الأحزاب اليمنية وطريق النصر

د. عبده مغلس
الخميس ، ٢٤ يونيو ٢٠٢١ الساعة ١١:٥٠ صباحاً

نشأت الأحزاب لتكون بديلاً لصراع القوة والحرب والدمار، بين مكونات المجتمع، التي تحسمها معارك الحرب والسلاح، واستبدلت سلاح الصراع ببرامج انتخابية، تقدم الأفضل للمجتمعات والشعوب، وتحسم صراع برامجها معارك الصوت وصناديق الانتخاب.

في اليمن كل الأحزاب تعلن، في اهدافها وأدبياتها واشهارها ومؤتمراتها، أنها تعمل لخدمة الشعب والوطن، لكن المراقب والمتابع، يجد أن الشعب اليمني، والوطن اليمني، والدولة اليمنية، جميعها تُسحق وتُمزق وتُقسم، بسبب الصراع بين الأحزاب.

الانقلابيون الإماميون يعملون لمشروعهم منذ سقوط الإمامة، ولذا اختاروا لانقلابهم الشهر الذي قامت به ثورة سبتمبر، واختاروا ليوم انقلابهم يوم تنصيب البدر إماماً بدلاً عن أبيه احمد، ودلالة هذا لا تخفى على أحد، وهي إعلان الإمامة عن استعادة حكمها، في شهر الثوره، ويوم تنصيب الإمام البدر، وفي المقابل أنصار الثورة والجمهورية، والشرعية واليمن الاتحادي، ماذا يعملون؟

يقاتلون بعضهم ويكرهون، ويتآمرون ضد بعضهم ودولتهم، وشرعيتهم ومشروعهم، وهنا تبرز الحيرة والشك بسؤالين يصدمان العقل والمنطق والوطنية، لصالح من صراع الأحزاب ضد بعضها؟

وهل هذا الوقت مناسب لهذا الصراع؟

يجد المتابع والمراقب صراعات داخل الحكومة والجبهات، وفي الإعلام ووسائل التواصل، تجذبهم بعيداً عن الصراع الحقيقي، والمهدد وجود الجميع، احزاب وشعب ووطن ودولة ومستقبل.

الم تتفق وتتوافق وتقبل الأحزاب على الخيار الديمقراطي، وتقبله حكماً لصراعها، وأن أي صراع وخلاف تحسمه الانتخابات وصناديقها.

أين الأمناء العامون للأحزاب، والقيادات الحزبية، من كل هذا الصراع القائم، إنهم مسؤولون عن كل الدماء التي تُسفك، وعن معاناة الشعب، وتأخير الحسم، وتأجيل النصر، فخلافاتهم وصراعاتهم تخدم الانقلاب وتبقيه.

بينما واجبهم هو توحيد الصف خلف قيادة الشرعية ومشروعها، فشرط النصر يعتمد على ذلك وعدم الخلاف، فلو هيمن الانقلاب، فلا وجود للوطن والشعب، ولا للأحزاب والديمقراطية، فمشروع الانقلاب لا يؤمن بوجود أحد، والجميع سيكون تحت مقصلته ورحمته، والمقيمين تحت حكم الانقلاب، دليل ونموذج حي للمصير المحتوم الذي ينتظر الجميع إن هيمن الانقلابيين.

خلافاتكم جوهرها سياسي مقدور عليها، وستجدون لها الف حل وحل، بينما هيمنة الانقلاب لا حل لها، سيقضى على وجودكم أحزاب وشعب ودولة وأرض.

عودوا لرشدكم فالكراهية أعمتكم، وتقودكم ووطنكم للهلاك، اتقوا الله بوطنكم الذي يحاول المتآمرون تقسيمه، وشعبكم الذي يحاولون تمزيقه، وثرواتكم التي يحاولون نهبها، وأنتم مشغولين بصراعاتكم. ختم القول:

الأحزاب أدوات وطنية تخدم شعبها ووطنها، هذا هو جوهر وجودها وسبب نشأتها، وعلى الأحزاب عدم القبول بدفعها لمربعات لا تخدم اليمن، الوطن، والدولة، والشعب، والشرعية،والمشروع.

هذه دعوة النصر وطريقه لكل المنتمين للأحزاب قيادات وقواعد، ولكل الوطنيين والأحرار، لتكن دعوتنا ومنهجنا  المحبة وتوحيد الصف، ونبذ الفرقة والكراهية.

فلا نصر دون توحيد صفوفنا وكلمتنا ومواقفنا، خلف الثورة والجمهورية، واليمن الوطن والإنسان والأرض، والشرعية والمشروع.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي