات اليمنية في سابقة خطيرة لم تشهدها اليمن من قبل ..

اعتقد ان الحوثيين حصلوا على فرصة ووقت كاف للتغيير العقدي وطمس معالم السنة المحمدية الصحيحة وإيرنة المجتمع اليمني وتحويلة الى نسخة من طهران وقم ومشهد في ظل عدم الحسم العسكري. هل يدرك المحيط الإقليمي أن التسويف في حسم الحرب يصنع إيرانا جديدة في جنوب الجزيرة العربية وحزب الله جديد ولكنه أخطر بكثير مما سبق لأن الشيعة الجدد في جنوب الجزيرة العربية يحملون الحقد الكبير ولديهم حافز الإنتقام.

إن السكوت على مايجري في اليمن من تشييع للمجتمع سينعكس آجلا على دول الجوار فالحوثيين ومن خلفهم إيران يسعون الى الوصول إلى الأماكن المقدسة وهو حلم يراود ملالي إيران وأذنابهم الحوثيين .

اعتقد أن انحراف مسار الحرب واستنساخ تكوينات سياسية وعسكرية في المحافظات الاخرى لايخدم المشروع العربي ولكنه تأصيل للمشروع الصفوي خصوصا أن هناك تناغم بين الحوثيين وبعض التكوينات المستنسخة على الساحة اليمنية.

ماتشاهدونه في بعض افلام الفيديو لطلاب المدارس وهم يتلقون الفكر الشيعي ويشحنون بالحقد على كل من يخالفهم في المعتقدات، أمر يدل دلالة واضحة على أن الحوثيين يصنعون جيلا مقاتلا دمويا سيكون من الصعب إعادتهم الى الصواب في المستقبل حتى وإن حسمت الحرب لأن المجتمع سيكون ملغما بهؤلاء وسيكونون قنابل موقوتة في خاصرة المجتمع اليمني والجوار . لطالما قرعنا ناقوس الخطر وقلنا مرارا وتكرارا أن عدم الحسم العسكري وإطالة أمد الحرب يصنع من اليمن بلدا شيعيا" سيكون شوكة في خاصرة الأمة العربية وسيكون أداة إيرانية لا سمح الله فهل أنتم مدركون لحجم الخطر أم على قلوب أقفالها .

 

عبدالناصر بن حماد العوذلي

23 يوليو 2021.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي