احاطـة الـوداع لـ"غريفيث"...!

د. علي العسلي
الجمعة ، ١٨ يونيو ٢٠٢١ الساعة ١٠:٢١ صباحاً

قال غريفيث ما معناه أن اليمن بحاجة الى تسوية شاملة لا مجزؤه، لنقول للمجتمع اعتمدوا شهادته الأخيرة ففيها من الصواب والحقيقة أكثر من لغة الدبلوماسية ومراعاة حساسية كل طرف.. لقد قال غريفيث هنا اقتبس "لأطراف لم تتمكن من الاتفاق. فبينما يصر أنصار الله على اتفاقية منفصلة حول الموانئ والمطار كشرط مسبق لمحادثات وقف إطلاق النار والعملية السياسية، تصر الحكومة اليمنية على تطبيق كافة الإجراءات كحزمة واحدة، بما فيها بدء وقف إطلاق النار.".. هذه العبارة فيها وضوح لا يقبل الشك من أن الحوثي يعرقل ـــ يشترط ويتشرط ويريد يفصل الملف الإنساني عن العسكري والسياسي، يريد الملف الإنساني يموّل استمراره في الحرب، يريد الاستفراد بالسلطة و لا يريد تسوية سياسية تستوعبه كباقي المكونات ...! يقول غريفيث "وقف إطلاق النار له قيمة إنسانية"؛ فمادام هذا توصيف المبعوث، فإنما يدل ويؤكد على استحالة فصل الملف الإنساني، ففصله قيمة دونية ((قيمة انتهازية استغلالية)).. في مكان اخر يقول غريفيث: "فرض القيود الخانقة على المشتقات النفطية عبر ميناء الحديدة غير مبررة ويجب أن يتم التعامل معها بشكل عاجل".. على أساس أنه يقدم احاطة متوازنة عادلة، وهي في الحقيقة ليست كذلك لا اريد اجلد الرجل وقد ذهب وأتمنى له الموفقية وعلى الخلف ألا يبني على ما فات إلا الشيء القليل؛ فالبناء على فشل هو قمة الفشل ولا يؤدي إلى إنجاح أية تسوية، على الخلف أن يبدع حلول ((ممزوجة من عناصر وخامات يمنية محلية مطعمة بعناصر إقليمية ودولية كي تكون التسوية راسخة ومستقرة وليست هشة)) ...!؛ نعم! لتتدفق المشتقات النفطية إلى الحديدة ولتصل الى من يريدها، لكن مالم يقله غريفيث نقوله نحن ((لتتدفق المشتقات لموانئ الحديدة شريطة أن يتم إيداع عائداتها لحساب خاص لدفع الرواتب الحالية والمتأخرة ولعموم موظفي الجمهورية اليمنية وفقا لكشوفات ديسمبر 2014 وبشكل عاجل كذلك)) ...! قال أيضا غريفيث في ((خطبة الوداع)): "عانى سكان #تعز 6 سنوات من الحرب. رأينا تقارير صحفية شجاعة تنقل الصورة من قصف متكرر لديارهم وألغام أرضية تعيق وصولهم للمدارس وأماكن العبادة والعمل. لا يجب أن يعيش أي أحد بتلك الطريقة. من المخزي لنا جميعا أن تفاهم تعز المتفق عليه في #ستوكهولم لم يؤد لأي نتائج" يا سيد مارتن من المخزي أن اتفاق ستوكهولم برمته لم يحقق أية نتائج لصالح اليمنين، ثم من المخزي أن تستدل على ما حلّ في تعز من خلال تقارير صحفية ونشطاء شجعان وانت وفريقك عجزتم ان تكونوا مثلهم شجعان فتزورون تعز، هذه الضحية وتوثقون ما رأيتم بأنفسكم.. وينقص عبارتكم المكتوبة في احاطتكم ((وهي نعبرها شهادة منكم للتاريخ لما يحلّ بالحالمة تعز، فقط برجا أن يتم تأصيلها بزيارة من المبعوث الجديد لتكون لها معنى قانوني))، ينقص العبارة يا مستر مارتن ادانة صريحة لمن حاصر تعز، ويقصف ديارها، ويزرع الألغام فيها، ولا ينفذ اتفاق ((ستوكهولم)) وبالاسم إذا تكرمتم فلم يعد للدبلوماسية هنا معنى وأنتم مغادرون الا قول الحقيقة للحقيقة وللتاريخ.. ولا ارتضي لك أن تظهر بعد مدة من الزمن لتبوح بما لم تبوح به اثناء مهمتك، وتكون كجمال بن عمر، عند ذلك كل ما ستقوله لن يساوي الحبر الذي كتب فيه؛ قول ما لديك الان وانت تودع مهمتك ليستفيد منها خلفك.. وقال كذلك غريفيث: "فاقمت الحرب الانقسامات في جنوب اليمن" سؤال ((حرب من وعلى من التي ساهمت في الانقسامات في جنوب اليمن؟!)) وضح يا سعادة السفير.. ثم يتابع ... " يجب أن تستمر الشراكة التي تم تأسيسها بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي بالتماسك. المخرج الوحيد من هذا المأزق هو التزام القيادات السياسية بالحوار." هذه نبصم لك بها..! و" شدد غريفيث على نجاح النشطاء اليمنيين في تنفيذ مبادرات لفتح الطرق وإطلاق سراح المحتجزين، وأثنى على عملهم ونشاطهم من أجل السلام بما يتضمن إنشاء منصات إعلامية غير حزبية وتنظيم المجتمع المدني وشبكات الحماية المجتمعية. "هذه الجهود الشجاعة هي أمل ومستقبل البلد، ومن واجبنا دعمها." ادعم من شئت او اوصي الدعم لمن تشاء لكن لن يغير في الواقع المر شيئا.. تلتقي الأطراف المعنية وتشيد بها، وتلتقي الأحزاب وتثني عليها، ثم توصي ببدلاء لهم ليلعبوا أدوارهم هذا وربي قمة الفشل...!؛ 

سبحان الله اعلان دعائي من غريفيث من اخر احاطة له.. لقد أصبح فجأة من دبلوماسي إلى قصاص.. فيقول " اليمن حكاية من الفرص التي تم تفويتها. تعلمت من تجربتي مع النزاعات أنه غالبا ما تتوفر الفرص بينما تغيب الشجاعة المطلوبة لاستغلال تلك الفرص. ليس اليمن مختلفا. فكثيرا ما تكرر أن يكون طرف واحد مستعد للتنازل والاتفاق، بينما الطرف الآخر غير مستعد" يا اخي بطّلْ هذه الفلاشات التي قد تفسر كما يحلو للأطراف.. اقول لحقيقة لضميرك أولاً وللعالم ثانياً.. قول من هي لأطراف في فترة مهمتك قدمت تنازلات (أليست

الحجر الصحفي في زمن الحوثي