من يصنع الحرب لا يصنع السلام ومن أدمن الفوضى لا يتواءم مع النظام

عبدالناصر العوذلي
الجمعة ، ١١ يونيو ٢٠٢١ الساعة ٠٥:٢٠ صباحاً

 

 

 هم جماعة مسلحة انطلقت من فكرة الحق الإلهي، والإرث النبوي، والإصطفاء العرقي، وحق الولاية، وحق البطنين، أفكار ما أنزل الله بها من سلطان، لكنها تعشعش في رؤوسهم وتختلج في جوارحهم . لدرجة أنهم يصرون على تعبيد المجتمع وشحنه بهذه الخزعبلات الجوفاء والتي لاتمت للدين بصلة، غير أنها فكرة شيطانية علقت بعقول سلالات أرادت أن تضفي على نفسها هالة من القداسة . خرجت هذه الجماعة على الدولة في 2004 في أول حرب تخوضها الجماعة ضد الدولة بعد أن توفرت لها عدة عوامل ساعدتها على خوض تلك الحرب ومنها غفلة النظام وتركه لمحافظة صعدة تحت هيمنتهم منذ مابعد حرب صيف 1994 التي استغلوا غياب الدولة في مناطقهم وانشغال النظام آنذاك بملاحقة التيارات الإنفصالية في الجنوب ما اتاح الفرصة لحسين بدر الدين الحوثي ووالده بدر الدين الحوثي ومحمد بدر الدين الحوثي وأتباعهم من العمل بكل أريحية في شق الجبال وعمل الكهوف في جبال مران وحيدان وكل مناطق ومرتفعات صعدة . كانت الجماعة تحضر للإنقلاب على الدولة وقد كتب في ذلك بدر الدين الحوثي الى أحد المرجعيات الشيعية في لبنان يستأذنه بالخروج على الدولة ويقول أنهم قد أصبحوا في قوة ومنعة وأن عندهم اتباع في الجيش اليمني وأن لديهم محافظين لمحافظات ومسؤولين في هرم الدولة كان ذلك في 1996 وأيضا بعد تشكيلهم لجماعة الشباب المؤمن التي انشأتها الحركة الحوثية وكانت برئاسة محمد عزان ومحمد الحوثي وفليتة وعلي الحاكم وللأسف أن هذا التشكيل كان برعاية هرم النظام السابق الذي استغلوه، كمنتمي للطائفة الزيدية بأن يسمح لهم بتشكيل نواة زيدية لمواجهة التيار السلفي في صعدة والذي كان بقيادة الشيخ السلفي مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى .

عملت هذه الجماعة في مناخ غابت عنه الدولة، حينا" ودعمته بجهل احيانا أخرى حتى أن النظام السابق اسقط لهم واجبات وزكوات محافظة صعدة فكانوا هم من يجبوا الزكاة وكل واجبات الظرائب في المحافظة ثم أن الراقص على رؤوس الثعابين لم يدرك أنه يصنع إمامة كهنوتية ستطيح بكل ما أمامها وستطيح به اولا لكنه استخدمها لتصفية حسابات ومن ثم حين تمكنت صفته تصفية جسدية.

لأن الحاوي حتى وإن كان فطنا" لكن ربما أنه يكون في يوم ما ضحية لثعبانه الذي ظن أنه روضه . هذه الجماعة تنطلق من مشروع سلالي هذا المشروع لايتمكن ولا يعيش في السلم ولا بد له من الحرب فالحرب الوسيلة المثلى لانتشار هذا الفكر وسدنته من عتاولة وأساطين الحركة الحوثية الإرهابية. انطلقت هذه الجماعة في حرب ضروس ضد الدولة والشعب اليمني منذ العام 2004 حتى أسقطوا صنعاء في 21 سبتمبر 2014 مستغلين بذلك تباين الأحزاب اليمنية واضطراب المشهد السياسي في الجمهورية اليمنية بعد الربيع العربي، رافعين بعض الشعارات الزائفة التي دغدغوا بها مشاعر العامة وبعض التيارات السياسية التي اقصيت من النظام السابق وأوهموا الناس أنهم ثورة تصحيحية لثورة 2011 التي قالوا انها خرجت عن خطها الثوري ودخلت في شراكة مع النظام بقيادة المؤتمر. ومن وجهة نظري أن النظام السابق الذي اطاحت بهرمه ثورة 11 فبراير قد مهد للجماعة الوصول إلى صنعاء وذلك لينتقم من خصومه الذين أضرموا فتيل الثورة في 2011 .

وصلوا الى صنعاء بحرب وبمساعدة أطراف محلية وإقليمية ودولية وأشعلوا حربا على كل محافظات الجمهورية حتى وصلوا الى سواحل بحر العرب والبحر الأحمر، بإيعاز إيراني للسيطرة على المنافذ البحرية وقتلوا الآلاف من أبناء الشعب اليمني في الشمال والجنوب في محاولة منهم لإسقاط اليمن في المربع الإيراني .

إيران لايهمها قتل اليمنيين في سبيل تحقيق أهدافها واستعادة إمبراطوريتها وقوميتها فهي ترى أن اليمن خضع لها في زمن من الأزمان وأن لها إرث في هذه البلاد ولذلك اعتمدت على هذه السلالة الرسية التي تنتمي الى بلاد فارس وترتبط معهم بصلة الدم فهم اي الحوثيين بقايا يحيى حسين الرسي الطباطبا وبقية من احفاد باذان المجوسي. .

لن تجنح هذه الجماعة للسلم لأن السلم ببساطة ينزع منهم أحقية الحكم ويقوض نظرية الولاية وحق البطنين وبالتالي السلام يعني انهم كيان سياسي عليه أن ينخرط في عملية سياسية تنتهج الديمقراطية والانتخابات الشعبية وفي مثل هذه الحالة ستذوي الحركة وتتبعثر وقد تلاحق من قبل اليمنيين الذين أثخنت الحركة في دمائهم ودماء أبنائهم . ستظل هذه الحركة تحمل السلاح ولن تضعه حتى تنتصر لفكرها ولسلالتها او يتم القضاء عليها لاخيار ثالث أمامها وهي تدرك ذلك ولن تضع السلاح إلا ان تهلك هلاكا لا قيام بعده ..

الحوثيون لا يؤمنون بالسلام وهم اهل حرب ومشروعهم السلالي لايمضي ويتمكن إلا بالحرب فالحرب مذهبهم وغايتهم لتحقيق اهدافهم فهل تدرك الشرعية والتحالف ذلك ؟ اتمنى ذلك ! عبدالناصر بن حماد العوذلي 11 يونيو 2021

الحجر الصحفي في زمن الحوثي